رضخت شركة “فيسبوك” لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى شركة “هواوي” الصينية، لأنها “تتعاون مع المخابرات الصينية”.
وأعلنت شركة “فيسبوك”، يوم أمس الجمعة، أنها “ستحرم شركة “هواوي” الصينية من تطبيقاتها الرائجة في مجال التواصل الاجتماعي، وهو ما سيؤثر على “هواوي”، ويزيد من عزلتها، بعد أن اعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أنها “تهدد الأمن القومي الأمريكي”.
وقالت الشركة الأمريكية الضخمة في مجال التواصل الاجتماعي، إنها: “اتّخذت الخطوة بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى “هواوي” على خلفية القلق من أنها تتعاون مع الاستخبارات الصينية”.
وأضافت المتحدثة الرسمية باسم شركة “فيسبوك” أنها “تدرس القرار الأخير لوزارة التجارة، والترخيص العام المؤقت الذي صدر مؤخرًا وستتّخذ خطوات لضمان الامتثال له”.
وقالت الشركة لوكالة “فرانس برس”: “سيكون بإمكان الأشخاص الذين يمتلكون أصلًا هواتف من نوع “هواوي” عليها تطبيقات فيسبوك مواصلة استخدام التطبيق وتحميل التحديثات”.
فيسبوك تحرم هواوي من التطبيقات
يهدف الرئيس الأمريكي عزل الشركة الصينية “هواوي”، وهي التي أصبحت تحتلّ المرتبة الثانية عالميًا على مستوى مبيعات الهواتف الذكية.
ولم يقتصر عمليات العزل على شركة “فيسبوك”، بل أنّ شركة “غوغل” الأمريكية، هي الأخرى، أعلنت نهاية الشهر الماضي، أنها ستقطع علاقتها بشركة “هواوي”، وهو ما يجعل الشركة الصينية في وضع لا تحسد عليه، من أجل توفير التطبيقات لهواتفها الذكية، وإن لم تستطع ذلك، فستنحدر مبيعاتها بشكل كبير، لا في الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل قد يمتدّ ذلك إلى مختلف بلدان العالم، لتترك حصتها إلى شركتي “آبل” الأمريكية، و”سامسونغ” الكورية الجنوبية.
وقد يجد مالك هواتف “هواوي” نفسه غير قادر على الوصول إلى متجر “غوغل بلاي” ضمن منظومة “أندرويد”.
وأكدت شركة “فيسبوك” أنّ القرار الذي اتخذته اليوم، سيؤثر على مسار شبكات التواصل الاجتماعي، وأساسًا تطبيقاته الأكثر استعمالًا، وهي “انستغرام”، و “واتساب”، و”ميسنجر” التي لا يخلو منها أيّ هاتف.
وكانت الإدارة الأمريكية سمحت للشركة الصينية “هواوي” بفترة إمهال تمتد إلى ثلاثة أشهر، لإيجاد الحلول المناسبة للوضعية الصعبة التي فرضتها الإدارة الأمريكية منذ منتصف شهر مايو الماضي.
هواوي تخلق البديل
قالت شركة “هواوي” الصينية، إنّ محاولة عزلها من طرف الإدارة الأمريكية لن يؤثر على مستقبلها في العالم، فهي تعمل حاليًا على إيجاد منظمة جديدة تحلّ محلّ منظومة “أندرويد” التي تملكها شركة “غوغل” الأمريكية، إلى جانب إيجاد سوق افتراضي جديد بدل “غوغل بلاي” من أجل المحافظة على مستخدمي هواتفها.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية الشهر الماضي، أنّ الشركة الصينية “هواوي” تشكل “خطرًا كبيرًا على الأمن القومي الأمريكي، بعد أن أصبحت تشتغل في مجال شبكات إنترنت الجيل الخامس (5جي)، والتي ستسمح للصين، بحسب الأمريكيين، بالتجسس على شبكات الإنترنت فائقة السرعة.
ولكن يبدو أنّ الرئيس دونالد ترامب لا يريد من وراء ذلك غير التضييق على التجارة الصينية، خاصة بعد أن للصحفيين أنه “يحتمل إسقاط العقوبات كجزء من اتفاق تجاري مع الصين”.
وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية والصين حربًا تجارية معلنة، بعد اتهام دونالد ترامب الصين بأنها تدعم شركاتها المحلية ماليًا، وهي ممارسة اعتبرها “غير مصنّفة”.