أهان كساب العتيبي، “دكتور” سعودي، وأكد سعوديون عديدون أنهم لا يتشرّفون بانتسابه لبلاد الحرمين الشريفين، شعب الجزائر العظيم، بلد المليون ونصف شهيد، ووصفهم بـ “القطط الوديعة” أمام “فهود السنغال” في مباراتهم النهائية في كأس إفريقيا ضد المنتخب السنغالي.
أستغرب كيف أنّ “دكتورًا” ينزل إلى مثل هذا الانحطاط في التعبير عن آرائه. لا أحد يمكن أن يفرض عليه أن يحبّ التونسيين، ولا يتمنى خروجهم من الدورة، أو أن يشجع الجزائريين ويتمنى فوزهم بكأس إفريقيا، وله كل الحقّ في أن يتمنى فوز السينغاليين بكأس إفريقيا.
له الحق في ذلك، ولكن ليس من حقّه أبدًا، ولا من الأخلاق أبدًا، أن ينعت محاربي الصحراء، وهو محاربون فعلًا، بـ”القطط”، فهو بهذا الوصف الساذج، والذي يكشف عن أخلاق “الدكتور”، يفتح باب الفتنة والحرب الكلامية بين الإخوة سواء في الجزائر والسعودية.
وأشعلت تدوينات “الدكتور” السعودي، كساب العتيبي، مواقع التواصل الاجتماعي، بين جزائريين وسعوديين، ومن مختلف البلدان العربية، حتى أنّ عددًا من المحامين تقدموا بشكاوى ضدّ هذا “الدكتور” مطالبين بإيقافه ومحاسبته.
أستغرب من هذا “الدكتور” الذي لا يفرّق بين الفاعل والمفعول به، فيرفع هذا الأخير، ويتجرّأ على محاربي الصحراء الذين أبلوا البلاء الحسن في الدورة 32 لكأس إفريقيا التي أسدل الستار على فعالياتها مساء يوم الجمعة الماضي بتتويجهم بكأس إفريقيا بعد فوزهم المنتخب السنغالي بهدف لصفر جاء في الدقيقة الثالثة عن طريق المهاجم بغداد بونجاح.
تدوينة “الدكتور” السعودي التي أشعلت النار
قبل مباراة الدور النهائي لكأس إفريقيا بين الجزائر والسنغال، كتب “الدكتور” السعودي كساب العتيبي تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، جاء فيها: “أتمنى أن يكون نهائي “كأس الأُمم الأفريقية” سنغاليًا بعد أن سَعدتُ بخروج تونس. لم ننس تهكُم التونسيون (التونسيين) وبقية العُربان بالمنتخب السعودي في كأس العالم الأخير. لم ننس خمسة وخميسة، ولا الخيمة والبعير. هذا رأيي، ومن أراد تشجيع الجزائر فهو حر. بالتوفيق لفهود السنغال”.
وبعد المباراة مباشرة، وبعد تتويج محاربي الصحراء عن جدارة واستحقاق، لقاء ما أظهروه من قدرات فنية وبدنية خلال كامل مباريات الدورة، عاد “الدكتور” من جديد ليدوّن تدوينة أخرى، مثلت الشرارة الأولى لما ينشر اليوم على صفحة “الدكتور” على “تويتر”، وجاء فيها: “سيطرة سنغالية كاملة على مُجريات المباراة الأمر الذي حوّل لاعبي الجزائر لقطط وديعة أمام فهود السنغال. أداء جزائري مُخجِل بعد أن أحرزوا هدفًا بالصُدفة”.
وأشعلت هذه النعوت والأوصاف النابية للاعبي الجزائر”قطط الجزائر أمام فهود السنغال” النار، وبدأت التدوينات المسيئة للطرفين، وكان ردّ مدير مكتب الجزيرة في باريس عياش دراجي على تدوينة “الدكتور” السعودي، فكتب: “تثير الشفقة يا كساب من يوم عودتك وأنت في هوس وتخبط، وحين تصف الفريق بالقطط هذه قلة أدب، ومحاربو الصحراء يعلمونك الديمقراطية … وذكرك للجزيرة وألبي إن سبورت فيه خبث ومسكنة، فقط لترجيح كفتك وسط البهدلة والضحالة التي وضعت نفسك فيها… ختامًا: ناصر من شئت ولا تصف فريقنا بالقطط!!!”.
وكان ردّ عياش دراجي لطيفًا ولم يشتم “الدكتور” الذي ردّ من جديد، وكتب: “كذبت يا عياش. الشتيمة بكل عفونة أخلاقية ولفظية كان قبل تغريدة القطط. فلا تُدلِّس. ثانيًا، ذكرتُ بأنّ وصف القطط الوديعة وصف مقبول (وصفًا مقبولًا) رياضيًا يستخدمه مُعلّقون رياضيون وسبق واستخدمته في دورينا السعودي. ويعني الاستسلام للخصم. أما عودتي لوطني وانحيازي له فهو فخر وشرف، مثلما تنحازون لوطنكم”.
وجاء الرد الثاني لعياش: “بل كذبت أنت يا كساب، ما رددت عليك ولا مرة، وحين وصفت الفريق الجزائري بالقطط، قلت لك إن هذا قلة أدب … ثم رحت تبرر بثقل دم: إن القطط كذا وكذا، فقلت لك: إن تغريدتك تغريدة فئران، فرحت تحتطب لنارك بالنيل من أخلاق محاربي الصحراء وذكر قناة الجزيرة حتى تستجدي دعمًا…ستظل تثير الشفقة!”.
ردود مختلفة على “الدكتور” السعودي ووصف الجزائريين بـ”القطط”
تهاطلت الردود من كل حدب وصوب على “الدكتور” السعودي كساب العتيبي الذي أخطأ في حق نفسه أوّلًا، وفي حق بلده ثانيًا، قبل أن يتطاول على الأبطال الجزائريين ومحاربي الصحراء، ردود معقلنة، وأخرى “متطرفة” حتى أنّ أحد الناشطين السعوديين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” دوّن قائلًا، ما معناه: “العتيبي أخطأ خطأ جسيمًا، وبالتالي لا تخطئوا أنتم كذلك، وردّوا عليه هو، وليس على السعوديين جميعًا، فنحن نحبّكم أهلنا في الجزائر والمغرب وتونس”.
وجاء الردّ من ناشط عُماني، خليفة العمري، قال: “مع احترامي الشديد د. كساب استخدمت وصف القطط في سياق تهكمك الواضح وليس وصفًا وديعًا كما ادعيت استخدامه مثل الآخرين، وهذا واضح جدًا من أول تغريدة عن المنتخب الجزائري. أتمنى الابتعاد عن المناكفة ونفكر فيما يجمع ونتجاهل ما يفرق! تحياتي”.
ردود “معقلنة” على “الدكتور” السعودي
الغريب أنّ هذا “الدكتور” لم يتوان ولم يخجل مما كتب، ولكنه عاد بتدويناته إلى تدوينة سابقة له في 17 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعاد إشهارها، يقول فيها: “فريق كروي جزائري يضع هذه الصورة ويقول أنه (إنه) زعلان لأن السعوديين باعوا القدس”.
وأضاف: “أتذكّر الآن مثلاً جزائريًا عاميًا : (بات مع الدجاج أصبح ايقاقي ). مُقرِف ما نسمعه ونشاهده!!. كيف يرضى الجزائريون أن يحكمهم رئيس عاجز غائب عن الوعي يُدفَع بالكراسي المُتحرِّكة وهم ثورة المليون ونصف شهيد؟”.
وأضاف تدوينة أخرى، جاء فيها: “في كأس العالم وقف عُربان ضد منتخبنا السعودي بينهم مُعلّقون توانسه وجزائريين ومغاربة يعملون في “الجزيرة”. وكانوا يتهكّمون بنا، وشجّعوا روسيا ضدنا وهذا موثّق. لم يفعل السعوديون كما فعلوا. صياح وصُراخ وشتيمة من أمس بسبب تغريدة واحدة. وهنا الفرق بين أخلاق الخيمة، وأخلاق بُرج إيڤل!”.
بالرغم من الردود “المتشنجة” فإنّ عددًا كبيرًا من الردود كان “معقلنًا”، من الجهتين.