Site icon Barcha News

تونس تمثل الاستثناء العربي باستثناء قناتها الوطنية الأولى

تونس تودع رئيسها

بحضور عدد من قادة العالم أبرزهم الرئيس الفرنسي ماكرون وأمير قطر تميم بن حمد، وأخيه عبد الله نائب أمير قطر والرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، ورئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج، تمت مواراة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في مقبرة الزلاج.

تابعنا النقل المباشر على القناة الوطنية الأولى منذ الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الثالثة والنصف تقريبًا، وخرجنا بجملة من الملاحظات، الخاصة، وغيرها من التي تداولها الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي، لعلّ أهمّها أنّ تونس تمثل الاستثناء العربي الكامل باستثناء القناة الوطنية الأولى:

* موكب الجنازة والتأبين في قصر قرطاج بلغ أكثر من 4 ساعات ونصف.

* حضور الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي لأول مرة في قصر قرطاج منذ خروجه منه لما سلّم السلطة إلى الراحل الباجي قائد السبسي يوم 31 ديسمبر 2014.

تونس تودع السبسي

قناة تونس الأولى تتجاهل المرزوقي

 

* القناة الوطنية الأولى، وكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوها قناة تونس7، لم تتغير ولن تتغيّر، طالما أنّ القائمين عليها، وبعض العاملين فيها، وخاصة المخرجين والمنشطين، لا يعملون بمبادئ الحياد والموضوعية، إما لأنهم لا يعملون إلا وفق التعليمات، وهذا خطير جدًا، بينما تعمل تونس على أن نكون الاستثناء في الوطن العربي، في كلّ ما هو إيجابيّ، فالتلفزة الوطنية، عمومية، تمثل جميع أبناء الشعب التونسي، وليست لا للشاهد ولا للغنوشي ولا للهمامي، ولا للسبسي، يرحمه الله، وبالتالي على العاملين فيها أن يكونوا محترفين.. وأنتم تستشهدون دائمًا بفرنسا، آنظروا كيف تتعامل القنوات الوطنية الفرنسية مع مختلف الأحزاب، والحساسيات، وتعلّموا الحيادية، ولا تنسوا أنّ المواطن التونسي يدفع من ماله الخاص لتمويل القنوات التونسية العمومية في وقت تتكاثر فيه القنوات الخاصة كل يوم.

رئيس تونس السابق في جنازة الرئيس الراحل

* مخرج الجنازة ومن كان معه، وخاصة مساعده، كان همّهم الأكبر هو “تقزيم” تواجد الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي في جنازة الراحل السبسي، بينما كان على السيّد المخرج أن يبرز ذلك، تسويقًا للديمقراطية الناشئة التي تعيشها تونس، ولتآخي التونسيين وتحابّهم من أجل تونس، فعند الشّدائد يُعرف الرجال، وهكذا كان المرزوقي الذي لم يدخل قصر قرطاج منذ غادره يوم 31 ديسمبر 2014، ورفم ذلك فقد كان إنسانًا، وكان مُحبًّا لتونس، وقد قال المرزوقي بعد وفاة الرئيس السبسي، لإذاعة “شمس أف أم”: “اختلفت على الدوام مع الرئيس الباجي.. كان من المدرسة البورقيبية وأنا من المدرسة اليوسفية.. وقام بحملات ضدي حين كنت رئيسًا، وأنا أيضًا قمت بحملات ضده حين كان رئيسًا.. ولكنها كانت خلافات بين أفراد العائلة الواحدة..

واليوم مات وهو كبير العائلة.. ولم يعد هناك داع للحديث عن الخلاف..

تقاليدنا العربية والإسلامية تربينا على ثقافة “اذكروا موتاكم بخير”.. ومن الطبيعي أن أحضر جنازته (هذا واجب)، وسأحمل نعشه على كتفي..”.

تونس تمثل الاستثناء العربي، الاستثناء الذي لاحظه العالم في أبهى تجلياته، لكنه لم يكتمل بعد، وقناتنا الوطنية هي السبب وراء ذلك، إنها تمثل الاستثناء في تونس فعلًا. فلماذا لا يكون استثناؤنا العربي كاملًا، ونحن بمقدورنا فعل ذلك، ولماذا تقف قناتنا الوطنية حاجزًا وراء ذلك؟.

* لو كنت مديرًا للقناة الوطنية الأولى التي لا تختلف عن قناة تونس7 في شيء، لفتحت تحقيقًا جدّيًا مع مخرج مراسم الجنازة ومن معه. ألم تلغ الثورة التونسية مفردة التعليمات من قاموس الإدارة التونسية؟.

من يكون رئيس تونس الثاني بعد الثورة؟

 

* منشط القناة الوطنية الأولى، وفي معرض حديثه، مع الأستاذ خالد عبيد، قال: “من سيكون الرئيس الثاني بعد الثورة؟”، وأنا أتساءل، ألا يعترف بالرئيس محمد المنصف المرزوقي، أول رئيس بعد الثورة؟، كيف تتحدث بافتخار عن الدستور التونسي، هذا جميل، ولكنك تتغافل أو تتجاهل أو تتناسى أنّ الرئيس الذي أمضى على هذا الدستور هو محمد المنصف المرزوقي، وأنّ مجلس نواب الشعب، الذي انتخبه الشعب التونسي، هو الذي أعدّ هذا الدستور الذي نفتخر به اليوم، وهو الذي صادق بأغلبية ساحقة على رئاسة محمد المنصف المرزوقي في نهاية 2011 حتى نهاية 2014.

* فرنسا ممثلة في رؤسائها تبقى دائمًا وصيّة على الشعب التونسي، فقد ذكر الرئيس ماكرون، خلال تأبينه للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، أنه يبقى متمسّكًا بالمشروع الذي أسقطه مجلس نواب الشعب التونسي، وليس الفرنسي، ويقصد مشروع قانون المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة.

وقد كتب أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية محمد ضيف الله تدوينة تحت عنوان “ماكرون الوصيّ”: “حكّام فرنسا من اليمين أو من اليسار أو من خارج اليمين واليسار، دائمًا يفكرون بخلفية “الاتحاد الفرنسي” و”الرسالة الحضارية”.

لا يفوّتون فرصة واحدة تمرّ دون أن يعبّروا عنها. هم دائمًا يتصرفون كأوصياء على شعب لم يبلغ بعد درجة التحضر، ويحرصون على توجيهه نحو خيره ومصلحته التي يعرفونها أكثر منه. ما هذا الإذلال المستديم؟ المسألة تتطلب حركة مقاومة للعقلية الاستعمارية. اغربوا عن سمائنا”.

تونس- عبد الفتاح مورو وراء موكب الجنازة

* الشيخ عبد الفتاح مورو رئيس مجلس النواب بالنيابة يستجيب لرغبة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حيث أصرّ على السّير وراء جنازة الرئيس الراحل مؤكدًا أنّه فعل ذلك استجابة لرغبة الفقيد الراحل في وقت سابق”.

تونس: من استدعى الشلغومي؟

 

* تحدث الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عمن قيل إنه إمام تونسيّ في فرنسا، وربما يكون ذا جنسية فرنسية كذلك، وهو حسن الشلغومي الذي شوهد في قصر قرطاج، وفي مقبرة الزلاج، وتساءلوا: من أتى بهذا الرجل إلى قصر قرطاج، ومن استدعاه أصلًا.. وهذا التساؤل مردّه أنّ هذا الإمام نشر قبل أيام مقطع فيديو يظهره مع ضباط إسرائليين يتحدث معهم كما لو كان واحدًا منهم، خلال زيارته إسرائيل، وبالتالي فقد شهد رفضًا تامًا واستنكارًا كبيرًا من التونسيين.

حسن الشلغومي مع ضباط إسرائيليين

هكذا تُحرّر الثورات الديمقراطية الرؤساء قبل الشعوب

 

* كتبت صاحبة رواية “برزخ العشّاق” الأديبة ليلى حاج عمر ما يلي: “هكذا تُحرّر الثورات الديمقراطية الرؤساء قبل الشعوب، تحرّرهم من النهايات الحزينة التي قد تكون اغتيالًا أو عزلةً بعد انقلاب أو خلعًا وهروبًا. الثورة التي يتجنّب إعلام القديمة الغارق في لغته القديمة ذكرها طوال التغطية ومناخاتها الديمقراطية العاصفة بالأحلام الفرديّة للزعماء في حكم مدى الحياة، ولو على جماجم شعوبها هي التي تنقذ الحكّام من الموت المذلّ وتكرّمه بالسخاء العاطفي للشعوب وبالقلوب الطافحة بالخير.

هكذا تكتب المناخاتُ الجديدةُ سرديّة رئيسٍ لعلّ أقصى حلمه أن تكون له نهاية “باي الشعب” الأخير وأن يشاهد موته العالم ويرافقه فقراء الوطن وأن يقفز الأطفال في وهاد المقبرة يدفعهم الفضول لرؤية البجبوج الذي لا يروه إلا في التلفاز مُسجّى.

والآن وقد تحقّق الحلم الفردي لـ “الباي الأخير”، يظلّ الحلمُ الجماعيُّ لشعبٍ لم تتحقّق آماله العريضة في التقدّم، معلّقًا على أبواب الاحتمالات القادمة، الاحتمالات الغامضة.

رحم الله شهداء الحرية.

رحم الله رئيسنا الباجي قايد السبسي”.

* تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب ارتداء أرملة الرئيس الراحل للون الأبيض بينما تعوّد التونسيون على ارتداء اللون الأسود في مثل هذه المناسبات.

* اختار المخرج أن يظهر لنا صورة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي واقفًا بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس الجمهورية محمد الناصر.

* مخرج مراسم جنازة الرئيس الراحل ركّز الكاميرا للحظات على رجل الأعمال ورئيس الترجي التونسي حمدي المدب.

* تحيا البرويطة

تحيا الثورة التونسية

رحم الله الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي

Views: 0
Exit mobile version