الإبداع لدى الأستاذ مصباح شنيب لا يتوقف، وهذه المرة يعود بنا إلى سنوات الطفولة الثانية، إلى نصّ من نصوص السنة الثانيه ابتدائي في فترة الستينات، نصّ “ظلّ عالثًا بالذاكرة لدلالاته التربوية المفيدة”، وما فيه من عبر وقيم افتقدناها، لا في الشارع التونسي فقط، بل حتى في النصوص المختارة في كتب القراءة في المدرسة الابتدائية.
وقال المبدع التربوي مصباح شنيب: “حرصتْ فندمتْ”، نصٌّ طريفٌ درسناه صغارًا قبل ما يناهز ستة عقودٍ ظلَّ عالقًا بالذاكرة لدلالاته التربوية المفيدة، وهو أشبه ما يكون بالحكاية المثلية في تراثنا الأدبي الهادفة إلى تجذير قيمٍ فعّالةٍ عبر سردية “خرافة” أبطالها من الإنس والحيوان..
في هذه المرّة، في تدوينة الأستاذ مصباح شنيب، بعضٌ من “الألم”..
امتداحُ مُترشِّحٍ
تذكّرتُ هذا النص، ووقفت على منافعه خلال قراءتي لمنشور فايسبوكيّ رمى من خلاله مواطنٌ صالحٌ إلى امتداح مترشّحٍ إلى التشريعيات، داعيًا الناس بصيغة الأمر إلى التصويت له في الاقتراع القادم، مُعلّلًا هذه الدعوةَ بالمنافع الجمّة التي ستحرزها الجهة من نجاح هذا المترشح..
وهذا الحرصُ من صاحب الدّعوة مفهومٌ، خصوصًا، إذا صدر من حبيبٍ وابن عمّ قريبٍ.. لكنّ المفاجئ الذي حصل، وربما لم يتوقعه المدون الطيب أنّ هذا الحرص انقلب إلى “ندامة” عندما هبّ المعلقون ينعون عليه صنيعه مُنكرين عليه دعايته فلم يحصل الرجل على أيّة مساندة من أيّ كان، بل تواترت الاحتجاجات والمعارضات وأحيانًا التنابز والتعيير والتنبير، فقلت “ربّي يحبّس علينا العقل والدين”.
حَرصتْ فندمتْ
يحكى أنّ امرأةً في قديم الزمان كانت لها دجاجةٌ تبيض كلّ يومٍ بيضةً من الذهب، فحصلت لها ثروةٌ كبيرةٌ، وكلما زادت ثروتها زاد حرصها على المال.
و ذات يوم، قالت المرأة في نفسها: “هذه الدجاجة بطنها ملآنٌ ببيض الذهب، وهي لا تبيض لي في اليوم إلاّ بيضةً واحدةً، فلو أشقّ جوفها، وآخذ كلّ ما به من البيض دفعةً واحدةً، فأقتصد علفها وأريح نفسي من أوساخها وأنتفع بلحمها”.
أعجب المرأة هذا الرأي الذي خطر ببالها، فقامت وأخذت سكينًا وأخرجت الدجاجة من بيتها، فجعلت الدجاجة تقوق وتصيح، ولكن صاحبتها لم ترحمها، بل هوت عليها بالسكين فذبحتها، ثم شقّت بطنها، وفتّشت عن الذهب، فلم تجد إلاّ ما يوجد في بطون الدجاج من الأمعاء.
ندمت المرأة على قتل دجاجتها، وكادت تموت حسرةً، ولكن لم تنفعها الندامة قبل ما يناهز ستة عقودٍ درسناه.
عندما لا ينفع النّدم
يحكى أنّ امرأةً، في قديم الزمان، كانت لها دجاجةٌ تبيض كلّ يومٍ بيضةً من الذهب، فحصلت لها ثروةٌ كبيرةٌ. وكلّما زادت ثروتها زاد حرصها على المال.
و ذات يوم قالت المرأة في نفسها: “هذه الدجاجة بطنها ملآن ببيض الذهب، وهي لا تبيض لي في اليوم إلاّ بيضةً واحدةً، فلو أشقّ جوفها وآخذ كل ما به من البيض دفعةً واحدةً فأقتصد علفها وأريح نفسي من أوساخها وأنتفع بلحمها”.
أعجب المرأةَ هذا الرأيُ الذي خطر ببالها، فقامت وأخذت سكينًا وأخرجت الدجاجة من بيتها، فجعلت الدجاجة تقوق وتصيح، ولكنّ صاحبتها لم ترحمها بل هَوَتْ عليها بالسكّين، فذبحتها، ثمّ شقّت بطنها، وفتّشت عن الذهب، فلم تجد إلاّ ما يوجد في بطون الدجاج من الأمعاء.
ندمت المرأة على قتل دجاجتها، وكادت تموت حسرةً، ولكن لم تنفعها الندامة.