تحت عنوان “سبل معالجة ظاهرة الانقطاع والتسرّب والهدر التّعليمي في بلدان المغرب العربي: التحديات والمقاربات والاستراتيجيات”، تنظم جمعيـــة البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي الملتقى المغاربي السادس حول إصلاح التعليم، وذلك يومي 13و14 نوفمبر 2019 بتونس.
وسيتم خلال الملتقى الذي سيحضره عدد كبير من الأساتذة والباحثين التربويين، تكريم الأساتذة: عبد الله حمودي (المغرب)، الأستاذ محمد البغدادي (سوريا)، الأستاذ الفتحي التريكي (تونس)، والأستاذ عبد المجيد النجار (تونس).
المشكلات الخطيرة التي تعاني منها أنظمة التعليم المغاربية
في التقديم الذي أعدته جمعيـــة البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي أشارت إلى أنّ الهدر التربوي من انقطاع وتسرّب يمثل أكبر المشاكل التي تتخبط فيها أنظمة التعليم المغاربية.
وقالت: يُعدُّ الانقطاع أو التسرب المدرسي أو الهدر التربوي من المشكلات الخطيرة التي تعاني منها أغلب الأنظمة التعليمية بلدان العالم النامية وحتى بعض البلدان المتقدمة وتهدد مستقبل الأجيال والمجتمعات تتعدى تأثيراته المتعلم ويمتد إلى نواحي المجتمع “الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية” ،حيث تزيد من معدلات عوامل التخلف (الفقر والجهل والمرض) ، وتساهم في رفع معدلات الأمية وتضعف البنية الاقتصادية وتهدد التماسك الاجتماعي، وتزيد من الانحرافات في صفوف الأطفال والشباب وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة إضافة إلى انتشار البطالة وإرتفاع نسب تشغيل الأطفال وتقليل الانتماء الوطني وتدني مستوى القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، وتتسبب في خسارة الكثير من الأموال دون تحقيق العائد المستهدف من النظام التّعليمي ،يحتاج فالنظام التّعليمي إلى الكثير من المداخلات المادية والبشرية لينتج مخرجات بشرية بمواصفات يحددها المجتمع تتمثل في أهداف ينتظر أن يحققها النظام التّعليمي وفي حالة عدم تحقق تلك الأهداف يفقد المجتمع إمكاناته ويهدر أمواله دون تحقيق العائد الذي يستهدفه ،فكل وتعدُّ كل الجهود الفكرية والمادية المبذولة في الميدان التعليمي هدرا للإمكانيات.
مهام الأنظمة التعليمية
تعاني الأنظمة التّعليميّة في دول اتحاد المغرب العربي من هذه المشكلة ، بالرغم ما بذلته من جهود كبيرة ولازالت منذ استقلالها لتعميم التّعليم ونشره ومكافحة للأمية المنتشرة بين سكانها ،وتكوين الإطارات التّي تحتاجها الدّولة الوطنيّة للبناء وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لقد حققت الأنظمة التّعليميّة في دول اتحاد المغرب العربي تطورا هامًّا في ارتفاع نسب التمدرس بين الذكور والإناث في كل الجهات وجعلت التعليم إلزاميا ومجانيا في كامل مرحلة التّعليم الأساسي إلا أنها لازالت تعاني من العديد من العقبات التي تفاقم من ظاهرة الهدر التربوي ،والمتمثلة في تردي الجودة وارتفاع نسب ظاهرتي الرسوب والتسرب وعدم التمكن من القضاء على الأمية بشكل نهائي ،ولم ترتق بمستوى المخرجات التعليمية بما يتوافق مع التطورات العلمية والمهنية المناسبة للقرن الحادي والعشرين والتي تتطلبها برامجها التنموية،ويحتاجها سوق العمل ، مما جعل التعليم يفقد قيمته الاستثمارية ويبقى عبئا يثقل كاهل المجتمعات المغاربية ، ممّا يتطلب المزيد من الاهتمام والمعالجة من خلال نظرة شمولية تتحدد فيها الغايات من التعليم، والعمل الجاد على تحقيقها والتقويم المستمر لأداء أنظمتها التّعليميّة ، والعمل على التقليل من الهدر التربوي كميا ونوعيا.
دور رياديّ للجمعية
إيمانًا من جمعية البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي بدورها العلمي والبحثي في خدمة القضايا التعليمية في بلدان المغرب العربي ودراستها بصورة علمية من قبل الباحثين الأكاديميين المتخصصين في التّعليم ومساهمة في تقديم الحلول العملية، والاستفادة منها في مواجهة المشكلات التعليمية ،و خاصة الانقطاع والتسرب المدرسي و الهدر التربوي الذّي تحتاج إلى معالجة بمخطط علمي وعليه تطرح في ملتقى علمي مغاربي ضمن برامجها البحثية خلال العام 2019.يكتسي هذا الملتقى أهميته من أهمية الموضوع الذي يتناوله، حيث يسلط الضوء من خلاله على الانقطاع والتسرب المدرسي و الهدر التربوي الذي تعاني منه أغلب الدول النامية ومنها الدول العربية عمومًا ودول الاتحاد المغاربي خصوصًا، خاصة بعد أن أضحى التعليم الأداة والوسيلة الرئيسة في صنع التقدم وتحقيق التنمية المستدامة ومعالجة كافة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والأمنية، و تخصص الدول المغاربية النظام التّعليمي نسبة هامّة من ميزانيتها ويؤمل منه تحقيق أهداف محددة وفي حال عجزه عن ذلك يصبح ثمة هدر اقتصادي ويؤدي إلى تخلف المجتمع عن مواكبة التطورات المتسارعة عالميا ويراكم العديد من المشكلات المجتمعية ،لذا فإن دراسة هذا الموضوع تكتسي أهمية كبيرة من خلال ما يقدمه الباحثون من رؤى ومقربات علمية واستشرف الواقع التعليمي وتساهم علميا وعمليا في معالجة هذه المشكلة.
أهداف الملتقى المغاربي السادس
يهدف هذا الملتقى إلى تحقيق الأهداف التالية:
1 – إبراز حجم ظاهرة الهدر التّعليمي في مختلف الأنظمة التعليمية بدول اتحاد المغرب العربي الكبير، والمخاطر التي تنجم عنها حاضرا ومستقبلا.
2 – إبراز دور المدرسة والأسرة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في التصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها وإيجاد الحلول الناجعة لها.
3 – توضيح أهم التحديات التي تواجه دول اتحاد المغرب العربي في مواجهة ظاهرة الانقطاع والتسرب المدرسي والهدر التربوي بكل أشكالها(رسوب- تسرب -عدم تحقيق الأهداف)، وسبل التغلب عليها.
4 – توضيح الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية ،التي تترتب على ظاهرة الهدر التّعليمي حاضرا ومستقبلا .
5 – الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في التقليل من الهدر والانقطاع التّعليمي.
6 – دراسة القوانين والتشريعات الخاصة بالتعليم ، وتوضيح مدى فاعليتها في الحد من مشكلة الهدر التّعليمي ومعالجة ما ترتب عليها من أثار.
محاور المؤتمر
المحور الأول: حجم الانقطاع والتسرب المدرسي والهدر التّعليمي بدول اتحاد المغرب العربي، في مختلف المراحل التعليمية، والمخاطر الناجمة عنه.
المحور الثاني: التحديات التي تواجه دول اتحاد المغرب العربي في مواجهة مشكلة الانقطاع الهدر التّعليمي، والإمكانات المتاحة للتغلب عليها.
المحور الثالث: الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية التي تترتب على مشكلة الهدر التّعليمي، وكيفية التقليل من حدّتها.
المحور الرابع: دور المدرسة في الحد من الهدر التّعليمي، من خلال الارتقاء بأساليب التعليم وتوفير البيئة الجاذبة للتلاميذ.
المحور الخامس: دور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة في الحد من هذه المشكلة، ومواجهة ومعالجة ما يترتب عليها من أثار سلبية.
المحور السادس: القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالتعليم في الدول المغاربية ،ومدى فاعليتها في مواجهة ظاهرة الانقطاع و الهدر التّعليمي، والارتقاء بمستوى المخرجات التعليمة بما يتوافق ومتطلبات المجتمع.
المحور السابع: التجارب العالمية في مواجهة مشكلة الهدر التّعليمي وإمكانية الاستفادة منها في معالجة هذه المشكلة في دول الاتحاد المغاربي.
الورشات
1-الورشة الأولى: دور المدرسة والأسرة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في التصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها وإيجاد الحلول الناجعة لها.
2- الورشة الثانية: التجارب العالمية الناجحة في التقليل من الانقطاع الهدر التّعليمي.