أكدت وزارة الداخلية التونسية، اليوم السبت 27 سبتمبر 2019، أنّ هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد الإبراهمي قامت بتدليس وثيقة وروّجتها لتشويه طرف سياسيّ للتأثير على الناخبين في خضمّ الحملة الانتخابية التي تعيشها تونس لانتخاب أعضاء مجلس الشعب الجديد (البرلمان) يوم الأحد 6 أكتوبر 2019.
وقالت وزارة الداخلية التونسية، في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنّه: “على إثر تداول وثيقة منسوبة للمؤسسة الأمنية بخصوص عملية إرهابية متوقعة تزعم أن المدير العام للأمن العمومي أعلم المدير العام للأمن الوطني اعتزام مجموعة إرهابية القيام بعملية نوعيّة لاستهداف مجلس نواب الشعب أو المتحف الأثري بباردو وذلك قبل تنفيذها، فإن وزارة الداخلية تؤكد بصورة قطعية أنّ هذه الوثيقة مفتعلة ولا وجود لها إداريًا وقانونيًا، وذلك للاعتبارات التالية:
من حيث الشكل:
– لا توجد بتاريخ 08 مارس 2015 خطة مدير عام للأمن الوطني حيث تم منذ 03 مارس 2015 أي قبل 05 أيام من تاريخ الوثيقة المزعومة تعيين كاتب دولة للشؤون الأمنية وإلغاء خطة مدير عام للأمن الوطني.
– الإمضاء الموجود بالوثيقة التي تمّ نشرها منسوب لأحد المديرين العامين للأمن العمومي الذي لم يكن مباشرًا لهذه الخطة في تاريخ الوثيقة المزعومة والذي تمّ تعيينه في تاريخ لاحق (خلال شهر ديسمبر 2015).
وعليه فإنه بتاريخ 08 مارس 2015 الموجود بهذه الوثيقة فإن المُوجّه (أي المدير العام للأمن العمومي المنسوب إليه إمضاء الوثيقة المزعومة) والموجّه إليه (المدير العام للأمن الوطني) لا وجود لهما إداريًا وقانونيًا.
– بالتثبّت في عدد التضمين الوارد بالوثيقة المزعومة والمنسوب إلى الإدارة العامة للأمن العمومي تبيّن أنه يتعلق بمواضيع أخرى لا علاقة لها لا من حيث المضمون ولا من حيث التاريخ بما جاء بذات الوثيقة المزعومة.
من حيث المضمون:
– بخصوص طريقة صياغة هذه الوثيقة، تجدر الإشارة إلى أنّ مصالح وزارة الداخلية لها تقاليد في إعداد المراسلات والتقارير الإدارية من حيث المفردات والمصطلحات المستعملة وكذلك من حيث طريقة عرض المواضيع إذ يكتفي المدير العام للأمن العمومي في مثل هذه الحالات والخاضع إداريًا لإشراف المدير العام للأمن الوطني بإحاطته بالموضوع على سبيل الإعلام دون أن يتوجّه إليه بصفة مباشرة بما يجب عليه اتخاذه من قرارات أو احتياطات والتي تظلّ من مشمولات المدير العام للأمن الوطني الذي له صلاحيات إسداء التعليمات والتوصيات المستوجبة في الغرض، علمًا وأنّ المدير العام للأمن العمومي مُطالب، في صورة توفّر معلومات حول تهديدات جدية، باتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بمجابهتها دون انتظار الإذن باعتبار أن ذلك يندرج ضمن المهام الموكولة إليه قانونًا.
– بخصوص الإمضاء المٌضمّن بأسفل التقرير فإنه من الناحية الإدارية يكون على الجانب الأيسر من التقرير مرفوقًا بختم الهيكل الإداري الموجه لذات التقرير وليس بالطريقة الموجودة بالتقرير المزعوم.
واعتبارًا للحجج المذكورة، فإنّ وزارة الداخلية تُحذّر من ترويج هذه المزاعم التي تمثل استباحة للمؤسسة الأمنية ومساسًا بمصداقية هياكلها ومنتسبيها بصورة قد تنعكس سلبًا على أمن واستقرار البلاد.
كما تُنبّه الرأي العام إلى عدم الانسياق وراء ما يتم تداوله حول المؤسسة الأمنية واستيقاء المعلومات ذات العلاقة باختصاصها من المصادر الرسمية.
كما تحتفظ وزارة الداخلية بحقها الكامل في التتبع العدلي ضدّ كلّ من قام وساهم في ترويج هذه الوثيقة المفتعلة.