دونت حياة بن يادم تدوينة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للتعليق على استقالة المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية التونسية المكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني و الملفات الاجتماعية و الناطق الرسمي السيدة سعيدة قراش.
وجاءت تدوينة حياة بن يادم لتؤكد الفترة الصعبة التي عاشها التونسيون خلال رئاسة المرحوم الباجي قائد السبسي من طرف بعض من عيّنهم في قصر قرطاج خاصة وأنّ هؤلاء لم يكونوا على قدر المسؤولية أو انتظارات التوتنسيين حتى أنهم عملوا على تقسيم التونسيين وضرب الوحدة الوطنية.
وهذه تدوينة حياة بن يادم تحت عنوان: ” آلو سعيدة.. “سفساريك و باب عليوة”.
كثرت أيامنا التاريخية هذه الفترة، التي انطلقت مع موسم الانتخابات الخريفية لسنة 2019. لنشهد يوم جديد، تاريخي بامتياز، إنه يوم 29 أكتوبر من نفس السنة. أستطيع أن أعنونه بتاريخ الإقالات أو الاستقالات تحت الضغط من العيار الثقيل.
شهدنا إقالات بالجملة، وزير الخارجية و وزير الدفاع و القائمة تطول .. و تركت هذا الأمر للكتاب الرجال للتحليل و الوقوف على أبعاد هذه الإقالات.
أما أنا المتطفلة على عالم الكتابة، فأستأذنكم أساتذتي الكتاب، أن أستفرد بالتعليق على استقالة المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية التونسية المكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني و الملفات الاجتماعية و الناطق الرسمي السيدة سعيدة قراش. التي صرحت مساء يوم الثلاثاء 29 أكتوبر2019، أنها قدمت استقالتها من مهامها، و أوضحت أن الرئيس قيس سعيد قد قبلها و سيتم تفعيلها بداية من غرة نوفمبر 2019.
رغم سعادتي بهذه الاستقالة، إلا أنها هيّجت شجوني لما نالني منها كإمراة تونسية من تعسّف و حقرة، و أستحضر:
مشهد الاحتفال بعيد المرأة بقصر قرطاج، أين تم انتقاء الحضور، مهمشة المرأة الريفية كما أن المرأة المتحجبة و إن وجدت فالبروتوكول يمنع جلوسها في الصفوف الأمامية.
انخراطها في عملية التشويه ضد الرجل الرئيس الدكتور محمد المنصف المرزوقي، و بأسلوب صبياني لا يحترم الموقع المكلفة به في رئاسة الجمهورية، و الذي اتهمته باختفاء جزءا من أرشيف الرئاسة و تسليمه إلى جهات أجنبية. لتتدارك فيما بعد وتطلب الاعتذار.
دعوتها على صفحتها الرسمية على الفايسبوك بتاريخ 9 مارس 2019، التي تمثلت في دعوة النساء التونسيات بعدم التصويت لمن يرفض تمرير قانون المساواة في الميراث قائلة ” نساء بلادي أصواتكم في الانتخابات هي التي ستدافع عن حقوقكن و كرامتكن، ما تعطيهاش للي ما يمسحوش دمعتكم و ما يعفسو على كرامتكم و ما يهمهش وجيعتكم.. ما تعطيوهاش للرافضين قانون المساواة في الإرث”.
صمتها يوم الخميس الأسود 27 جوان 2019، حيث مرض رئيس الجمهورية و تحوله الى المستشفى العسكري على وقع ضربات إرهابية هزت تونس.
غيابها الذي دام عشرين يوما خلال فترة تعكّر الحالة الصحّية للرئيس الراحل، لتخرج عن صمتها يوم 26 جويلية 2019، حيث نعت فيها رئيس الجمهورية مدونة “صباح الخير يا رئيسنا حيث ما كنت عملنا معك لاننا أحببناك.. كنا نخاف عليك و لا نخاف منك ..و نخشى عليك ولا نخشاك.. يصعب ان نلم شتاتنا هذا الصباح لنتوجه الى مكاتبنا لنصطدم بالفراغ.. لو كنت تدري يا رئيسنا..”.
و لغياب التواصل على صفحة رئاسة الجمهورية التونسية، التي منع منها الشعب التونسي من التعبير عن رأيه، خلال فترة توليها مهمة “مكمّمة الأفواه” عفوا ناطقة رسمية. و لأنها اليوم بعد رفع الحضر على الشعب التونسي و تمكينه من الولوج لهذه الصفحة، انعكس الحال، حيث أصبحت ناطقة رسمية “خرساء”، إلى حين تفعيل استقالتها غرة نوفمبر 2019. لم أجد سوى هاتفي للردّ عليها ما استطعت.
آلو سعيدة،
أنا من بين آلاف النساء الريفيات القادمين من وراء “البلايك”، و التي استعرت من حضورهن في مهرجانك الصاخب في قصر قرطاج، و من بين اللواتي الذين دفعوا ثمن منشور 108 سيء الذكر، أسألك من أنت لتصادري حقنا في الاحتفال ألم يصلك بعد خبر ثورة 17 ديسمبر؟.. أم مازال عقلك يسكنه ماضي الاستبداد؟.. ألم تخجلي من استغلال بني جنسك ليكون المشهد عبارة على ترويج للدفاع عن حق المرأة السلعة عوضا الدفاع عن حق المرأة البشر في الحياة؟
آلو سعيدة،
ما هذه الصبيانيات؟ .. ألم تستحي من تشويهك للرئيس الدكتور محمد المنصف المرزوقي؟، اعلمي إنه رجل قلّ في زمانه الرجال، إنه رجل بقيمة وطن.
آلو سعيدة،
من أنت لتقومين بدعوة نساء الوطن إلى عدم التصويت لمن لا يمرر قانون المساواة في الارث، و التمرد على آيات قرآننا الكريم؟، عوض ذلك قومي بدعوة السّاسة أن يكفوا شرورهم عنّا، و عرّي حقيقة الانتهاكات التي طالت المرأة في حقوقها الاجتماعية و الاقتصادية. و اعلمي أن المرأة ترث ضعف الرجل من الجهل و نسبة البطالة و الاستغلال الفاحش.
آلو سعيدة،
أين ذهب صوتك يوم الخميس الأسود؟، أدعو الرئيس قيس سعيد التحقيق في الموضوع لأن الأمر جلل يتعلق بالأمن القومي للدولة التونسية.
آلو سعيدة،
لماذا قدمت استقالتك؟ .. ألأنك لا تحبين الرئيس الجديد مثلما أحببت الرئيس الراحل؟ .. أم أنك تخافين منه و لا تخافين عليه مثل الرئيس الراحل؟ .. أو تخشين منه و لا تخشين عليه مثل الرئيس الراحل؟ .. أم أنها استقالة تحت الضغط، تلبية لإرادة مضمونة الوصول عن طريق قيس سعيد من الشعب التونسي العظيم؟.. سعيدة ردّيها علي إن استطعت.
آلو سعيدة،
رغم أنني إمرأة و أتفهم مشاعرك جيدا و ما تعانينه من أوجاع عندما قلت “لو كنت تدري يا رئيسنا…”. أجد نفسي مجبرة على أن لا أفسح لك المجال للرّد، و سأقطع الخط قبل أن تقطعيه، مثلما فعلت بشرى و عبير. لأختم و أقول “سفساريك و باب عليوة”.
حياة بن يادم