دوّن النائب السابق في البرلمان التونسي عن حراك تونس الإرادة مبروك الحريزي في صفحته الرسمية متحدثًا عما اعتبرها “شروط الفرصة الأخيرة” بالنسبة لحزب التيار الديمقراطي، ودعاه إلى “الخروج من فك الارتباط بحركة الشعب” معتبرًا ذلك “مـأزقًا حقيقيًا”.
وكتب الحريزي: في التيار أناس صادقون رغم الاختلاف مع بعض خياراتهم المتعلقة بالهوية وعلاقات بعض زعاماتهم وغياب الرؤية الإستراتيجية في الخيارات المرتبطة بالثورة، لذلك فالخيار المعتمد حاليًا يؤدي إلى طفرة وقتية تعتمد على الاقتصار على تكتيك التمايز عن النهضة بخصومة حقيقية، أحيانًا، ومفتعلة، أحيانًا أخرى، لاستيعاب ناخبين خليط بين المحافظ واليساري الاجتماعي والليبرالي.
مأزق حقيقي
وجوده في الحكم مع مراجعة أسلوب التفاوض، يمثل فرصة لمعاضدة نوايا ومجهودات الرئيس في الإصلاح. لكن الارتباط بحركة الشعب يمثل له مأزقًا حقيقيًا وقع فيه مع فصيل سياسي أكثر عراقة ووضوح عقيدة وتجربة و دهاء.
حركة الشعب ليس لها أرضية للتفاهم مع شركاء آخرين في الحكم فيما يهمّ السياسة الخارجية التي تنعكس ضرورة على الوضع الداخلي للبلاد، في علاقة بالجوار الليبي ومصر والإمارات والسعودية وقطر وتركيا…
حركة الشعب ورّطت التيار وهي تعلم أنّ الحالة الوحيدة لمشاركتها في الحكم هي حكومة تكنوقراط أو كفاءات تضعف النهضة ودون لون سياسي محرج في خياراته وبخيارات اجتماعية في ظاهرها الأدنى وهي ضمان مكانة اتحاد الشغل في التفاوض والتأثير في السلطة.
في حركة النهضة انتهازيون بلا رؤية ولا برنامج سوى الولوج ضمن ماكينة “السيستام” كأحد البراغي، لكنّ المؤكد أنّ وجودها شرط لتحقيق الديمقراطية في تونس وانفرادها مع “القديمة” بمظاهرها المختلفة عقبة أمام تحرّر البلاد.
للتيار فرصة أخيرة و هي فكّ الارتباط مع حركة الشعب والاستغناء عن فكرة تقزيم “الكرامة”.