تقدمت حركة النهضة بمشروع صندوق الزكاة في إطار مناقشة مجلس نواب الشعب (البرلمان) لقانون المالية 2020 لم يحض بالموافقة.
وقد صوّت أعضاء مجلس نواب الشعب يوم الثلاثاء الماضي ضدّ المقترح لتضمين مشروع صندوق الزكاة في ميزانية الدولة 2020 حيث رفضه 93 نائبًا واحتفظ 17 نائبًا بصوته بينما لم يصوّت لفائدته إلا 74 نائبًا.
وأثار هذا الرفض جدلًا واسعًا في تونس.
صندوق الزكاة وسقوط الأقنعة
وكتب النائب في البرلمان عبد اللطيف العلوي تدوينة جاء فيها:
بدأنا الوفاء بوعودنا، قدّمنا مشروع صندوق الزكاة، سقط، وأسقط معه أقنعة كلّ الّذين كانوا منذ أسبوع يتباكون على ضحايا عمدون، مثلما كانوا يتباكون على مها وكم تباكوا قبلها على رانية التي ماتت من البرد والجوع…
لست ألوم مرضى الايديولوجيا، فلا خير كنّا نرجوه منهم اليوم أو غدا…
ألوم من كنّا نعتقد أنّهم كان يمكنوا أن يكونوا شركاء حقيقيّين في الحكم من أجل تخفيف آلام النّاس وخدمتهم ولو بالقليل.
نحن مازلنا في أوّل الطّريق، وسنتعلّم أكثر وسنعرف الناس بوجوههم الحقيقيّة، وسنطرح المشروع مرة أخرى في مبادرة تشريعيّة، وسنشتغل عليها بأسلوب آخر وسنوفّر لها كلّ أسباب النّجاح، وسننجح! وستتذكّرون!
اعرف أعداءك يا شعبي الفقير، ياشعبي المقهور المبتلى بنخبة حاقدة أشدّ عليك من الموت.
يريدون لك اللّقمة المغمّسة بالذّلّ، تحت عدسات الكاميرات، ولا يريدون لك حقّك الكريم المشروع الّذي كتبه لك الله في تنزيله الحكيم بلا منّة من أحد ولا أذى!
يريدونكم جائعين متسوّلين على الأبواب، كي يشتروا بأصواتكم ثمنا قليلًا!
bas les masques !
وعلى موقع “الشاهد” تمّ الحديث عن صندوق الزكاة من خلال تجارب ماليزية ودولية رائدة، والتأكيد على أن هذا الصندوق يمكن أن ينقذ مئات الآلاف من الفقراء.
التجربة الماليزية بخصوص صندوق الزكاة تعتبر تجربة رائدة حيث انطلقت منذ سنة 1991 وتعدّ عائدات هذه الفريضة مصدرا مهما ضمن خطتها الاقتصادية لمكافحة الفقر.
ويتبع الصندوق للمجلس الديني للأقاليم الاتحادية، بالإضافة إلى هيئات جمع الزكاة في الولايات الأخرى التي تتبع للمجالس الدينية التابعة لحكومات الولايات.
وحقق صندوق الزكاة ومنذ عام 2012 أموالا ضخمة تجاوزت 120 مليون دينار في ثلاث ولايات، وانخرط في المشروع مئات الآلاف بينهم آلاف الشركات في البلاد.
صندوق الزكاة: تجارب عالمية رائدة
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها نصف السنوي حول “صندوق الزكاة للاجئين”، في أوت الفارط، أنّ الصندوق ساعد في 2019 حوالي 650 ألفا من اللاجئين والنازحين في عام 2019 بالإضافة إلى الأثر الإيجابي الذي يحدثه الصندوق في حياة المستفيدين الأكثر احتياجًا.
وأُطلق صندوق الزكاة للاجئين في وقتٍ سابقٍ من هذا العام كبرنامج عالمي موثوق وفعال ومتوافق مع المبادئ الشرعية للزكاة، بهدف تسخير أموال الزكاة لتحقيق أثرًا مستدامًا في حياة المجتمعات النازحة الأكثر ضعفًا حول العالم.
وفقًا للتقرير، استلمت مفوضية اللاجئين في النصف الأول من العام الحالي عبر الصندوق 38.1 مليون دولار أميركي، بزيادة كبيرة عن مبلغ 26 مليون دولار الذي توقعت المفوضية استلامه بنهاية عام 2019”.