تداولت عديد المواقع الإلكترونية صورة السفير الفرنسي بتونس أوليفيي بوافر دارفور والغضب الشديد باديًا على قسمات وجهه خلال لقاء جمع برلمانييْن فرنسييْن برئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي يوم الخميس 12 ديسمبر 2019.
وفسّرت المواقع الإلكترونية سبب الغضب الشديد الذي كان باديًا على وجه السفير الفرنسي أنّ رئيس مجلس نواب الشعب لم يستعمل اللغة الفرنسية في التحاور مع الضيفيْن الفرنسييْن بل تحدث باللغة العربية وكانت معه مترجمة تبلّغ الفرنسييْن حديث الأستاذ راشد الغنوشي.
ويبدو أنّ السفير الفرنسي انزعج فعلًا من استعمال الأستاذ الغنوشي للغة العربية بينما كان قادرًا على التخاطب باللغة الفرنسية مع ضيفيْه الفرنسييْن.
ويستطيع رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) استعمال اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب اللغة العربية طبعًا.
وبظهوره وهو غاضب بينما كان يمكن أن يبدي ملاحظاته بعيدًا عن الكاميرا، ولكن يبدو أن تتعوّد على ذلك، وهو الذي أثار غضب التونسيين في أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.
وفي أكثر من مرة برز السفير الفرنسي وهو في كل مكان في أرض تونس، من شمالها إلى جنوبها، وهو ما رأى فيه التونسيون تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية.
وأكّد رئيس المجلس أهمية العلاقات بين تونس وفرنسا وما تشهده من دفع في مختلف الميادين، مبرزا دور هذه الزيارات المتبادلة التي تترجم الرغبة المشتركة في مزيد تطوير التعاون الثنائي، ومشيدا بدور فرنسا في دعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
وشدّد رئيس المجلس على دور البرلمانيين في تعزيز أواصر الصداقة، مبيّنا ان مجلس نواب الشعب الذي افتتح مدّته النيابية الجديدة مؤخرا، وهو بصدد تركيز هياكله ولجانه، يأمل في مزيد تطوير العلاقات البرلمانية الثنائية ولاسيما عبر تبادل التجارب والخبرات، كما يحرص على دفع التعاون مع فرنسا على أكثر من صعيد ولاسيما الاقتصادي والثقافي والأمني، ويعوّل في ذلك على اعضاء البرلمان الفرنسي وإسهامهم في مختلف المبادرات في هذا الصدد ولاسيما في ما يتعلق بالاقتصاد وبعث المشاريع وتحويل ديون تونس الى استثمارات.
وعبّر من جهة أخرى عن الأمل في مزيد تدعيم اليات التعاون في المجال الشبابي والطلابي والتكوين المهني، مؤكّدا اهمية عدد الطلبة التونسيين في فرنسا، ومبرزا الرغبة المشتركة في دعم التعاون في مجال التعليم العالي في ضوء تزايد عدد الطلبة الأفارقة الناطقين باللغة الفرنسية والدارسين في تونس.
وبيّن السيد راشد خريجي الغنوشي من جهة أخرى أن تونس كدولة مغاربية وعربية وإفريقية يمكنها أن تضطلع بدور فاعل في مجال علاقة فرنسا بالمغرب العربي والعالم العربي وكذلك في مجال التعاون الاوروبي العربي.
وأشار في هذا الصدد إلى آفاق دفع التعاون الثنائي في المجال الأمني والهجرة المنظمة.
وشدّد على ضرورة العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المتوسط ومضاعفة الجهد لمقاومة التطرف، الذي يهدد التعايش السلمي بين الشعوب، ويعدّ ظاهرة معزولة.
من جهتهما عبر الضيفان عن شرفهما بزيارة تونس كأوّل وفد برلماني فرنسي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في تونس والتي يعد نجاحها خير مؤشر لمواصلة التعاون لصالح البلدين والمنطقة في ضوء ما يشهده المسار الانتقالي من تطوّر جعل التجربة التونسية أنموذجًا يحتذى.
وأعرب الضيْفان عن ارتياحهما لما تشهده العلاقات التونسية الفرنسية من دفع، وأكّدا حرصهما على مزيد تعزيزها وتنويع مجالاتها ولاسيما عبر تفعيل دور الديبلوماسية البرلمانية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.
وأشارا في ذات السياق إلى العمل المشترك من أجل دفع الاستثمار الفرنسي في تونس وتكثيف التعاون في المجال التجاري والسياحي وكذلك في المجال الشبابي والتعليم العالي والتكوين المهني.
كما نوّها بالمجهودات المبذولة من أجل دفع الشراكة التونسية الأوروبية، ودَعَوَا إلى تكثيف المساعي في هذا الاتجاه بما يخدم المصالح المشتركة.