Site icon Barcha News

الاستبداد في مناخ الديمقراطية ثمارهُ فجّةٌ

حكومة الحبيب الجملي

الاستبداد في مناخ الديمقراطية ثمارهُ فجّةٌ

الأستاذ مصباح شتيب

لست متأسفًا على سقوط الحكومة إذ كنت دوّنت قبل يومين مناديًا بإسقاطها ولم أكن يومًا استئصاليًا إذ ناضلت في حدود الفضاء الذي أتحرّك فيه وبقدر الجهد الذي وهبني الله إياه من أجل ديموقراطية سمحاء توزع الحرية بالعدل بين الناس وتقنن صراعهم من أجل الوصول الى السلطة.
ولم أكن فرحًا بهذا البرلمان وتركيبته الهجينة وأحسب أنه لم يكن إلا تجسيدًا للعنة التي أطلقها شعب مغلوب على أمره في وجه عصابات حزبية استباحت كل المحرمات من أجل الوصول الى المجال التشريعي لحماية نفسها ولي علم بأن كثيرين اشتروا المقاعد بثمن بخس دراهم معدودة.
الشعب هو من أسقط الحكومة بعزوفه عن المشاركة في الانتخابات… الشعب الذي خاب أمله في الأحزاب والحكومات التي غضت البصر عن الفساد وأنعشت السوس القديم ليقرض هذه التجربة الرائعة حتى شبع قرضًا إزاء صمت الأحزاب وتسامحها الأبله.

الأمل الباقي
ــــــــــــــــــــ

قبول الجميع بمبدإ التداول على السلطة في كنف الديمقراطية..إسقاط حكومة بصفة ديموقراطية حدث بارز في الفضاء العربي نحسد عليه من إخوتنا البداة الذين مازالوا يسارعون إلى امتشاق السلاح لحل أبسط إشكالٍ.

الخطر الداهم
ــــــــــــــــــ

الحفترية العسكرية تقترب منا كأنموذج فاسد لإدارة الصراع على السلطة ومن ورائها مخاوف الخليجيين من توسع الربيع العربي.
لن يهدأ بال خلفان حتى يطفئ كل نقطة ضوء تبشّر بالديموقراطية ..ولن يكون حفتر ودماء الليبيين إلا الجسر الذي سيعبر عليه مال الزيت والغاز القذر إلى ربوعنا.

المغرورون
———–

هم الذين استباحوا حرم البلاغة بتوظيفها في الهجاء والسبّ والشتم والصراخ دون تعاط مع البرنامج المقترح ودون تنبيه إلى المخاطر التي تحدق البلاد.
اعتقد هؤلاء أنّ إشفاء غليلهم من رئيس الحكومة المكلف سيحل مشاكل البلاد وأنه سيحقق لهم النصر المبين .. يا جماعة لم يكن هذا الأسلوب ناجعًا مع رفاقكم في الجبهة الشعبة .. فهل تسعون إلى اقتفاء أثرها ؟؟؟.

الخاتمة
——-

سيترتب عن كل هذا أن تتخلص الأحزاب من مدبّريها من الشيوخ ومن بعض المردّدين لخطابات تجاوزها الزمن وهذا إن حصل مفيد جدًا وسيدعم الديمقراطية.
حكومة الرئيس أكذوبة أخرى لن تكون مفيدةً في مثل حالنا.

Views: 0
Exit mobile version