هنيئا للثورة .. بعماد..مرشح الرئيس .. لحكومة الرئيس
الأستاذة حياة بن يادم
ارتشف رئيس الجهورية يوم الجمعة 17 جانفي 2020، قهوة بمقهى شعبي بحي التضامن، بعد يوم من تلقيه مقترحات الأحزاب و الكتل الممثلة في البرلمان للشخصية التي يرونها الجديرة بتكليفها لرئاسة الحكومة المرتقبة.
و بالرجوع لمقترحات الاحزاب، و من أهم المترشحين، نجد تقاطعات فيما بينهم حيث رشحت عديدها نفس الشخصية إذ نجد:
حكيم حمودة تمت تزكيته من قلب تونس تحيا تونس كتلة الاصلاح و حركة الشعب. تتميز هذه التزكية بتقاطع الاحزاب سليلة النظام القديم و حركة الشعب المعارضة.
رضا بن مصباح تمت تزكيته من قلب تونس و تحيا تونس و كتلة الاصلاح. و يغيب على قائمة المترشحين للنهضة على الرغم كان من بين الاسماء التي عرضت على مجلس شوراها بمناسبة اختيار رئيس مكلف للحكومة الراسبة سابقا في امتحان منح الثقة في البرلمان يوم 10 جانفي 2020.
فاضل عبد الكافي تمت تزكيته من قلب تونس النهضة و كتلة الاصلاح.
يتضح بين رضا و فاضل تم تحوير فقط في لاعب الوسط من تحيا تونس إلى النهضة. فهل سيكون لاعب الوسط هو المحدد في الاختيار بينهم؟. المنجي الحامدي تمت تزكيته من طرف حركة الشعب وكتلة الإصلاح.
الصافي سعيد تمت تزكيته من حركة الشعب و صوت الفلاحين و هو صوت يتيم و بالطبع قام بتزكية نفسه.
الياس الفخفاخ تمت تزكيته كتابيا من طرف تحيا تونس و تمت تزكيته شفاهيا من التيار. ربما خجل التيار بان يتم توثيق معلومة مفادها ان التيار و تحيا تونس على قلب رجل واحد.
منجي مرزوق المعروض سابقا على مجلس شورى النهضة لتزكيته لتراس الحكومة الراسبة المذكورة آنفا. تمت تزكيته هذه المرة شفاهيا من التيار و كتابيا من ائتلاف الكرامة و يغيب على قائمة المترشحين من طرف النهضة.
عماد الدايمي تمت تزكيته من طرف ائتلاف الكرامة و حزب أمل تونس لصاحبه ياسين العياري.
يتميز منجي و عماد بحصولهم على تزكية من طرف احزاب محسوبة على الثورة فقط دون غيرهم.
أما بقية الأسماء المقترحة و على الرغم من وجود اسم المناضلة سهام بن سدرين و الوازنة في المشهد الحقوقي فانها ترشيحات شكلية فقط.
بالنسبة لرئيس الجمهورية يعي جيدا انه اتى على متن اصوات التونسيين، الداعمين لثورة الحرية و الكرامة، و الذين يئسوا من الوعود الفضفاضة في مقاومة الفساد. على الرغم و أن بلادنا قطعت شوطا لابأس به في مجال الحريات، لكن الجانب الاقتصادي و الاجتماعي ظل في وضعية “بلوكاج”، نظرا لاستشراء الفساد، حيث اصبح ينخر في مفاصل الدولة مهددا وجودها لصالح دولة المافيا.
كما أن رئيس الجمهورية قيس سعيد الحامل لمشروع يختلف على الأحزاب الموجودة، و بما أنه رجل قانون، و لا يتم تطبيق رؤيته للحكم القاعدي الا عبر الآليات القانونية و الدستورية، و التي تمر حتما عبر البرلمان. فإنه في منأى من ضغط “مرور حكومة الرئيس” من عدمها. بل بالعكس عدم مرورها يتيح له الفرصة باستغلال الزخم الشعبي الذي سانده في الحملة الرئاسية الاخيرة. ليكون النطفة المستقبلية في رحم البرلمان القادم و الحزام السياسي الذي يستطيع من خلاله تمرير رؤيته المختلفة عن رؤية الاحزاب المؤثثة للبرلمان الحالي.
في ظل هذه المعطيات و ليكون قيس سعيد متماهيا مع الشعارات التي رفعها في حملته الرئاسية الأخيرة، يجد نفسه في درس تطبيقي لما وعد به الشعب من الاصطفاف لمطالب ثورة الحرية و الكرامة و مقاومة الفساد و المضمنة كذلك في خطابه لدى تسلمه مفاتيح قصر قرطاج.
يكون إذا مستبعدا من ذهن الرئيس الأسماء المرشحة من طرف المنظومة القديمة، لأنها أعجز بأن تطبق شعاراته التي نادى بها. لينحصر الخيار في الاسماء المرشحة من طرف الاحزاب المحسوبة على ثورة 17 ديسمبر العظيمة. و من الاسماء القوية نجد عماد الدايمي و منجي مرزوق و على الرغم من الكفاءة العالية لمنجي فإنه تكنوقراط و يفتقد ما يتميز به عماد علاوة على كفاءته كذلك، فإنه رجل مناضل أحد عناوين ثورة الحرية و الكرامة، و سياسي بامتياز، كما انه أثبت خلال السنوات الفارطة قدرته العالية على مكافحة الفساد باعتماد منهجية دقيقة و مجالها كانت اروقة المحاكم و ليست اروقة الإذاعات و التلفزات.
و بما أن الاقلاع الاقتصادي لا يتم إلا بالقضاء على مظاهر الفساد المستشرية في دواليب الدولة و هذه الحرب تقتضي إرادة سياسية متوفرة عند عماد و تغيب عادة عند التكنوقراط.
لكل ما سبق، فهل ارتشاف قهوة في حي شعبي فقط للشعبوية كما يصفه البعض؟ أم أنه رسالة مضمونة الوصول بأن الرئيس القادم للحكومة سيكون قريبا من هموم الشعب وقريبا من مطالب ثورة الحرية و الكرامة. فهل نستطيع ان نقول هنيئا للثورة و مناصريها و لمحبي الوطن، و نقول خسئتم للفاسدين و أعداء الوطن، بأن عماد الأكثر وفاءا و الضامن لتطبيق مطالب ثورة الحرية و الكرامة هو مرشح الرئيس .. لحكومة الرئيس.