لو تمّ تكليفك يا محرزية بتشكيل الحكومة لآنتحر أصحاب القلوب المريضة
الأستاذة حياة بن يادم
أعلن رئيس ديوان رئيس البرلمان الحبيب خذر يوم أمس الثلاثاء 21 جانفي 2020، عن تعيين القيادية في حركة النهضة محرزية العبيدي مستشارة لدى رئيس مجلس نواب الشعب. و هي من ضمن أعضاء الديوان المذكور الذي يضم 10 أشخاص.
هذا التعيين يدخل في إطار صلاحيات رئيس مجلس النواب و في إطار القانون المنظم لرئاسة المجلس، الذي من حقه اختيار مساعديه وهو ليس انتدابًا وظيفيًا بل هو تكليف بمهمة تنتهي مع انتهاء مهمة صاحب التكليف، كما أنّ هذا الإجراء متعامل به سابقًا ومعمول به في رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.
أصحاب النفوس المريضة
وقع الخبر كالصاعقة على أصحاب النفوس الضعيفة وعلى مرضى الحقد الإيديولوجي، مع العلم وأنهم متأكدون أنّ هذا التعيين لا يخرج عن إطار القانون والعرف السائد.
وقد عميت أعينهم عن مئات التعيينات المشبوهة التي وقعت مؤخرًا في حكومة تصريف الأعمال وعن التعيينات التي وقعت خلال المجلس النيابي السابق، ليدشنوا حملة شرسة على المرأة محرزية العبيدي وكأنه تمّ تعيينها لرئاسة الحكومة.
ولمعرفة سبب هذه الهيستيريا على المرأة، نجد أنها مثلت لهم غصّة في انتخابات 2011 ، عندما اعتلت امراة محجبة ولأول مرة في تاريخ تونس كرسيّ النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني الـتأسيسي، الذي انبثق عن مطالب ثورة الحرية والكرامة.
عرفت محرزية العبيدي بمواقفها الصارمة أثناء ترؤسها العديد من الجلسات الساخنة في البرلمان التونسي، ونجحت باقتدار في إدارة المرحلة التاسيسية، كما أنها وبعد ما كانت النائبة الأولى لرئيس مجلس الوطني التاسيسى عاشت تجربة نائبة عن جهة نابل لتبدع في تواصلها وإنصاتها لمشاكل الجهة ولتلعب دورا جديدا بعيدا عن صالونات المجلس وتبرز كامرأة ميدانية متابعة للمشاريع ومطّلعة على هموم المواطنين، لترفع الغُمّة على المرأة التونسية وتخرجها من دورها الصّوري والشكلي إلى الدور الفعلي.
من هي محرزية العبيدي؟
بالرجوع للسيرة الذاتية للمراة لم أجد أرقى من تعبيرها في تدوينتها التي كان أساسها المنطق السليم والحقائق الواضحة التي جاءت ردّا على المغالطات التي تعرضت لها على خلفية تعيينها كمستشارة لرئيس مجلس النواب ” لماذا عينني رئيس المجلس مكلفة بالتعاون الدولي في ديوانه؟، نظرا لتجربتي في المجتمع المدني الدولي منذ سنين ولتجربتي كنائب أول الرئيس التأسيسي وكعضو في لجنة العلاقات الخارجية لسنوات ثلاث، ولأنني أملك الخبرة في التعامل مع المنظمات الأممية والدولية في ما يمكن أن نتعاون فيه لتحسين ظروف عمل النواب، تطوير مقدرات إطارات المجلس، تحسين البنية التحتية للمجلس بحسب رؤيا تعطي الأولوية للوطني والاحتياجات الحقيقية المجلس والنواب وليس أهداف المنظمات فقط وما تريده،
قال بعضهم أتيت خصيصًا لبعض النواب، وهذا كلام غالط تمامًا، فالأستاذ الغنوشي ليست هذه عقليته وهو أرقى بكثير لو تعرفون، ثم ليس لي الحق أن أتدخل في شأن النواب، وعليّ ألا أتدخل أيضًا في الإدارة وأتعامل مع إدارة التعاون الدولي في حدود صلاحياتي فأنا عضو في ديوان الرئيس فقط، وأنا أعرف جيدا المجلس ونظامه وقوانينه جيدا وأحترمها، ولذلك اختارني السيد الرئيس في فريقه، وفّقني الله لخدمة بلدي من خلال موقعي في المجلس، وبالمناسبة بدون امتيازات، فامتيازي هو خدمة المجلس بجانب الأستاذ راشد الغنوشي، فهو مفكر وقياديّ وسياسي أحترمه وأثق به وبالتزامه بالمضيّ قدمًا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية في تونس ولصالح مجلس أريده أن يرتقي في أدائه على كل المستويات”.
الكفاءة العالية والابتسامة الدائمة
يتضح وأنّ المرأة محرزية السياسية وصاحبة الكفاءة العالية وصاحبة الابتسامة الدائمة قد أوجعتهم كثيرًا عندما تمّ تعيينها مستشارة لدى رئيس مجلس النواب.
أتساءل، ماذا سيحدث لو تمّ تكليفها من طرف حزبها لتشكيل الحكومة القادمة، سينتحر أصحاب النفوس الضعيفة الملوّثة بالحقد والكراهية وأصحاب القلوب المريضة.