Site icon Barcha News

قلب تونس.. هل هو حزب فسادٍ أم حزب إصلاحٍ؟

حزب قلب تونس

حيّد رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ حزب قلب تونس الذي يرأسه نبيل القروي من المشاورات الجارية بتشكيل الحكومة وهو ما أثار جدلًا في الأوساط السياسية التونسية.

وأكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عقب لقائه برئيس الحكومة المكلف أنّ: “حزبه لا يوافق على تحييد أي حزب من مشاورات تشكيل الحكومة، إلا من أقصى نفسه”، في إشارة إلى الحزب الدستوري الحر.

وفي هذا الإطار تساءل الأستاذ نصر الدين السويلمي في تدوينة كتبها في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اختار لها هذا العنوان: “قلب تونس.. هل هو حزب فساد ام حزب إصلاح؟”.

وهذه هي تدوينة الأستاذ نصر الدين السويلمي:

لا يمكن لحزب تأسّس على الخداع وقام بأكبر وأخطر عملية التفاف على المساكين حين حوّلهم من بطون جائعة إلى كتائب انتخابية آلية تمارس التصويت على طريقة الريموت كنترول، لا يمكن لتلك الطبخة الحزبية الماكرة أن تتحول بجرّة قلم إلى حزب صالح اعتنق الوطنية واعتنقته.

عربدة في الطريق العام

 

هذه المعلومة من السياسة بالضرورة نحتاجها ونذكر بها لأن البعض سطّح الأمر بشكل غير مسبوق حين بدا يلمّح إلى إمكانية صلاح نبيل وحزبه، يأتي ذلك خاصة من العوام الذين تهزّهم اللحظة وينطلي عليهم لغو الحماس.
ذلك الحزب كجلّ الأحزاب التونسية التي تعجّ بها الساحة، بعضها يسعّر ويخذل وبعضها يخاتل والبعض الآخر يمارس العربدة في الطريق العام مع السكر الواضح، بعضها صنعه نبيل القروي بنفسه حين استقدم السبسي من الأرشيف وأسّس له النداء، والبعض الآخر ينشّطه إلى اليوم صبيّ حفتر في تونس، منهم من يتمرّغ في ريع الثورات العربية ثم يلعنها ويلعق أحذية جلاديها، أحزاب تقهقه من فساد صاحب المقرونة وهي غارقة إلى الأذقان في دماء وجماجم و أشلاء الأبرياء.
إذا لا سبيل للحديث عن أهلية قلب تونس إلى الحكم نتيجة لنجاحه في اختبار الوطنية والصلاح، وإلاّ لتحّولنا إلى سفهاء تمامًا كالكونغرس، الذي يصنّف الكيانات ويشطبها من لائحة الإرهاب وفق استسلامها ووفق توصيات منظمة إيباك، أيضًا لا سبيل للحديث عن أهلية غالبية الأحزاب الأخرى، الكلّ يحمّل الشر ويضمره، تختلف المواضع ليس إلا، هذا يحمله في وجه والآخر في قفاه، هذا يهيج في الشتاء والآخر في الصيف وغيرهم تخصص في تنغيص ربيع الشعوب، خاصة العربية منها، كلهم يضحكون من فساد بعضهم، حتى الذين نجوا من تهمة السيستام سقطوا في امتحان الجملي، والذي لم يقطع الطريق عن المرزوقي سنة 2014، قطعه على النهضة في 2019.

من فرط انكشاف العورات اضطر الجميع إلى إعادة الوضوء!

رغم طوفان الكراهية والمؤامرات على الثورات العربية والحنين للأحذية السميكة والبدلات الخضراء، كان ما يزال فينا بعض أمل يدفعنا لنمنّي أنفسنا بأحزاب ثورية، حتى إذا وقع السيستام ودقت ساعة الحكومة الثورية سقطت كل أوراق التوت ومن فرط انكشاف العورات اضطر الجميع إلى إعادة الوضوء!.

كان دويّ سقطة “الثورجوطابل”، أعظم من دوي سقطة السيستام.
ها نحن اليوم وحتى بعد السقطتين يصرّ البعض على العودة بنا إلى مناخات 2014، حين كانوا يشنّعون بالنهضة لأنها بصدد التوافق مع السيستام الذي جاءت به الجبهة الشعبية والاتحاد وبقية الطيف! حينها كان البعض يتحدث عن ضرورة ذهاب النهضة إلى المعارضة والتخندق مع أحزاب “الثورة” مثل الجبهة الشعبية المدعومة حينها من سامي الطاهري وبوعلي المباركي وسائر جنرالات ومشيرات البطحاء!!!!! أي نعم يا سادة كانوا يعتبرون أنّ الذين هددوا بقتل 20 ألف من النهضة وذهبوا إلى بشّار كي يدخل بهم وطالبوا باستنساخ سيسي أو نقيب أو حتى عريف أو رقيب لتونس، كانوا يعتبرونهم من الثورة وعلى النهضة أن تتحالف معهم في الحكومة، وهم الذين طردوا حزب القطب من الجبهة لأنّ رياض بن فضل التقى علي العريض!!!!! بينما القروي والغرياني والسبسي وحتى سلمى اللومي مستعدون إلى احتضان علي العريض وتقبيله إذا لزم الأمر، ولن يراجعهم السيستام ولو ببنت شفة.

عمليات تموقع رهيبة وتحالفات تجري بإيقاعات جنونية

في المحصّلة علينا أن ننتهي من اسطوانة حكومة الصلاح والإصلاح الوطني، لأن التشكيلات الحزبية المعنية بحكومة الفخفاخ فيها من ينسجم فقط مع الحروب الأهلية، وفيها من على استعداد ليهب تونس إلى مجرم الحرب السفاح محمود الورفلي، والذين رفعوا الفيتو في وجه بعض الشخصيات وأقروا الفخفاخ هم من نفذوا 30 ألف إضراب في وقت قياسي.

علينا أن نقتنع بأنّ الحراك حول حكومة الفخفاخ لا يخرج عن التوازنات ومعارك التموقع من أجل البطش أو النجاة، والشاطر ليس من حسّن عقلية الانقلابات وشنّع فقط بالمقرونة، بل الشاطر من يُحسن إدارة كل ذلك الزخم من المخاطر والمؤامرات والتحالفات والحفريات التحتية والجانبية الجوفية، ثم في الأخير يدفع باتجاه استكمال التجربة وبقاء الثورة على السكة مع تجنب الانتحار الأبله.
عندما ندرك أنّ عبير ونبيل هما رأس الحربة في معركة إسقاط حكومة الجملي، وأنّ بقية النسيج كانوا بمثابة كتيبة الاقتحام، حينها نوقن أنّ كل هذا الضجيج حول حكومة الفخفاخ إنما هو لإدارة موارد المعركة وتصريف القوة وهي عمليات تموقع رهيبة وتحالفات تجري بإيقاعات جنونية وعلى مدار الساعة.

Views: 0
Exit mobile version