كتبت الأستاذة حياة بن يادم تدوينة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اختارت لها العنوان التالي: “عبير وبسمة.. غنّي تونسي ..”و على البوهالي طلّق مرتو وعطاهالي”.
تساءلت الأستاذة حياة بن يادم عمّا يمكن أن يجمع عبير موسي، ابنة الاستبداد، وبسمة زوج شكري بلعيد أمام البرلمان التونسي قبل أيام.
عبير وبسمة.. غنّي تونسي ..”و على البوهالي طلّق مرتو وعطاهالي”
الأستاذة حياة بن يادم
ما تفتأ تهدأ حتى تبدأ من جديد. إنها بطلة مسلسل “الخوانجية”، عبير موسي، لتبثّ سمومها. أينما ولّت لا تسمع منها إلا خطاب الكراهية نحو من كانوا السبب في ولوجها إلى برلمان الثورة. ولم تستثن في ذلك رئيس الجمهورية، التي زيادة على اتهام حاشيته وأنصاره بـ “الخوانجية”، فقد شككت في مصداقية العملية الانتخابية، حيث صرحت “إني أشكك في مصداقية فوزه في الانتخابات بقرابة 3 مليون صوت”.
و هذا ليس غريبًا على من تربّى في مناخ الاستبداد والتشويه والكذب ومغالطة الرأي العام، وتزوير كل الانتخابات بكل أنواعها، من رئاسية وتشريعية وبلدية.
انتخابات “الحنّة”
وكانت تسمّى انتخابات “الحنة” تدخل الورقة خضراء لتخرج حمراء. فمن شبّ على شيء شاب عليه، وما بالطبع لا يتغير ويصعب عليه تصديق تقرير المراقبين الدوليين من الاتحاد الاوروبي ومن الأمم المتحدة والمراقبين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وممثلي المجتمع المدني.
من رضع الذلّ وفطم على التزوير ونشأ في حضن الاستعباد ولا تسمع له صوتًا غير “التزغريط”، لن يستطيع أن يتحرر ليبقى عبدًا مدى الحياة ويعجز عن تقبل إرادة الشعب التونسي العظيم من خلال صناديق انتخابات حرة ونزيهة.
و الأصحّ هو أننا نحن الذين يجب أن نشكّ كيف دخلت عبير إلى المجلس بنفس الآلية التي أوصلت قيس سعيد إلى عرش قرطاج. لكن قيم ثورة الحرية والكرامة التي نتفسها تجعلنا نحترم نتائج الصندوق. ونعتبر وجودها في المجلس دليل على مصداقية الانتخابات وهو أحسن من كل الأدلة التي شهدت بها المنظمات الدولية والوطنية حول شفافية الانتخابات. فشكرا لك عبير ولحزبك ورغم رفضك للديمقراطية التي أتت بها ثورة الحرية والكرامة فأنت من خلال مشاركتك في الانتخابات التي تدّعي أنها مزوّرة، ساهمت من حيث لا تعلمين بترسيخ الانتقال الديمقراطي وتثبيت الانتقال السياسي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
عبير تبثّ السموم
لم تكتف عبير بالتجوال من محطة إعلامية إلى أخرى لتبث سمومها وكراهيتها لطرف سياسي اختاره الشعب التونسي في الصدارة، بل قامت بوقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بظاهرة العنف السياسي مجددة رفضها للتيارات المرتبطة بولاءات لتنظيمات دولية ومؤكدة على أن تبقى الدولة “مدنية حداثية بورقيبة” حسب تعبيرها.
ناسية نفسها أنها أول من مارست العنف السياسي عندما استباحت حرمة قصر الشعب بباردو وجعلته مرتعا لعربدتها واستعراض عضلاتها عندما احتلت مكان رئيس المجلس وقامت بمصادرة حق زملاءها في أداء مهامهم. كما أنها وفي سابقة تاريخية يحتج عضو بالبرلمان أمام البرلمان لأتساءل لو الفخفاخ عيّنها وزيرة فهل سنراها محتجّة أمام قصر الحكومة بالقصبة؟.
أما افتخارها بانتمائها للدساترة وانتسابها للراحل بورقيبة، فهي عملية تحيل بامتياز لأنها تجمعية للنخاع قامت باحتكار اسمه و جعلته أصلًا تجاريًا ونسيت أنهم انقلبوا عليه ذات خريف 87، ليكمل حياته في إقامة جبرية، ولم يرحموا عزيز قوم ذلّ.
شاركتها في الوقفة الاحتجاجية بسمة الخلفاوي المحطّمة للرقم القياسي في المتاجرة والاستثمار القذر في دم شكري بلعيد رحمه الله أحد ضحايا منظومة الاستبداد في عهدي بورقيبة وبن علي حيث كان من الذين زجّ بهم بورقيبة في محتشد رجيم معتوق ونظام بن علي كان سببا في حرمانه من الدراسة مما اضطره للهجرة.
التقاء غريب بين بسمة وعبير
التقاء غريب بين بسمة المحتكرة لاسم شكري بلعيد والمعارض جدا لنظام التجمع مع وريثة التجمع هو دليل علي الحقد الكامن في نفوس المرضي ضد كل من له علاقة بثورة الحرية والكرامة. و هذا الالتقاء والتصعيد هو خوف من وليّ نعمتهم الذي يدير العملية في الغرف المظلمة أن يقع استبدالهم بمن هو أقوى في قيادة الثورة المضادة.
تصدّعت رؤوسنا من الأصوات النشاز، لكن مناخ الديمقراطية الذي جلبته ثورة الحرية والكرامة تجبرنا على سماع صوت الأغبياء. ولذلك وبمناسبة إعلان التلفزة الوطنية عن إطلاق برنامج “غنّي تونسي” لأصحاب المواهب فإني أقترح عليهم الموهبة عبير في “التزغريط” والموهبة بسمة في “التولويل” لعل هذا البرنامج يقوم بصقل الموهبتين المذكورتين ويريحنا من سماع نعيق الغربان. ولا أدري لماذا اخترت عبير لتؤدي أغنية تراثية كانت دندنتها نعيمة الجاني في المسلسل الرائع الخطاب على الباب “وعلى البوهالي طلّق مرتو وعطاهالي”.