أثارت طريقة دفن المرحومة لينا بن مهني ردود فعل متباينة بسبب ما أتاه البعض وخاصة من النساء اللاتي حملن نعش المرحومة على أكتافهن بينما كان الرجال يتابعون.
من جهة ثانية، استعملت النساء الغناء والتصفيق خلال حمل المرحومة، وكذلك خلال عملية دفنها.
وكتب الأستاذ مصباح شنيب تدوينة في صفحته على “فيسبوك” أكد فيها أنّ اليسار التونسي يواصل عزل نفسه عن الشعب التونسي.
وهذه تدوينة الأستاذ مصباح شنيب تحت عنوان “لماذا يمعن اليسار في عزل نفسه عن الشعب ؟؟؟”:
لم يكن في رأيي من الحكمة في شيء أن تصرّ عائلة المرحومة لينا بن مهني على أن تدبّر موكب جنازة ابنتها بالصورة التي تابعها التونسيات والتونسيون بين راض ورافض.
معلوم أنّ لينا في حياتها كانت مدوّنة حرّة لم تتقيّد بموانع الاستبداد شأنها شأن المرحوم زهير اليحياوي وغيرهما من القلة التي صرخت في وجه الظلم بكل جسارة وشجاعة وهي في نظري ليست من اليسار الراديكالي النصّي الذي يخصّ بالحرية نفسه ويحجبها عن الآخرين، بل دافعت عن حرية ينعم بها الجميع ودفعت ثمن ذلك هرسلة وملاحقة.
يقول الجاحظ: “إنّ الذي حيّر العقول الموت”، والذي حيرني إدماج الموت ضمن معجم الكراهية والاختلاف وإخراجه في مظهر التنافي بل أداة نضال ضد طرف أبلغ إيحاء بأنه غير مرغوب فيه معزّيًا ولا مواسيًا.
اليسار التونسي أو على الأقل بعضه لم يستخلص الدروس من مصير اليسار في منابته في روسيا وأوروبا الشرقية والصين ووو وأمريكا اللاتينية، وأخيرًا تونس في الانتخابات الأخيرة، ولم يستفد من التعديلات الكثيرة التي عرفها يسار اليوم في أمريكا اللاتينية والعالم أجمع.
اليسار التونسي يحافظ على النسخة الأصلية
لا يزال اليسار التونسي محافظا على النسخة الأصلية من يسار انقرض في معظم أنحاء العالم.
ما ذنب لينا بن مهني بأن تكون جنازتها مختلفة عن أبناء شعبها الذين دافعت عنهم بشجاعة نادرة … المواكب الجنائزية في كل الدنيا يجللها الصمت والخشوع إلا موكب جنازتها ..
من قال بأنّ الموت هو مناسبة للزغاريد والأفراح .. لعلكم تابعتم مواكب جنائزية في العالم فهل رأيتم تشييعًا لجنازة في كنف الاحتفال والضخب والزغاريد؟.
موكب لا يليق بنضال لينا بن مهني
أخشى أن تكون عائلة لينا بن مهني قد اختارت لابنتها موكبًا لا يليق بها وبنضالها الذي لا ينكره إلا جاحد. أليس ما جرى هو أقرب إلى التعاطي الصبياني مع حدث الموت؟.
وأنا في الحقيقة أتساءل هل سيكون اليسار أحسن حالًا بعد أن فضّل بعض رموزه التنكر لتقاليد الشعب حتى في الموت؟.
رحم الله لينا بن مهني.