أثارت تصريحات رئيس اللجنة الأولمبية التونسية محرز بوصيّان الليلة البارحة على قناة التاسعة في برنامج “التاسعة سبور” غالبية التونسيين بعد تأكيده على أنّ مواجهة اللاعبين الصهاينىة في مباريات رياضية لا تعتبر تطبيعًا.
وأوضح بوصيّان أنّ اللجنة الأولمبية الدولية تدعو إلى النأي بالرياضة عن السياسة، وبالتالي يمكن للاعبين التونسيين أن ينافسوا صهاينة في مباريات رياضية.
ونشرت اللجنة الأولمبية التونسية اليوم بلاغًا أكدت فيه أحقيّة اللاعبين التونسيين في الدفاع عن راية تونس في جميع المنافسات الرياضية وضد كل الرياضيين العالميين بدون استثناء.
ولم يعترف محرز بوصيّان بما جاء في بلاغ وزارة الخارجية التونسية، مؤكدًا أنّها تهتمّ بالسياسة فقط ولا دخل لها في الرياضة.
وكانت لاعبة التنس التونسية أنس جابر التقت بلاعبة إسرائيلية في دورة في العاصمة الفنلندية هلسنكي. وكذلك لاعبين آخرين.
ولم يقتصر الأمر على هذه المقابلة بل ظهرت رئيس الجامعة التونسية للتنس سلمي المولهي وهي تبتسم في صورة مع رئيس الجامعة الإسرائيلية للتنس.
وكان رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد اعتبر من جديد، وخلال مقابلة له على القناة الوطنية الأولى، قبل أسبوع، أنّ التطبيع خيانة عظمى طالما أنّ الكيان الصهيوني يغتصب أراضي الفلسطينيين.
وفي المقال وفي مجلس وزاري مضيق، اشرف عليه رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح أمس بقصر الحكومة بالقصبة، خصٌص للنظر في الإعداد والمشاركة في الألعاب الأولمبية والبرالمبية طوكيو 2020، وتمّ إقرار أحقيّة المشاركة في المباريات الرياضية ضد الرياضيين والنوادي الإسرائيلية، وعدم اعتبار ذلك تطبيعًا.
وهذا يؤكد الاختلاف الواضح في الرؤى والقرارات بين رأسيْ السلطة التنفيذية رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وهو تناقض خطير.
اتحاد الشغل يدين بشدة عمليات التّطبيع
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل أدان بشدة قرار اجتماع اللجنة الأولمبية التونسية المجتمعة برئاسة رئيس الحكومة المنتهية ولايته بالسّماح للرياضيين بالمشاركة في كل المباريات مهما كانت ومع كل فرق العالم بدعوى رفع الراية التونسية.
وذلك في إشارة إلى الفرق الصهيونية وردًّا على إدانة مشاركة فريق التنس النسائي في مباريات مع الكيان الصهيوني.
واعتبر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ذلك تطبيعًا رسميًا مدانًا.
نقابة الصحفيين التونسيين تطالب بالتعجيل بتجريم التطبيع
من جانبها، أدانت اليوم الثلاثاء 11 فيفري 2020، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين جميع “أشكال التطبيع سواء بالفعل أو بالقول أو التبرير أو الدفاع أو الدعاية”.
وجدّدت “موقفها الثابت برفض كل أشكال التطبيع”، معتبرة أنّ “الأمر ليس وجهة نظر بل أحد ثوابت المجتمع التونسي التي يُعتبر الصحفيون جزءًا لا يتجزأ منه”.
وطالبت النقابة في بيانها اليوم، الذي نشر في صفحتها على “فيسبوك”، مجلس نواب الشعب بـ “التّعجيل بتقديم تشريعات تجرّم التطبيع بشكل واضح وصريح”.
وكشفت عن “شروعها في الإعداد لسلسلة مشاورات ونقاشات مع جميع الأطراف ذات العلاقة لصياغة مدوّنة سلوك في التعامل الإعلامي مع قضايا المقاومة والتطبيع والاحتلال”.
وأكدت نقابة الصحفيين التونسيين بأنّ “الانزلاق الخطير الذي شهدته المضامين الإعلامية المتعلقة بموضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة يقلّل من حجم هذا التوجه الغريب عن موقف الشعب التونسي وتمييعًا لمشاركة رياضيين تونسيين في محافل إقليمية ودولية إلى جانب رياضيين من الكيان الصهيوني أو تبريرًا لها ودفاعًا عن احتضان تونس مسابقات رياضية يشارك فيها ممثلون عن الكيان الصهيوني”.