كتب طارق اليحياوي تدوينة في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تدوينة تحت عنوان “ماذا يفعل الكبّول كيپل (Gilles kepel) في قصر قرطاج؟”.
————
في تدوينة فيسبوكية له البارحة، حذّر الأستاذ جنيدي طالب من الدور المسموم الذي يقوم به المأفون سفير فرانصا “أوليفييه پوافر دارفور” (Olivier Poivre d’Arvor) حيث قام بدعوة الكُتباجي الفرنسي “جيل كيپل” لإلقاء محاضرات والإجابة عن أسئلة “النخبة” في مواضيع تتّصل بصفقة القرن والتّدخل التركي والرئيس التونسي والشؤون الجزائرية وعدد من القضايا والمسائل الحافة.
جيل كيپل حاليا هو رئيس برنامج الدراسات الشرق أوسطية والمتوسطية في معهد الدراسات السياسية بفرنسا، ويشرف على البرامج الأكاديمية حول العالمين العربي والإسلامي في مستويات الدكتوراه والماجستير للطلبة العرب. وهو أيضاً مؤسس شبكة يوروجولف EUrogolfe عام 2003، ورئيس مجلس إدارتها ويحتل مكانة مرموقة داخل المؤسسة العلمية الفرنسية وكلمته مسموعة لدى الأوساط العليا فيما يخص الإسلام السياسي والحركات الأصولية التي تشغل العالم حالياً.
————-
ينتمي جيل كيپل إلى خطّ بحثي ضمّ زمرة من الاختصاصيين الفرنسيين الذين ركزوا جل اهتمامهم على الحركات الأصولية المعاصرة من أمثال أوليفييه روا المتخصّصص أساساً في الحركات الأفغانية والباكستانية، وفرانسوا بورغا المتخصّص في الحركات الأصولية في شمال إفريقيا أو المغرب العربي، وبرينو ايتيان المتخصّص في دراسة الخلفية الفكرية لهذه الحركات بشكل عام وبخاصة داخل فرنسا ذاتها.
————–
جيل كيپل الذي يزور تونس هذه الأيام والذي استقبله قيس سعيّد اليوم بقصر قرطاج واستقبله من قبله الباجي قايد السبسي كان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر موضوع تندّر وسخرية بين الباحثين لأنّه تنبّأ في كتابه التافه “الجهاد؛ صعود الحركات الأصوليّة وأفولها” بأفول الحركات الأصوليّة فضلا عن سقطات علمية كثيرة بالكتاب ربّما أناقشه في كثير منها إن قدّرتُ قيمةً لذهابي ومحاورته.
من خلال مطالعاتي لكتاباته، وكتابات المذكورين في هذه الأُكتوبة، أستطيع الجزم بأنّ الرجّل، على خطورته، بالنظر إلى موقعه وما يتمتّع به من حظوة وتمكين، فإن كثيرا من أطروحاته متسرّعة ومرتجلة ولا تصلح في بناء فهم للظواهر المدروسة على الأقل بالنسبة إلينا.
يشتغل جيل كيپل على الحركات الأصولية من مصر إلى الخليج العربي إلى إيران إلى تركيا إلى الباكستان إلى السودان الخ. وقد كانت جهوده البحثية في بداياتها الأولى منصبّة على دراسة الحركة الإخوانية في مصر والمشرق. ويعكف منذ سنوات على دراسة الوضع في تونس ومعه لفيف من النخبوت والطلبة الطامحون والطبقة السياسيّة المرتبطة مصالحها بفرنسا التي تريد بنا وبشعبنا وثورتنا كلّ خير.
لجيل كيپل كتاب جدير بالدراسة وهو الذي ستنصبّ عليه ملاحظاتي تقريبا لو ذهبتُ لمحاورته وهو بعنوان: “الفتنة: حرب في قلب الإسلام”. وفيه يرد على الاعتراضات التي وجهت له من قبل أطراف عديدة”.
—————
ملاحظة أخيرة: جيل كيپل لا هو فاهم روحو ولاهو فاهم حقيقة الحركات الأصولية ولاهو فاهم “كُوعْ” الإسلام السياسي من “بُوعُو” ولا هو مفكر كوني universal thinker بل هو باحث يشتغل بأدوات محلّية فرنسية local إن لم نقل provincial غير أنّ قيس سعيّد الّذي دشّن عصر الكريستال بتكليف سامي بن جنّات على رأس مركز الدراسات الإستراتيجية هو الذي رفع قدره وقد كنّا نظنّه لن يرتفع.
كيبال ورئاسة الجمهورية
عقب لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد بالباحث الفرنسي جيل كيبال، جاء في الصفحة الخاصة برئاسة الجمهورية ما يلي: “استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد مساء الأربعاء 12 فيفري 2020 بقصر قرطاج الكاتب والباحث السياسي الفرنسي جيل كيبيل الذي أهدى له بالمناسبة نسخة من كتابه الجديد “الخروج من الفوضى والأزمات في منطقة المتوسط والشرق الأوسط”.
وفي تصريح عقب اللقاء أفاد جيل كيبيل وهو أحد أبرز المختصين في شؤون العالم العربي والإسلامي أنّ المحادثة مع رئيس الدولة تناولت عدة مسائل سياسية متوسطية وإقليمية، فضلا عن محاور تتعلق بالبحوث والدراسات الجامعية.
وأشار إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى فوز الرئيس قيس سعيّد بالانتخابات الرئاسية واختياره من قبل شباب يتوق إلى تغيير الأوضاع، وما يعكسه ذلك من وجوب إعادة التفكير في السياسة بشكل مغاير على مستوى المنطقة المتوسطية والعالم.
كما تناول اللقاء أفق التعاون بين الجامعيين والباحثين في تونس وفرنسا والتأكيد على عمق وأهمية العلاقات بين البلدين.