هل تريدون حكومة أم محكومة؟!
الأستاذ عبد اللطيف العلوي
” لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم”.
السياسة لعبة صبر، صبر على ما تكره وصبر على ما تحبّ.
لعبة طول نفس وقدرة على الانتظار. لعبة بمفهوم الكبار وليس بما يفهمه الصّغار، ليست لعبة للتّسالي وإنّما هي لعبة لتقرير المصير، كالحرب تماما، ولكن بوسائل سلميّة وبلا دماء وبلا أحقاد (هكذا يفترض).
السّياسة دأب طويل لانتزاع الأشواك بأيد عارية، السياسة أن تعضّ على جرحك ولا تصرخ إلاّ بعد انتهاء المعركة.
(جماعة بزنس نيوز عندهم بااارشه ما يقرقشوا لهنا)
طبعًا بين لغة المجاز ولغة البزناسة مسافة سنوات ضوئيّة من البصر والعمى، فدعهم يعمهون!.
الشعب الذي صبر ستين عامًا على بورقيبة وبن علي، يستطيع أن يصبر أيامًا أخرى من أجل أن لا نبيعه القرد مرّة أخرى ونضحك على قفاه!.
الشعب يريد حكومة يأتمنها على حريته وقوته وأمنه وحاله، وليس صحيحًا أنّه “فدّ” ويريد أيّ قطّوس في شكارة!! وحتى إذا كان ذلك صحيحًا، فمن واجبنا أن نبيّن له الخطأ والخطر في ذلك.
لقد كان فعلًا ذلك تكتيكهم: يدفعوننا إلى نفاذ الصبر واليأس كي نقبل في النهاية بحكومة فرنسا وأذنابها وأصفارها في النهاية صاغرين.
نحن في معركة حقيقية، ليس مع الأحزاب في حدّ ذاتها، وإنّما مع اللوبيات ومواقع الفساد والنفوذ والمصالح التي تمثلها بعض هذه الأحزاب والأسماء التي يريدون فرضها في هذه الحكومة!.
“كثر نباح الكلب على روحه”، والسياسيون الذين تسمعونهم يولولون كالثّكالى ويصرخون بأنّ الشعب “فدّ” وما عاد يطيق صبرا، هم في الحقيقة ينبحون على مصالحهم ويندبون حالهم ونفاذ صبرهم، هم، لا صبر الشعب، لأنّهم بالأمس القريب فقط كانوا في سعة من أمرهم ويتعلّلون بأن الوقت مازال في أيدينا كي نذهب إلى حكومة الرئيس وأنه لا شيء على الإطلاق يبرّر الاستعجال وأنّ الإدارة قائمة بالواجب وزيادة!!.
ستكون حكومة، ولن تكون محكومة.
هذا هو الأساس.
وفرانصا؟
أما الدكتور محمد ضيف الله، فقد أكد بدوره على الدور الخفيّ الذي تلعبه فرنسا في تونس، ودوّن في صفحته على “فيسبوك” ما يلي: “سؤال يقف في موقع الحشرجة مني، غمطته طويلا حتى كدت أنساه، ولكنه يعاودني بإلحاح، يتردد عندي منذ 2011 أمام كل حدث جلل أو حتى أمام أحداث تبدو أقل أهمية، وبالفعل فالحضور الفرنسي الفاعل على الساحة التونسية لا يحتاج إلى أدلة على أهميته، وهذا ليس هذه الأيام فقط والاقتصاد على الحالة التي نعرفها وكذا الوضع الاجتماعي والأوضاع الإقليمية، وإنما نعرف أيضا أن فرنسا حاضرة بالحضور القوي بين ظهرانينا على الأقل منذ قرنين من الزمان، نعم منذ قرنين، وليس في عهد الحماية فقط. في عهد بورقيبة مثلا، كان لفرنسا نصيبها في التشكيلات الحكومية مثلا. هذا يمكن البرهنة عليه بالأسماء والمهمات أيضا. وفرنسا على فكرة لا تضع بيضها كله في سلة واحدة، أو عند جهة واحدة. كل الذي يجري أين تتموقع فرنسا فيه أم أنها بعيدة عن أي تأثير؟ لماذا هذا السؤال لا يطرح من قبل الفاعلين، بمن فيهم من يتكلم كثيرا وعاليا عن السيادة الوطنية؟ الأحزاب مثلا، دعنا من تلك التي تقوم بدور الغواصات في المشهد، فأين البقية؟ أين الفاعلون فيها؟
في تقديري إن الذين يعتبرون هذا السؤال خارج السياق، هم الذين يقفون خارج السياق أو خارج الفهم، وإن كانوا سياسيين فهم أصحاب مصلحة في الأمر. وأما الذين يعلقون أو يناقشون ويحللون دون أن ينتبهوا إلى السؤال عن الدور الفرنسي، فهم في ألطف توصيف بعيدون عن الخزمة.
ملاحظة:
لأول مرة سأعتبر عدد المتفاعلين مع هذه التدوينة، مقياسا له أهميته ليس في الإقناع بالفكرة وإنما أيضا في الجرأة في قولها”.
لماذا ارتعبتم ساعة انسحبت ضرّتكم؟
من جانبه، دوّن الأستاذ الأمين بوعزيزي ما يلي: “إذا كان سقف مُنَاكم إخراج ضرّتكم من الحكم؛ لماذا ارتعبتم ساعة انسحبت وتركتكم ثوريين صافين في حمى رئيس ثوري لوحدكم؟!
إذا كنتم تشنعون على ضرتكم اصرارها على تشريك القروي في الحكومة؛ لم تحرضون الفخفخاني على تشريكه في الحكومة وترك ضرتكم لوحدها خارج الحكومة؟!
معناها لا مقاومة فساد ولا رأس لانوف. خصوصاً وأنكم شاركتم القروي ليلة إسقاط الجملي!!!
كنت أشارككم القناعة كون ضرائركم النهضويين يصرون على تشريك القروي خضوعا لتعلميات “المسؤول الكبير” (بعبارة السبسي) لو فعلوا ذلك أيضا في حكومة الجملي. أما وقد كان القروي أقرب لكم ساعة اقتربوا منكم وابتعدت عنه؛ يكون اقترابها منه اليوم دفاع عن طبيعة النظام السياسي المدستر وإن استفاد منه القروي ومناكفتها لاختيارات “حكومة الرئيس” رفض للحنين الرئاسوي البغيض وإن كان الرئيس الحالي ديموقراطي. لكن لا شيء يضمن أن سيكون الرئيس القادم ديموقراطي!
وعلى فكرة؛ راهو اختيار الفخفاخ مش لأنو ترجمة لنتائج الدور الثاني للرئاسية. وإنما لأنه مرشح فك العزلة الدولية ومنظماتها “المانحة” التي كفت عن ضخ بقية القرض؛ وهاكة علاش كبير مفاوضي البيروقراطية النقابية وشقيقه كبير مفاوضي منظمة الأعراف سارعا بشرب الشاي في مكتب رئيس البرلمان النهضاوي جدااا “للتقريق” به للعودة إلى طاولة تمكميك #حكومة_الفخفخاني الثورية جداااا قائلين له: كلنا وكلاء نقبض رواتبنا من القروض المذلة.
الوضوح باهي:
اللي قلبو على تونس يكف عن التفخفيخ والتفوريخ والتفخيخ والترهدين؛ كلكم كيف كيف وما شعاراتكم إلا مزايدة على بعضكم البعض.
√ ماناش سيدي تاتا؛ كلما أمعنتم في التلهويث (تزييف المعاني) كلما أمعنّا في تفكيك ما تسطرون!
√ أنتم تدفعون مجتمعكم إلى تقيئكم”.