أعلنت وزارة الطاقة والمناجم والانتقال الطاقي اليوم الأحد 29 مارس 2020 عن انطلاق ضخّ الغاز من حقل نوّارة في جنوب ولاية تطاوين عبر محطة المعالجة النهائية في معتمدية غنوش من ولاية قابس إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز بمعدل إنتاج يومي يقارب مليون متر مكعب من الغاز.
وتتوقع المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية وشريكتها في المشروع الشركة النمساوية (OMV) أن تبلغ طاقة الإنتاج القصوى في محطة غنوش 2.7 مليون متر مكعب يوميًا بعد حوالي ثلاثة أشهر من الآن.
وجاءت هذه الانطلاقة بعد جهود استثنائية بذلتها إطارات تونسية بالتعاون مع إطارات شريكها النمساوي ومساعدة تقنية عن بعد لإصلاح الكابس الأول (compresseur) في انتظار التمكّن من إصلاح الثاني، رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي يعيشها العالم بشكل عام وتونس بشكل خاص، بعد أن تمّ ضمان الوقاية الصحية الكاملة للفرق العاملة ليلا نهارا في حقل نوّارة على بعد 370 كم باتجاه الجنوب وفي محطة غنوش قابس.
هذا وسيحقق حقل نوارة زيادة بـ 50% من الإنتاج الوطني من الغاز وسيمكن من تغطية العجز في المحروقات بحوالي 20%، كما ينتج هذا الحقل الاستثنائي محروقات أخرى إذ سيضيف 60% من الغاز المسال GPL و20% من إنتاج المكثفات.
وكانت كلفة المشروع قد بلغت 1217 مليون دولار، أي قرابة 3.5 مليار دينار.
ويذكر أنّ امتياز استغلال المحروقات “نوّارة” متأتٍ من رخصة البحث “جناين الجنوبي” وهو واقع بأقصى الجنوب التونسي ومسند منذ سنة 2010 لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية والشركة النمساوية الجنسية (OMV) حيث تمّ اكتشاف احتياطي بحوالي 43.7 مليون برميل مكافئ نفط.
وقد تأخّر تسليم الغاز إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز بسبب عقبات عقارية وقانونية، ولم تنطلق التجارب الأولية إلا في 5 فيفري 2020، وكان من المتوقع أن يقع الشروع في التسويق التجاري منذ يوم 10 مارس الجاري غير أنه تمّ اكتشاف عدد من المشاكل الفنية بغنوش أخّرت انطلاق الإنتاج.
ونظرًا للحجر الصحي العالمي، فقد تعذر على خبراء الشركة المختصة القدوم لإصلاح العطب، فعملت الكفاءات المحلية بشكل مستمر للقيام بأعمال الصيانة الضرورية إلى أن تمكنوا يوم الأحد من إطلاق الغاز من محطة غنوش إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز.