انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فرحة المسلمين في أوروبا وهو يسمعون الآذان يرتفع من مآذن المساجد عبر مكبرات الصوت، لأول مرة.
ونشر الناشطون مقاطع فيديو من عديد العواصم الغربية تظهر فرحة المسلمين وهم يسمعون الآذان يخرج الأجواء التي تعيش الخوف في حجر صحيّ عام وغلق للمنافذ بين مختلف المدن.
ونشر موقع “الجزيرة نت” تقريرًا مطولًا عن التغييرات التي حصلت في أوروبا والعالم وهي تجابه أزمة كورونا، فقد سمح السلط الأوروبية برفع الآذان في كل صلاة عبر مكبرات الصوت.
لقد ارتفع صوت الآذان في برلين وروما ومدريد، وسمح للصينيين بحمل القرآن الكريم وتلاوته جهرًا، دون خوفٍ.
السفاح كورونا.. عندما تستغيث أوروبا بالإسلام لهزيمته
مشهدٌ لم يألفه المسلمون في القارة الأوروبية، مأذن المساجد ترفع الآذان لأول مرة بشكل علني في عواصم ومدن أوروبية متفرقة، في المقابل لم تسمع أصوات العنصرية التي تعادي الإسلام في القارة العجوز، على غير العادة يقف المسلمون أمام المساجد في العاصمة الألمانية برلين وكذلك في مساجد هولندا، يصورون بجوالاتهم مشاهد رفع الأذان على مسمع ومرأى من الجميع، الأمر الذي لم يكن مرخصا في هذه الدول إلا في حالات نادرة، أصوات عذبة تنادي حي على الصلاة حي على الفلاح في حدث هو الأول من نوعه في أوروبا، وما يميزه أنه يوم الجمعة عيد المسلمين.
بجوار المساجد يقف الألمان والهولنديون وغيرهم من الأوروبيين، من دون خوف يستمعون إلى الآذان الذي يدخل الطمأنينة إلى النفوس، الشباب المسلم يهتف الله أكبر ويستمر المشهد فلا يغادر أحد ساحة المسجد، يواصل الأوروبيون الاستماع إلى نداء الإسلام، اليوم صمتت جميع أصوات العنصرية والكراهية ضد الإسلام في أوروبا، وصدحت المساجد بالتكبير ولم يتصدى لها أحد، بل على العكس تماما كان ذلك بطلب من حكومات هذه البلاد، ما الذي جرى وكيف ولماذا؟؟؟.
هي محنة “كورونا” التي يعيشها العالم، ألاف الإصابات بهذا الفيروس الخطير يوميا ومئات الوفيات، جهود طبية متواصلة لاحتوائه والتضييق عليه حتى التخلص منه، لم تفلح كل المحاولات الطبية للحد من انتشار هذا الفايروس، فأوروبا اليوم تعتبر منطقة موبوءة بفيروس كورونا، تسجل يوميا مئات الإصابات والوفيات، مشهد يعكس حالة اليأس الذي وصلت له القارة الأوروبية وشبه العجز في منع انتشار الكورونا، حتى محاولات فرض الحظر وإغلاق الحدود لم تنجح بنسب كبيرة في إيقاف زحف فايروس كورونا. لكن ما هو الرابط بين كارثة كورونا والسماح للمساجد بالأذان علنا عبر مكبرات الصوت الخارجية؟ هل أيقن الأوروبيون حكومات وشعوب أن الحل في مواجهة كورونا على صلة بالإسلام؟.
منذ بداية الأزمة في أوروبا عموما وفي هولندا على وجه الخصوص تخلى الأوروبيون عن الكثير من عاداتهم المجتمعية التي كانت تشكل حرجا للجالية المسلمة في هذه الدول، من هذه العادات السلام باليد بين الرجال والنساء التي تعتبر أمرا مهما لديهم وربما تتكرر هذه الحالة عشرات المرات في اليوم، في المدرسة ولدى الطبيب ومع الجيران، اليوم تخلوا عن هذه العادة وأصبحت القاعدة ألا تضع يدك في يد الأخرين وهي من شروط السلامة لعدم الإصابة بفيروس كورونا، وصحيح أنهم أبدعوا طرقا أخرى للسلام بالقدم مثلا، لكن سرعان ما تجنبوا ذلك بقرار ترك مسافة لا تقل عن مترين بين الأشخاص، واعتقد أنه من الصعوبة بعد انتهاء أزمة كورونا، أن تعود العلاقات الاجتماعية والعادات كما السابق في الفترة القريبة، وهذا سيرفع من الإحراج عن الجالية المسلمة في هذا الإطار.
أيضًا، على صعيد النظافة الشخصية، هناك اهتمام واضح من الأوروبيين بالنظافة والتعقيم، وسمعت من عدة مصادر إن هناك إقبال أوروبي على تركيب “شطافات” في المراحيض وهي غير مستخدمة في أوروبا إلا في منازل العائلات المسلمة لتحقيق الطهارة، حيث يعتمد الأوروبيون على المناديل الورقية فقط، بالإضافة إلى الابتعاد عن الزنا وإغلاق الملاهي الليلية بقرارات من حكومات الدول.، بالتالي تخليهم عن هذه العادات لديهم في الثقافة الأوروبية، وتركهم لكثير من القضايا التي حرمت في الإسلام، تدل على تشكل قناعة جديدة لدى المجتمعات الأوروبية عن الإسلام.
بالتالي فإنّ تخلّي الأوروبيين عن جزء من عاداتهم وثقافاتهم، ووضعهم خططا لمواجهة فيروس كورونا الخطير، وهذه الخطط تتقاطع مع تعاليم الإسلام والتي بدورها تعتبر طريقا إلى النجاة من الإصابة بكورونا، فلا شك أنهم سيعيدون حساباتهم تجاه الإسلام والجاليات المسلمة في أوروبا، وربما تشهد الفترة المقبلة حالة نهوض إسلامية في أوروبا مع اعتناق المزيد منهم الإسلام، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تستثمر الجاليات المسلمة هذا التوجه الأوروبي في هذه المرحلة وفي ظل كورونا، وأن يكون للجالية المسلمة دور على الصعيد الطبي في مواجهة الفايروس والجماعات العنصرية ضد الإسلام.. نتمنى السلامة للجميع.
لأوّل مرّة في التاريخ، الآذان يرفع في العاصمة الألمانيّة برلين، كيف ولماذا..؟!
الأستاذ نصر الدين السويلمي