Site icon Barcha News

د. أحمد القديدي: الوفاق الشرعية الليبية من الدفاع إلى الهجوم إلى النصر

الدكتور أحمد القديدي وحكومة الوفاق

كتب الدكتور أحمد القديدي، الأستاذ الجامعي والدبلوماسي التونسي السابق، مقالًا تحدث فيه عن المستجدات على الساحة الليبية، وتمكن قوات حكومة الوفاق الشرعية من إلحاق الهزيمة بميليشيات حفتر، وبالتالي تحوّلها من الدفاع إلى الهجوم، إلى النصر.

الوفاق الشرعية الليبية من الدفاع إلى الهجوم إلى النصر

الدكتور أحمد القديدي

انقلب السحر على الساحر وانقلب الظلم على الظالم. بدأت ليبيا العزيزة تستعيد الأمل المشروع في عودة الأمن والسلام ضمن دولة قانون مدنية يسعى إليها منذ ثورة الشعب المباركة عام 2011 بعض من تعلق بدولة القانون وعلى رأسهم فائز السراج الرجل الوفي لشعبه والمتفهم لعصره وخاصة المصرّ على خوض المعارك ضد الاستبداد وعسكرة المجتمع، فلم يتردد ولم يتعثر ولم ترتعش أصابعه وهو يعلن جهادا مدنيا ضد الهمجية التي تساندها القوى الأجنبية آكلة لحوم الشعوب.

وحتى نفهم الأوضاع السياسية في ليبيا والمغرب العربي، لا بد أن نحلل الوضع العسكري الميداني الذي عرضه موقع (باب بنات) وهو أشهر المواقع الإعلامية الإستراتيجية المغاربية والعربية، نلخص ما جاء فيه من تفاصيل وإحصاءات وانتصارات، فنقول: “مكاسب قوات الوفاق من خلال عاصفة السلام أهمها التحول في ظرف أسبوع من الدفاع إلى الهجوم بتحرير كل مدن الساحل الغربي والاستيلاء الكامل على قاعدة الوطية العسكرية والسيطرة شبه الكاملة على السماء، ثم فرض الحصار من خمس جهات عي مدينة طرهونة ونتج عن كل هذه الانتصارات سقوط مئات القتلى والجرحى من ميليشيات حفتر المغامر وأسر 430 منهم وتوقف الهجوم العدواني على طرابلس البطلة.

أطلق الوفاق عملية عاصفة السلام يوم 26 مارس 2020 وأمام الغدر والمراوغة والبهتان، استمرت عمليات حكومة الوفاق الشرعية ضد المتمردين والمرتزقة لأنّ حفتر تظاهر بالالتزام باحترام هدنة (الكورونا) التي عرضتها منظمة الأمم المتحدة على الجانبين فقبل بها فائز السراج علنًا، لكن المغامر خليفة حفتر وقّع عليها ثم ما لبث أن خرقها بقذف مدفعي وصاروخي من أسلحة إماراتية ومصرية ظنًّا منه أنها خديعة حرب!.

كان الانتصار العسكري الأول والأكبر هو السيطرة على أهم قاعدة استراتيجية اتخذها حفتر مركزا للقيادة العسكرية العملياتية والسياسية، يدير منها عصابات انتدبتها له حكومات ظالمة وعلى خطإ من 7 جنسيات مختلفة أغلبهم من دول بعيدة ما عدا دولة جارة ألا وهي قاعدة الوطية (150 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس).

فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الشرعية

هذه القاعدة بناها الجيش الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية وهي في مكان منعزل عن القرى المدنية تتمتع بتحصينات طبيعية وخنادق قديمة تحيط بها من كل جانب وقد استعملها حفتر منذ استيلائه على مدينة الزنتان (170 كلم عن طرابلس). هذا النصر النوعي حققته كتيبة قليلة العدد من كومندوز تابع لجيش الوفاق قوي العزيمة يتمتع بقدرة كبيرة على إحداث المفاجأة لدى العدو، تسللت باحترافية مذهلة إلى محيط القاعدة ليلًا مستعملة المناظير الإلكترونية الليلية العاملة بالليزر. كان الهجوم مباغتا وتفاجأ المقيمون في القاعدة وعددهم بالآلاف بقوة شبحية تتركب من عشرات أبطال الكومندوز وكان من المستحيل استعمال حفتر للطائرات لأنّ الطيّارين من ضمن الأسرى وقادهم الكومندوز بعد ساعة نحو طرابلس ولم تنجح الميليشيات في إنقاذهم أو إلحاق خسائر بكتيبة الوفاق وتمّ إسقاط طائرة إماراتية مسيّرة جنوب مدينة العجيلات عقبتها عملية قصف لنفس القادة حيث دمر الطيران الوفاقي الشرعي 3 مقاتلات وهي على أرض القاعدة.

أصبحت قوات الوفاق مسيطرة بعد هذه الانتصارات نهاية شهر مارس 2020 على كامل الشريط الساحلي الإستراتيجي الممتد من الحدود مع تونس إلى منطقة أبو قرين (أكثر من 500 كلم).

ورغم أنّ معركة ترهونة لم تحسم في اليوم الأول إلا أنّ قوات الوفاق شدّدت الحصار عليها وأحكمت سيطرتها على جميع مداخل المدينة باستثناء الجنوبية باتجاه مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس) التي تدعم معظم كتائبها حفتر.

كما حققت قوات الوفاق انتصارات بمحاور جنوبي طرابلس بعد أن انسحب عدد من مقاتلي ترهونة منها إلى مدينتهم مما أدى إلى اختلال توازن مليشيات حفتر القادمة من الشرق. ففي أقلّ من شهر تمكّنت عملية عاصفة السلام من قلب المشهد الليبي رأسًا على عقب والتحوّل من الدفاع إلى الهجوم ثم إلى النصر المؤزر بإذن الله تعالى ناصر الأبطال وتوسيع مساحة سيطرة الوفاق بنحو 3300 كلم مربع بعد تحرير الساحل الغربي ومناطق جنوب (القره بوللي).

كما أنّ الطريق الساحلي أصبح مؤمنًا بالكامل من مصراتة إلى الحدود التونسية وتولت الحكومة الشرعية زمام المعركة والمبادرة بسند شرعي من القوات التركية التي استعملت طائراتها الموجهة من نوع (بيرقدار) وهي التي تغلبت على طائرات صينية كان حفتر يستعملها قبل السند التركي الخاضع للقانون الدولي.

يوما فيوم يتجلى انتصار الحق على الباطل، والخير على الشر، والشرعية على الميليشيات. ليت جيران ليبيا (تونس و الجزائر) تشعران بدقة ومخاطر هذه المرحلة الحاسمة، فتختاران بدون تردّد جبهة المدنية والديمقراطية المنتصرة، فتكون الدبلوماسية لديهما في مستوى عبارة الرئيس عبد المجيد تبون (طرابلس خط أحمر) لأنّ حفتر هو الذي سيفتح لا قدر الله أبواب المغرب العربي لصفقة القرن وبيع القدس وعودة الاستبداد على الطريقة السيسية المصرية، وهو هدف القوى الجائرة حليفة اليمين الإسرائيلي.

Views: 1
Exit mobile version