Site icon Barcha News

زياد الحكيم والعبقري

زياد كريشان

زياد الحكيم والعبقري

الأستاذ خالد الهرماسي

 

كان في بلاد العرب زمن الجاهلية وادي اسمه عبقر هو وادي يقع في نجد وهو وادٍ سحيق، وإذا قيل فلان (عبقري) فهو نسبة إلى وادي عبقر

تقول الروايات إن هذا الوادي تسكنه شعراء الجن منذ زمن طويل ويقال أن من أمسى ليلة في هذا الوادي جاءه شاعر أو شاعرة من الجن تلقنه الشعر وأن كل شاعر من شعراء الجاهلية كان له قرين من هذا الوادي يلقنه الشعر.

لهذا كان شعراء الجاهلية من فرط فصاحة ألسنتهم وروعة الأدب والشعر عندهم يوصفون بالعباقرة​ حيث يعتقد​ أنّ لكل​ شاعر فصيح قرين من الجن.​

العبقرية والاستعانة بقرين من الجن لم تبقَ حكرًا وحصريًا عند شعراء الجاهلية فقط​ فهي معنا اليوم موجودة​ نراها ونسمعها في كل وقت وحين.

لعل أحد أبرز العبارة في زمننا هذا هو دون جوان الإعلام والصحافة الذي وحده يملك الحقيقة الكاملة وخيوط اللعبة إنه زياد كريشان وما أدراك ما زياد كريشان الذي يفهم كل شيء وفي كل شيء.

إلى جانب اختصاصه كرجل اتصال وتواصل في ميدان الصحافة والإعلام فهو يفهم في الطب بجميع اختصاصاته بما في ذلك الطب الرعواني والمدواة بالبراد​ وحتى بالكيّ.

يفهم كذلك في علم الفلك والتنجيم وقراءة الفنجان وضربان الرمل​ عن طريق الاستعانة بقرين من الجن، لهذا هو دائما نجده يعلم الغيب وما بين السطور وما قيل وما يقال وما لم يقل.
يفهم كذلك من ما يفهم الاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع وعلم البحار وعلم الجيولوجيا والنووي.
يفهم الدولة والدين كما لم يفهمهما أحد فهو المفتي والسياسي في آن واحد دون الفصل بين السياسي والديني.

يفهم كذلك في التاريخ والجغرافيا وعلوم الحضارات منذ ما قبل التاريخ.

الشأن الرياضي كذلك لم يكن بمعزل عن فهامة فخامة العبقري زياد كريشان فهو قادر على تحليل أقوى دربيات العالم على غرار كلاسيكو الأرض والسماء ريال مدريد وبرشلونة، تراه يتحدث في الخطط الإستراتيجية للمدربين كأنه يحلل خطابات الزعماء السياسيين​ بكل حيادية وموضوعية ونزاهة، فهو كالكاردينال​ عند المسيح يعطي ويفرق صكوك الغفران إلى جانب تقمصه دور حاكم التفتيش في المشهد الإعلامي يمرّر من يشاء ويقصي من يشاء.

يفهم كذلك في الثقافة والفن والحريات والمساواة والمثلية​ بكل أنواعها وأشكالها، فهو المالك الحصري للدفاع على قضايا المحرومين من الحنان والحق في اللواط والسحاق التي تعتبر عند العبقري زياد أولوية قصوى في المخطط التنموي للبلاد الذي قد يغير وجه تونس لتصبح سنغافورة أفريقيا والعرب.

سي زياد يفهم ما لا يفهمه أحد، فهو الفاتق والناطق والمالك الحصري للحقيقة.

يفصّل الدستور تفصيلًا​ ليستنتج أننا دولة مدنية ولسنا دولة دينية وكأني به “جاب الصيد من وذنو​ !!!”.

لا أدري إن كان عبقري زمانه​ سي زياد على دراية أنّ المدنية هي من تأسيس الإسلام​ وأنّ الإسلام مدنيّ بطبعه، أم أنّ المدنية على الطريقة الزيادية هي الدولة اللادينية​ تحت غطاء الحداثة والتقدمية المغشوشة !!!.

لا يا أيها العبقري، راجع دروسك​ جيدًا، تونس دولة مدنية بدينها ودستورها وقوانينها وأركان الإسلام فيها هي روح الدستور. لهذا عليك الاستعداد جيدًا لتلقي صدمات قد نصيبك بالدهشة والبهتة​ والذهول لتقف على حقيقة مرة ألا وهي أنك لا تمتلك الحقيقة المطلقة وأنّ مدنية تونس ليست كما تروّج لها أنت وأمثالك، المدنية العرجاء والعمياء، بل هي مدنية​ صلبة تستمد صلابتها من روح الدستور من التوطئة مرورًا بالفصل الأول إلى كل حرف ونقطة وفاصلة فيه، حيث يقدم لنا تونس المدنية الحقيقية وليست المدنية المغشوشة التي يسوّق لها العبقري سي زياد كريشان.

المدنية عند العبقرينو​ زياد كريشان “حلّ الصرّة تلقى إيديولوجيا..”.

عيدك مبروك سي زياد كل سنة وأنت مدنيّ

يُوفى الحديث.

“زياد كريشان هو رئيس تحرير صحيفة “المغرب”، وكرونيكور في أحد برامج إذاعة موزاييك أف أم”

Views: 0
Exit mobile version