Site icon Barcha News

ما الأسباب العميقة للتّلاسن الاستعاري بين الرؤساء الثلاثة؟

الرؤساء الثلاثة

تساءل الأستاذ مصباح شنيب عن الأخبار الرائجة حول توتّر العلاقة بين الرؤساء الثلاثة، وكتب: “متى تنقشع الشكوك؟”.

وجاء في تدوينة الأستاذ شنيب: “ينتاب التونسيين شك مقيم حول العلاقة بين الرئاسات الثلاث ” مع الاعتذار لرئيس الجمهورية “|، عقب التراشق الذي ساد الخطاب بين الجميع وبصفة مكتومة من جهة رئيس الحكومة.

ترى ما الأسباب العميقة لهذا التلاسن الاستعاري؟.
التونسيون الذين لا تعنيهم كثيرا هذه التفاصيل الصغيرة، بدأ القلق يساورهم عن مصير منظومة الحكم، فالأوبئة تتناسل أمام أعينهم وهي فيروسية واجتماعية وسياسية.
ويتساءلون في أعماق ضمائرهم عن هذا التجاذب المقيت الذي يسمّ كل حكومة يقذف بها خيار أعرج الى مسرح السلطة.
ندرك عميقًا بأنّ كل وافد إلى السلطة يحمل لها في رأسه تصورا نقيضا، فكيف تلتئم النقائض؟.
ويحملنا الأمر على التساؤل مرة أخرى: هل جاء هؤلاء إلى سدّة الحكم ليمارسوا التجريب على شعب أثخنته الجراح وباتت علاقته مع مسؤوليه يخدشها تصدع مخيف؟.
الرؤساء، عوضًا عن التراشق الذي ينال من ثقة الشعب فيهم – فهو بالتأكيد غير راض عن استعاراتهم وتلميحهم، فهم ليسوا شعراء باحثين عن صور مستجدة .. بعبارة أخرى صمتهم أفضل من كل هذا، ومتى قرروا المرور إلى الفعل فليضعوا النقاط على الحروف – فنحن نرفض أن نحكم بالرمز والإشارة والاستعارة..
الرؤساء، صمتوا فنطق آخرون.
اعشوشبت أخيلتهم وهمسوا وضبطوا تاريخًا للاستفتاء وتنقيح النظام السياسي ووو.. ولم نسمع كلمة من رئيس الحكومة الذي بيده الذراع التنفيذية الأقوى. أما رئيس الجمهورية فقد نطق في سياق معوّم ومُبهم. وأما رئيس البرلمان فيختار له سكة أخرى ويحلو له التغريد خارج السرب؟.
يا رؤساء البلاد، كيف تلازمون الصمت والبلاد تحترق؟. والبلاد يتدخل في شؤونها القاصي والداني؟.
مصالحنا في الداخل والخارج مهددة في سياق دولي تغلب عليه الشعبوية ويتعملق فيه الأقزام وتصريحاتنا ضبابية لا تطمئن صديقًا ولا تخيف عدوًّا.
أما الائتلاف الحكومي، فبنيانه هشّة ومكوناته تتضامن في الحكم وتتقاتل في البرلمان، وهذا مؤشر لا يبعث على التفاؤل. وتلهج بعض الألسن بكون رئيس الحكومة مدرك لهذا التنافر ويسعى لبناء كتلة برلمانية تدعمه، ولسنا ندري كيف سيتسنّى له ذلك؟.
يا أيها الرؤساء، أحلامكم ومشاريعكم وأخيلتكم غير قابلة للتنفيذ في عهدة واحدة، فالعاجل المتأكد أن تنقذوا البلاد..
شيء من العزم والحزم في إدارة ماكينة السلطة وتجنيب البلاد من الانزلاق في المغامرات الصبيانية”.
Views: 0
Exit mobile version