تتتالى هزائم حفتر وميليشياته، فبعد هروبهم من قاعدة الوطية وعديد المدن الأخرى، ها هم يفرّون من جديد من مقرّهم في ترهونة.
وفي هذا الحضمّ من الهزائم المتتالية، يتحوّل حفتر إلى مصر ليستقبله السيسي، الذي يتقدّم للّيبيين بمبادرة صلح بين الشرق والغرب.
الآن يستفيق السيسي بعد أن تأكد أنّ حليفه، وبعد أن كان يساعده على قتل الليبيين، ها هو اليوم يهتمّ بالصلح، وهو الذي كان ومحمد بن زايد يقفان وراء فشل تدخل الجزائر، ومبادرة الرئيس التونسي الراحل السبسي، واتفاق الصخيرات.
الآن فقط، وبعد سيطرة حكومة الوفاق، وهروب ميليشيات حفتر، استفاق السيسي، ولكن بعد فوات الأوان، فمن كان يساعد حفتر على قتل الليبيين لا يمكن أن يكون اليوم داعيًا للصلح بينهم.
واستبعد المحلل السياسي بشير عبد الفتاح نجاح مبادرة السيسي، وقال في تصريح لـ”سبوتنيك”: “مالم يتبناها المجتمع الدولي والأمم المتحدة”، مضيفًا أنّ “رفض المجلس الأعلى للدولة كان متوقعًا ولم يكن صادمًا خاصة وأنّ مسيرة التسوية متعثرة”.
مبادرة السيسي إعلان فشل
وأكد المحلل السياسي والخبير في الشأن الليبي غازي معلّى أنّ “حفتر خرج في أفريل 2019 في مغامرة حرب ضد العاصمة طرابلس. لسببين الأول القضاء على الإرهاب وثانيا هو تفكيك وحلّ المليشيات. أما أهدافه فطبعًا التربع على عرش السلطة في طرابلس ويصبح مشير ليبيا بالمطلق”.
وأضاف: “.. واليوم يخرج علينا إلى جانب السيسي عرّاب الحرب وعقيلة صالح مشرعن الحرب في ندوة صحفية يطلبون وقف إطلاق النار وحوار سياسي،.. وطبعًا تفكيك المليشيات و نزع سلاحهم”.
وهو ما يعني “يعني بالعربي كدا ( بالمصري) ما فشل فيه بقوة السلاح إن كان على حقّ أصلًا وصدقنا خرافاته من دحر الإرهاب ونزع سلاح المليشيات وما لم يحققه بحرب دامت 14 شهرًا حصدت أرواح 1500 شاب ليبي من شباب المنطقة الغربية وأقل منهم من شباب المنطقة الشرقية ولم يصل إلى كرسي طرابلس وعرش ليبيا. يريد أن يأخذه اليوم بحوار مزعوم وبشروط المهزوم”.
السيسي هو الخاسر الأكبر في ليبيا
طرابلس ستالينجراد العرب
وقال الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي: “طيلة ستة أشهر من جويلية 1942 إلى فبراير 1943 حاول النازيون الألمان يتبعهم مواليهم من إيطاليين وكروات ومجريين ورومانيين الاستيلاء على مدينة ستالينجراد ظنوها فريسة سهلة فتكسرت على صلابتها أسنانهم.
كذلك تكسّرت أسنان محور الشر وأجيره على صلابة طرابلس،
كل التهاني لأهلنا في طرابلس، للشعب الليبي وكل التمنيات لتنتهي محنته في أقرب وقت ويعمّ السلام غربا وشرقا وجنوبا.
كل التهاني للأخ فايز السراج وحكومته الشرعية ولمؤسسات الدولة الليبية وللأبطال الذين مرّغوا أنف الفاشيين الجدد في الرمل ورحم الله كل الشهداء. دمائهم الزكية هي التي تسقي شجرة الحرية العربية.
ستبقى يا طرابلس ملحمة صمودك طيلة سنة كاملة صفحة مشرقة في تاريخ هذه الأمة التي لن تتخلى ولن تتراجع عن مشروعها التاريخي: دول مدنية ديمقراطية خالية من الفساد تسهر على مصالح شعوب من المواطنين وتبني بينها جسور الاخوة والتعاون.
مشروع كما أظهرت للعالم أجمع أنه لن يقف أمامه لا مال، لا إعلام، لا مرتزقة، لا إمارات ولا من يحزنون.
ولا بدّ لليل أن ينجلي”.