أخبار عربية

“بَرَاشُوكَاتْ” فرنسا في حالة استنفار وتأهّب قصوى..

“بَرَاشُوكَاتْ” فرنسا في حالة استنفار وتأهّب قصوى..

الأستاذ خالد الهرماسي

 

قد تتفق أو تختلف مع ائتلاف الكرامة. هذا أمر عادي وطبيعي جدا في مشهد سياسي تونسي يطغى عليه الاختلاف والتنوع. قد تتهم ائتلاف الكرامة بالتهمة المبكية المضحكة وهي الانتماء لعناصر روابط حماية الثورة.
قد تسخر من ائتلاف الكرامة عن طريق وصفه ببراشوك النهضة أو عجلات النهضة أو محرك النهضة أو حتى ممتص صدمات النهضة، لكن لا أحد اليوم في تونس يستطيع الإنكار أنّ ائتلاف الكرامة أمر واقع ضمن المشهد السياسي في البلاد وهو رقم صعب في المعادلة السياسية رغم أنه مولود جديد لم يتجاوز عمره بضعة أشهر.

الرقم الصعب

هذا الائتلاف الجديد المتكون من نشطاء المجتمع المدني على اختلاف عائلاتهم الفكرية، يوحّدهم الانتماء للثورة ومبادئها وتحقيق أهدافها. دخل التاريخ عبر الأصل السياسي الذي راهن عليه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ألا وهو تأميم الثروات الطبيعية للبلاد وفتح تحقيقات في كيفية التفريط فيها للأجانب بأسعار أقل ما يقال عنها إنها مخجلة وهزيلة تدلّ على أنّ تونس مازالت تحت الوصاية الأجنبية وقرارها الاقتصادي ليس سياديًا.
في سابقة هي الأولى في تاريخ تونس منذ 20 مارس 1956، وكما وعد ناخبيه، أحال ائتلاف الكرامة على البرلمان لائحة تطالب فرنسا بالاعتذار على الفترة الاستعمارية وجرائمها فيها ونهبها خيرات البلاد من اآثار وكنوز رومانية وبذور القمح التونسي الأصيلة، إلى جانب كشف عديد الحقائق منها اغتيال الشهيد الرمز فرحات حشاد ودور فرنسا في استهداف الأمن القومي التونسي بعد نجاح الثورة التونسية إثر فرار المخلوع.

لائحة اعتذار فرنسا أمام البرلمان

هذه اللائحة التي لم يكن أحد يصدق قبل اليوم أن يحاسب البرلمان التونسي فرنسا كما طالب بذلك الشعب ذات يوم عظيم و مشهود في 9 أفريل 1938 ببرلمان تونسي حرّ لتتحقق أمنية الشهداء بعد أكثر من ثمانين سنة ويحاسب الشعب جلاده أمام أنظار العالم بفضل ثورة “البرويطة” التي أهدت تونس الكرامة والحرية.
مما لا شكّ فيه أنّ العلاقات التونسية الفرنسية قبل 9 جوان 2020 ليست هي نفسها بعد 9 جوان 2020 مهما كانت نتيجة تصويت الجلسة العامة على اللائحة، لأن فرنسا تعتبر هذه اللائحة إهانة لها ومسًّا من كبريائها المقدس ولن تسكت على تطاول الشعب التونسي عليها لمعرفة حقيقة جرائمها وهي الآن تخطط بكل الوسائل المتاحة لها لإجهاض ثورة اللائحة عن طريق معسكر الحداثة المغشوشة والرثة والتعيسة التابع لها في تونس والذي هو جاهز للدفاع والذود عن فرنسا والعلم الفرنسي حتى الموت.

“براشوكات فرنسا” وموعد 9 جوان

الآن، “براشوكات فرنسا” والخلايا النائمة التابعة لها كلهم في حالة استنفار وتأهب قصوى يخططون في الغرف المظلمة كيف السبيل للرد على اللائحة وتشويهها عبر الأذرع الإعلامية التابعة لفرنسا حيث قد نسمع كلامًا عن سيف الدين مخلوف كمحامي الإرهابيين وماهر زيد كأمير إحدى الخلايا الإرهابية في جبال الشعانبي ويسري الدالي رئيسًا للجهاز السري وعبد اللطيف العلوي كمؤلف كتاب إدارة التوحش.. إلخ إلخ إلخ
كل الإذاعات والتلفزات والمواقع التابعة لفرنسا في تونس تلقّت الأوامر العاجلة لفتح نيرانها وبدأ القصف العشوائي على كل من يساند أو يدعم ثورة اللائحة و اعتباره عدو فرنسا يجب القضاء عليه .
للأذرع الثقافية دورها كذلك في مواجهة اللائحة التي تطاولت على فرنسا إذ من المؤكد سوف تنعقد الندوات في المراكز الثقافية الفرنسية في تونس للحديث عن الإرهاب و التطرف الديني و دور الإسلام السياسي فيه كعادة ثقافوت فرنسا عندما يضيق عليها الخناق و يهرعون لنجدتها
الأذرع السياسية لفرنسا في تونس لها دورها كذلك و نصيب في الدفاع ولعل أول الغيث لمحناه و لمسناه في استقبال رئيس الحكومة الياس الفخفاخ لمجموعة من شباب الانستغرام المنتمين في أغلبهم للثقافة الباريسية حيث أشعرهم ابن فرنسا الوفي الياس الفخفاخ بخطورة الوضع و أن كرامة و سمعة فرنسا في الميزان و أنه عليهم تشغيل رشاش الانستغرام و استهداف أي طرف يتجرأ على المساس بفرنسا
بقدر شعورنا بالفخر و الاعتزاز و الانتماء لثورة اللائحة بقدر شعورنا بالخوف و القلق نظرًا إلى قذارة المخابرات الفرنسية التي من المؤكد أنها تخطط لأمر دبر بليل مثلما حدث مع جلسة تحصين الثورة التي سقطت في الماء باغتيال الشهيد شكري بلعيد لهذا غير مستبعد أن تسبق جلسة التصويت على اللائحة التي تطالب فرنسا بالاعتذار من تونس عملية أمنية قذرة من تخطيط اليد الحمراء الفرنسية سابقا و المخابرات الفرنسية اليوم الهدف من ورائها إلغاء اللائحة نهائيًا و تجنيب فرنسا الحرج أمام المجتمع الدولي
حفظ الله أمن تونس
المجد العزة للشهداء
لا عاش في تونس من خانها
خالد الهرماسي
Views: 0
Tags
اعتذار فرنسا لتونس الاذرع السياسية لفرنسا تونس فرنسا

Midou

صحافي وتربوي، عمل في عديد الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية منها إيلاف والعرب اليوم وإرم نيوز والشارقة 24 والتقرير وقنطرة.

Related Articles

Leave a ReplyCancel reply

Back to top button