Site icon Barcha News

الفخفاخ.. وحوارُ نُكران الجميل

حوار الفخفاخ على قناة التاسعة

حوار نكران الجميل

الأستاذ خالد الهرماسي

نظرية أنشتاين الشهيرة والتي قال فيها: “الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات ومن ثم انتظار نتائج مختلفة”. كانت هذه خلاصة حوار رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ على قناة التاسعة.
إلياس الفخفاخ الذي ورث عن سلفه يوسف الشاهد كل أدوات ووسائل الفشل أولها الفريق الاتصالي التابع لمجموعة GO JO تحت إشراف الإعلامي الفرنسي إلى حدّ النخاع مراد الزغيدي الذي اختار نفس القناة ونفس الصحفي المبجل لدى يوسف الشاهد بوبكر بن عكاشة لإدارة هذا الحوار sponsorisé على طريقة بروباڤندا صفحات الفيسبوك.
الفخفاخ بالأمس كان من بره إلياس ومن داخل سعيد ومن داخل من داخل يوسف الشاهد في إشارة ورسالة واضحة أن الكواليس والأجواء والإدارة العميقة للقصبة لم تتغير وبقيت دار لقمان على حالها، نفس الأشخاص ونفس السياسة الاتصالية والتواصلية التي تعتمد على البهرج وBla Bla وشريان الشبوك والعنطزة والمزاج الحاد ولغة التهديد والوعيد للطبقات الوسطى والهشة عن طريق سياسة (كول والا طيّر ڤرنك).
حوار الفخفاخ على قناة التاسعة التي أصبحت منذ فترة الشاهد الذراع الإعلامي لسياسات القصبة الفاشلة تبيض وتلمّع كل الأخطاء الكارثية التي مسّت المواطن وكسرت عظامه بعد أن أكلت لحمه.
السيد رئيس الحكومة طيلة الحوار لم يأت بجديد بل كان يعيد علينا نفس الأسطوانة المشروخة ألا وهي تشخيص الأمور التي يعلمها القاصي والداني في غياب برامج واضحة وحلول ناجعة لإنقاذ التونسيين من شبح الفقر الذي يخيم عليهم والذي أصبح بمثابة الخطر الداهم يهدد جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية في البلاد.
كالعادة سي إلياس وأمثاله، الحل الأسهل لديهم هو “الحمار القصيّر” الموظف البسيط الذي يسهل الضغط عليه بالضرائب والقطع المباشر من الأجر الشهري والحد من الأمان الاجتماعي لديه بضرب صناديق الضمان الاجتماعي ومزيد تفقيره وتجويعه تحت غطاء التضحية الوطنية وكل تلك اللغة الخشبية التي ملّها الشعب وملأ خزائنه منها كلامًا كله زيف وبهتان.
المواطن المسكين الزوالي الذي أصلا هو يتنفس اصطناعيا وسط هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة والتضخم المالي المرعب الذي جعل الأسعار تفوق ما هو موجود في عدة عواصم عالمية لم يعد قادرًا على التحمل لأنه أصبح تحت خط الفقر والزنقة وقفت للهارب.
كلام رئيس الحكومة على قناة الحكومة كان كله نكران الجميل في حق الشعب الذي ضح بالغالي والنفيس من أجل الوطن بعيدا عن اللغة الخشبية فكان الجزاء مزيدًا من الفقر والتهميش و الحڤرة والعنطزة والنرجسية والأنا والتعامل معه بطريقة فوقية كلها غرور وقلة احترام تصل إلى الوقاحة السياسية أحيانًا.
إلياس الفخفاخ الذي همش وتناسى الأبطال الحقيقيين في معركتنا ضد الكورونا ليستقبل ويكرّم بائعات الانستغرام كأنه رئيس مؤسسة تسويق مواد تجميل ودور أزياء لماركات عالمية شهيرة.
نحن لسنا في وارد إعطاء الدروس، لكن يا سيدي رئيس الحكومة بهكذا سياسات قد توفر لنفسك كل حظوظ الفشل في أسرع وقت ولربما سقوط الحكومة التي ككل التونسيين نتمنى نجاحها لكن وللأسف الشديد حكومتكم لم تعد في حاجة لمعارضة تسقطها فهي التي بصدد إسقاط نفسها بنفسها.
حوار الفخفاخ الذي كان على طريقة One two حيث أنّ بوبكر بن عكاشة “يتحّي” والسيد رئيس الحكومة “يزكّي” أثبت أن النجاح والفشل لا ينتظران 100 بوم للتقييم وأنّ كل بوادر فشل الفخفاخ لاحت وبانت لمن يقرأ ويحلل الأمور بعمق بعيدًا عن العاطفة والاصطفاف.
وهذه نتيجة اختيار من فشل في الاستحقاق الرئاسي والتشريعي بمعدل تحت الصفر في انقلاب سريالي للمشهد السياسي في تونس الذي أصبح فيه حزب التكتل صاحب الصفر مقعد في البرلمان يترأس الحكومة عبر مرشحه للانتخابات الرئاسية الحاصل على معدل 0,5% من الأصوات في ظاهرة يصعب على أمهر أساتذة العلوم السياسية تفكيكها وتحليلها!!!.
كل خيارات وسياسات رئيس الحكومة الكارثية يتحملها رئيس الجمهورية قيس سعيد بوصفه هو الذي اختاره كشخصية أقدر لترؤس الإدارة والحكومة في فخ وقع فيه رئيس الجمهورية نظرًا لنقص التجربة السياسية لديه.
في أول إطلالة له على القصبة TV شهرت قناة التاسعة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أعلن أنه امتداد للفشل وحكومة المصالح و اللوبيات المتنفذة ولا علاقة له بالعائلة الديمقراطية الاجتماعية كما يدّعي دائمًا.
فكل الدلائل والمؤشرات تؤكد أنه رأس مال متوحش يكنّ العداء السياسي للمواطن الذي هو رأس مال الدولة.
أمام قيس سعيد خيارين لا ثالث لهما، إما إصلاح خطأ تعيين فاشل بامتياز لإدارة الحكومة أو تحمّل المسؤولية ودفع الفاتورة باهظة جدا سياسيًا.
وقد يكون إصلاح الخطأ ليس ضرورة عن طريق إعفاء رئيس الحكومة الفخفاخ من مهامه بل ممكن جدا بتغيير السياسات والرؤية الإستراتيجية بالعودة إلى حكومة قوية وعادلة تجمع بين رأس المال الذي هو أساس الاقتصاد والاجتماعي الذي هو المحرك ودينامو التنمية والنمو أي أن تكون لنا حكومة رأس مال اجتماعي تتماشى وتتناسق مع شعار الشعب يريد..
نقطة.. ارجع للسطر.
(المقال لا يعبّر إلّا عن رأي كاتبه)
Views: 0
Exit mobile version