كلّ الدّول تبجّل “العلماء” إلّا تونس..
الأستاذ نصر الدين السويلمي
لعبت جبهة الانّقاذ المصريّة الأدوار الحاسمة في مصر حين أسهمت في إسقاط الشرعيّة وأجهزت على ثورة 25 يناير وسلّمت السّلطة إلى الثكنات بعد أن كانت عند النياشين المدنيّة! نصف نصف..
أيضا لعبت حركة تمرّد في مصر الأدوار المهمّة في انتزاع السّلطة من المدنيّين وتقديمها إلى العسكريّين وتمّ تكريم عناصرها على ذلك لدى القيادة الفرعيّة في مصر ثمّ بدرجة أكبر لدى القيادة المركزيّة في أبو ظبي..
ثمّ تمّ تكريم حزب النّور ومداخلة رسلان أوّلا لمّا لعبوا الأدوار المهمّة في إخضاع المساجد للخطاب العسكري الانّقلابي، وثانيا لما نالهم ما نالهم من عطايا بن زايد وبن سلمان جزاء صنيعهم.
أمّا في تونس فيختلف الأمر، ذهبت جبهة الإنقاذ بخيبتها، وخابت عناصرها ورموزها، وتمكّن شيخ التسعين من الضّحك عليهم، حين ارتشف الأضواء وحين اعتلى المنصّة السّياديّة الأولى في البلاد وحين راوغ الثّورة المضادّة وسفّه أحلام الغلام الأرعن، وسجّل اسمه في مسيرة الانتقال الديمقراطي كعامل تهدئة وليس كعامل توتّر، فيما التحقت ذيول الإنقاذ بقائمة الخونة.
ثمّ لا حديث عن تمرّد تونس التي كانت أقرب إلى النّكتة أو المهزلة أو المزحة الثقيلة، أو الحمل الكاذب، طُمرت قبل أن تلد، بل طُمرت حين فكّر مرزوق ودبّر فاختار البرنس ليشرف على سبي تونس وبيعها لغلمان زايد! فلم ينالوا من تونس ونالوا العار الوفير.
ثمّ والأنكى أنّ المجهودات التي بذلها “دعاة وعلماء” تونس ذهبت سُدًى، فلا هم أسهموا في مدّ يد المساعدة لمحور الشّر، ولا نالوا بعض العطايا جرّاء شرف المحاولة أو خزي المحاولة… نجح رسلان ونجح عمرو خالد ونجح ياسر برهامي ونجحت قافلة طويلة من العمائم في التهديم ومن ثمّ القبض، إلّا في تونس فليس غير الخيبة لهذه الكوابيس أو الكبابيس، لا هم أفلحوا في مهامهم الخبيثة ولا قبضوا جرّاء المحاولة، لم يفوزوا بغير لعنات الثّورة.
في الشّرق العربي، ينجح تاجر الكلمة وتاجر السّياسة وتاجر الخيانة وتاجر الدّين، بينما في تونس يحصدون الفشل يصبحون ويمسون عليه.. بلاد موعودة للأحرار، بلاد تحسن تنفي الخبث عن نفسها..
Views: 0