هاو علاش يفتّشوا على مؤتمر إنقاذ..
نصر الدين السويلمي
من قناة إلى قناة، ومن إذاعة إلى أخرى يطوف محسن مرزوق بمشروعه الذي حشد إليه بعض الأحزاب المتواجدة خارج حسابات الناخب التونسي.
يطرح مرزوق رؤية أقرب إلى ما سبق وطرحه بعد نتائج المجلس الوطني التأسيسي، حينها أعلن عن بعث مجلس تأسيسي مواز يهدف إلى مشاغبة المجلس الرسمي أو سحب البساط من تحته.
ثمّ أعاد الكرّة بطرق أخرى وظلّ كذلك إلى حدود 2014 أين مكّنه الباجي من أعلى المناصب فتقلّدها ثمّ شرع في سحب البساط من تحت الرجل الذي حمله إلى قصر قرطاج ومكّن له في حزب نداء تونس، تقدّم على الجميع في نداء تونس وأراد أن يتقدّم حتى على الباجي فأجهز عليه جشعه لينتهي به المقام في سوق الخردة الحزبيّة.
ثمّ ها هو يعود اليوم للبحث عن مكان آخر من خارج اللعبة الديمقراطيّة، من خارج الصناديق والدستور ومن خارج التجربة برمّتها، قال إنّها جبهة إنقاذ يريد أن ينقذ بها تونس!!! كيف للفشل أن يمارس مهمّة الإنقاذ وكيف لمن استلم النداء بــ 87 نائبا فانتهى به إلى 2 من النواب، كيف له أن ينقذ بلادا من منظومة منتخبة تحاول تصريف أعباء الانتقال الديمقراطي، تخطئ وتصيب. تتعثّر وتستقيم كما كلّ التجارب الفتية!.
لماذا يدفع محسن مرزوق بحلول من خارج الصندوق؟ ببساطة لأنّه رائد الحلول من خارج الصندوق، هو من ابتدع المجلس التأسيسي الموازي، وهو من حشد لإسقاط صندوق 2011 ، وهو من انتحل صفة وزير خارجيّة في مكان البكوش، وهو من أراد أن ينتحل صفة رئيس عوض السبسي وفشل وانتهى به المقام في مستشفى منوبة للأمراض السياسيّة.
لنتفق أنّ جبهات الإنقاذ ومشاريع الإنقاذ والتحشيد النخبوي وتكتّلات مراكز القوى.. لا دخل لها بمعالجة أزمات الحكم إن هي استفحلت في نظم ديمقراطيّة، وحدها الانتخابات المبكّرة من تحلّ المشاكل العويصة، ذلك هو شعار الديمقراطيّة الكبير، إذا اختلفتم في شيء وتنازعتم وخشيتم أن يذهب ريحكم فردّوا الأمر إلى الصناديق في دورة استثنائيّة، أمّا الذهاب إلى الحلول من خارج نظام الحكم ومنظومته الانتخابيّة فتلك عمليّة حقيرة تهدف إلى إرهاق العمليّة الديمقراطيّة وتقديم إشارات بأنّ تونس تعيش مرحلة تأرجح ينسحب عليها كلّ شيء بما فيه مؤتمر الإنقاذ وجبهة الإنقاذ والبيان الأوّل والتصعيد الثوري وحكم النخبة ومرحلة انتقاليّة ودولة أمنيّة ودولة عسكريّة… تلك إشارت تخذل الداخل وتلبّي رغبة إقليميّة تدفع بيادقها إلى التشكيك في المنجز الديمقراطي التونسي.
مؤتمر إنقاذ مرزوق، هو عربدة عبير في المجلس، هو نفسه اعتصام بن حليمة الكراكوزي وهو أيضا اعتصام المسدي أو حائط المبكى الفاطمي، كلّها أدوات تبحث عن حلول من خارج الصندوق.
إذًا، بغضّ النّظر عن وزن عبير الديكي ووزن مرزوق الذبابي ووزن بن حليمة النّاموسي ووزن المسدي القملي ووزن الورفلي السيباني ووزن قفراش الهيبوشي ووزن الهنتاتي البكتيري.. بغض النّظر عن ذلك، فإنّ كلّ تلك الأوزان، والأخرى الخفيفة والمتوسّطة والنصف ثقيلة والثقيلة، إذا ما أرادوا التغيير في غير المناسبات الانتخابيّة التقليديّة، ليس أمامهم غير التحشيد لانتخابات مبكّرة.
وإن رفضوا نهج الصناديق وأصرّوا وكابروا، فقد وجب الاحتياط منهم وليس الجزع منهم! فلن يرتقي حمضهم إلى مستوى الورم، إنّهم ليسوا غير بثور منغّصة، على الجسم أن يتعايش معها.. أيْ نعم يُقلق الثالول، لكنّه لن ينال من الأجسام التي طلبت العلى، ثمّ تسلحت وتوكّلت..
Views: 0