Site icon Barcha News

انتخابات أكتوبر 2019، هل جرت بعيدًا عن الأصابع الفرنسية؟

العلاقات التونسية الفرنسية

أكد أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية، الدكتور محمد صيف الله أنّ تونس لا يمكنها أن تتحرك بعيدا عن مكاتب الإيليزي، أو مكاتب الدائرة 20 بباريس.

وتساءل بعد أن عدّد مجموعة من المؤشرات التي تؤكد صحة كلامه “انتخابات أكتوبر 2019، هل جرت بعيدًا عن الأصابع الفرنسية؟”.

ما يلاحظ كذلك في تدوينة الدكتور محمد ضيف الله أنه أكد أنها التدوينة الأخيرة، ولا ندري السبب وراء ذلك “بالتأكيد هو آخر نص أكتبه على هذا الفضاء الأزرق”.

ووجدت هذه التدوينة تفاعلًا كبيرًا من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الذين أيّدوه ودعّموا رأيه، بل أضافوا مؤشرات أخرى تؤكد صحة ما ذهب إليه.

وهذه تدوينة ضيف الله التي اختار لها عنوان “موجعٌ”: ”

مُوجع..

بالتأكيد هو آخر نص أكتبه على هذا الفضاء الأزرق.
فرنسا.. التي بلادنا حديقة خلفية لها بحكم التاريخ ليس الاستعماري فقط وإنما قبله على الأقل بثلاثة قرون، نكون واهمين لو اعتقدنا أننا تحررنا منها بين عشية وضحاها، أو أنها تتعامل معنا على قدم المساواة، يصح هذا لو تغيرت الجغرافيا التونسية أو الجغرافيا الفرنسية.
نعم نتوهم لو اعتقدنا أنه بإمكاننا أن نتحرك بعيدا عن فرنسا أو رغما عنها، أو بعيدا عن مكاتب الإيليزي، أو مكاتب الدائرة 20 بباريس. يمكن لفرنسا أن تتخلى أو تجبر عن التخلي عن بلدان أبعد عن جغرافيتها، حتى في إفريقيا، أما تونس فالأمر مختلف.
أستطيع أن أعطيكم ألف مؤشر ومؤشر، دون أن أذكر خلال ذلك السفير الفرنسي.
تتذكرون وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليوت-ماري (Michèle Alliot-Marie) يوم 14 جانفي 2011، وإرسال القنابل المسيلة للدموع دعما للمخلوع في الدقيقة الأخيرة. وفاء؟ لا، وإنما لأن الأمر في حديقة القصر.
تتذكرون صورة الرباعي الراعي للحوار مع الرئيس الفرنسي، وهم كالتلاميذ النجباء. ما دخل فرنسا حتى تستدعيهم، وتمنحهم الليجيون دونور أعلى وسام فرنسي، هل هناك أوضح من ذلك لمدى التحكم الفرنسي في ما يجري في الحديقة التونسية؟.
وقبل ذلك، التوافق بين الشيخين، ما معنى أن يتم في باريس؟ معناها أن فرنسا لا دخل لها في ما يجري في تونس؟
أستطيع أن أعطيكم ألف مؤشر ومؤشر كما قلت، وصولا إلى التساؤل فقط عن انتخابات أكتوبر 2019، هل جرت بعيدا عن الأصابع الفرنسية؟ لا يمكن أن تكون كذلك؟.
إذن، من كان في المضمار رهان الدائرة 20؟ الرابحون بطبيعة الحال. البقية تفاصيل، يبقى فقط ملء الفراغات.
وما جرى في الجدل حول تشكيل الحكومة، نفس الشيء، وصولا إلى الفخفاخ الذي ينحدر -وليس الأمر بالصدفة- من حزب -نخفف هنا- له علاقات متينة جدا بفرنسا. واقترحه حزب من نفس القياس تقريبا…
فهمت كل ذلك من خلال زيارة قيس سعيد إلى فرنسا.
*كم أتمنى أن يكون ذلك خاطئا”.
محمد ضيف الله والعلاقات التونسية الفرنسية

العلاقات التونسية الفرنسية

تعددت التفاعلات فتجاوت الستين تدوينة. وكتب الدكتور نور الدين العلوي: “الوعي بهذا الشقاء التاريخي ينتج عندي شخصيا حالة احباط لان الواقعية عدوة الاحلام واذا كان لنا هامش احلام منذ الثورة فلاننا اردنا ان نحلم ولكن كل يوم نتلقة ضرب للاستفاقة والعودة الى الوعي بهذا الشقاء ….ما احلامنا الفردية الا مرهما على سرطان التاريخ في دمائنا ..يا صديقي ….. اعرف ان تعليقي عاطفي على تحليل عقلاني ولكن …خارج هذا الحم يحسن بالمرء ان يضم فمه..”.
نور الدين العلوي
أما زبير المولهي فكتب: “للأسف الشديد لستَ مخطئا صديقي العزيز !
هذه معاينة واقعية وقراءة صحيحة ونحن في مهبّ رياحها وبين أمواجها المتلاطمة غير قادرين حتّى على الوقوف على أرجلنا فما بالك بالتقدّم والتوجّه نحو المخرج… شيء محبِط حقّا… والأكثر منه إحباطا أنّ الذي يأتي عبر الصناديق واعدا عكس ذلك، نجده يدفعنا بضراوة أكثر نحو عين الإعصار !!!”.
زبير المولهي
بدوره، دوّن الأستاذ زهير إسماعيل: “يبدو أنّ شروط الارتهان الداخلي والخارجي بلا ضفاف…فهل نقول إنّ لشبيبة الانتفاض المواطني شرفَ المحاولة…ربّما.
نجاحهم في مواجهة فرنسا التي كانت تشحن يوم 13 جانفي 2011 معدات لقمع المنتفضين، بطرد رأس السلطة يوم 14 إنجاز سياسي غير بسيط في تاريخ البلاد…وإن كان مسار تنزيله من قبل الطبقة السياسيّة التقليديّة، وها نحن نعيش بعضا من فصوله، يثير ما هو أقوى من الإحباط.
التحرّر إمكان تاريخي له صوره في التجربة، بل لعلّه الحافز الأبعد في النفس والأكثر توجيها لهذا المجهول المُسمى تاريخًا..”.
Views: 0
Exit mobile version