كشفت الإعلامية ومقدمة برنامج “فهوة عربي” الذي يبث على القناة الوطنية التونسية الأولى، إنصاف اليحياوي، أنها سجلت حوارا مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في جويلية 2013، ولكن تمّ فسخه من الأرشيف.
وأضافت اليحياوي على أمواج إذاعة “جوهرة أف أم” أنّ اللقاء الذي تمّ تصويره، لم يبثّ على القناة الوطنية الأولى، مشيرة إلى أنه تم تأجيله إلى أجل غير مسمّى.
وأكدت الإعلامية اليحياوي أنها سألت عن الحصة بعد ذلك حتى يتمّ بثها، ولكنها لم تجد إجابة مقنعة حيث تمّ صنصرة اللقاء ورفض بثّه من قناة وطنية هي على ملك جميع التونسيين دون استثناء.
وكشفت في حديثها بأنّ الشريط الذي تمّ تسجيلها مع راشد الغنوشي تمّ فسخه، وسجل على نفس الشريط برنامج آخر.
هذه ليست سوى واحدة من الجرائم التي يرتكبها إعلام العار في قناة وطنية عمومية، فكيف يسمح من قام بإتلاف الشريط المسجّل أن يقوم بالتسجيل عليه، ومن رفض أصلًا بثّ الحصة، وهو ما يؤكد أنّ القلوب المريضة لن تسمح لتونس بأن تخرج من الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تتخبط فيها.
واعتبر الأستاذ نصر الدين السويلمي بأنّ ما حصل “جريمة في القناة الوطنية”، مضيفًا في تدوينة له: “أكدت المنشّطة التونسية بالقناة الوطنية الاولى انصاف اليحياوي، أنها كانت قد أجرت سنة 2013 حوارا مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وتم تأجيله لموعد غير معلوم ثم لم يبث، وعندما سألت عنه لاحقا اكتشفت أنهم قاموا بفسخ الشريط وصوروا مكانه حصة أخرى!”.
وأضاف السويلمي: “تلك عملية انتهاك سافرة، والانتهاك هنا لا يتعلق بالغنوشي فالرجل خالط الأحداث الجسام وخالطته حتى شيبته، إنما يتعلق بالأرشيف والتاريخ، والذاكرة التي ستصبح على ذمة الأجيال وستستعملها تونس 2050 وتونس 2200 وتونس إلى يوم الدين، هذه المواد خاصة بالأجيال القادمة وبصفحات التاريخ وعلى ذمة البحوث، لا يهم من هو ومن هي ومن كان ومن كانوا.. فالدول الراشدة ومؤسساتها الواعية المحترفة تجمع تراث الأنبياء كما تجمع تراث الاشقياء المشهورين، تؤرشف الوثائق والاشرطة المتعلقة بكبار المصلحين كما كبار المفسدين كما كبار المجرمين”.
وذكّر بالقول: “هل يعلم هؤلاء أن إيطاليا وفي بداية الالفية الثانية رصدت مبالغ كبيرة لشراء بعض الوثائق الخاصة بموسوليني! هل كانت تحتفي به! هل كانت تعد لإدانته! ابدا.. بل كانت تحفظ التاريخ بأمانة، وبلا تمييز، هي توفر للجيل الحالي وخاصة للأجيال القادمة وثائق متعلقة بالمافيا كما بموسوليني كما بجاليليو..”.
وتساءل في استنكار: “كيف سوّلت لهؤلاء المجرمين فسخ حلقة كاملة وطويلة لواحد من أهم المعارضين لبورقيبة وبن علي وأحد ركائز التجربة التونسية منذ 2011 إلى اليوم!؟.
وكم من شريط ووثيقة ودراسات وحوارات تم إتلافها بدافع الحقد الإيديولوجي الأعمى، بل الى أي حد تعرض الأرشيف إلى عمليات غربلة إجرامية وخضع للتوثيق الاستئصالي والتمييز التأْريخي؟!.
كيف تطور فيروس العبث المؤدلج من مرض إلى وباء الى جائحة،
كيف انتقل من التشويه والتدمير السياسي إلى إتلاف الأرشيف شماتة!!! شماتة في من؟!
لقد شمتّم في الخزينة التونسية، في المدوّنة، في الذاكرة، في مادة مرئية يحتاجها في المستقبل المؤرخ النزيه والشامت والمنحاز والمتحامل والمتجرد…
لقد شبعوا بالإجرام في حقّ الحاضر، فانقلبوا يجرمون في حق التاريخ”.