أكد الناطق الرسمي باسم النادي الإفريقي، الأستاذ كمال بن خليل أنّ النادي الإفريقي لم يوافق أبدًا على أن تحلّ اللجنة الأولمبية التونسية مكان الجامعة التونسية لكرة القدم في إكمال المسار الانتخابي للنادي الإفريقي.
وأضاف الأستاذ بن خليل في تدخّل له في “سبور إكسبرس” على قناة موزاييك أف أم: “نحن في النادي الإفريقي لسنا مسؤولين على عدم فهم البعض للقانون”، مفيدًا بأنّ “هذه القضية لم نسمع بها، حيث لم تتمّ دعوة النادي الإفريقي مثلما سبق أنه لم تتمّ دعوتنا في القضية الأولى”.
وشرح موقف النادي الإفريقي بالقول: “يبدو أنّ البعض فهم أنّ نسخنا للعريضة اعتبارًا للتداخل هو قبول بما جاء على لسانهم..”، مؤكدًا “نحن لم نوافق، ولن نوافق على ذلك”.
وقال الأستاذ بن خليل: “بالنسبة لنا، فالمسار الانتخابي قد انتهى، والملف أغلق ودخل طيّ التاريخ، لأن القانون الأساسي للنادي الإفريقي واضح..”.
وأضاف “هي قضية لا أساس قانونيّ لها، وأكبر دليل على ذلك، أنّ العريضة لا تتضمن أيّ فصل قانونيّ، وهي أقرب إلى موضوع إنشاء..”.
واستغرب الأستاذ كمال بن خليل من موقف اللجنة الأولمبية التونسية التي تبنّت المسار الانتخابي من خلال وثيقة في الملف بينما ليس لها الحق في ذلك، لا قانونًا ولا منطقًا، لأنّ القانون الأساسي يمنعها، فهي تشرف على مسار انتخاب الجامعات، متى كان قانونها الأساسي يسمح بذلك، وليس الجمعيات من ذلك أنه لا يمكن أن تشرف على انتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم.
وتساءل بن خليل: “أين كانت اللجنة الأولمبية لما كان النادي الإفريقي يعاني من الديون والقضايا التي كاذت ترمي به في قسم آخر”، مشيرًا إلى أنه “لم نسمع لها صوتًا”.
وأضاف: “عندما بدأت الأمور تنفرج في النادي الإفريقي، كنا ننتظر أن يجتمع أبناء النادي الإفريقي جميعًا، في موسم المائوية، ولكن العكس هو الذي حصل، حيث بدأنا نبحث عن المشاكل وكسر الاستقرار”.
وحول الأسباب التي جعلت اللجنة الأولمبية تتدخل في هذا الموضوع الآن، قال بن خليل: “اللجنة الأولمبية التونسية في عداء مع الجامعة التونسية لكرة القدم، وهو ما عمل على استغلاله البعض، من خلال محاولة الاستيلاء على مسار لا وجود له أصلًا”.
وأضاف الناطق الرسمي باسم النادي الإفريقي “اللجنة الأولمبية تحاول أن تستغل النادي الإفريقي في خصومتها مع جامعة كرة القدم، ونادينا لن يسمح بذلك..”.
وقال الأستاذ بن خليل: “إنه من العيب أن يحدث هذا، خاصة وأنه ممن يعتبرون أنفسهم من أحباء النادي الإفريقي”، مضيفًا أنهم يشوّشون على النادي في الوقت الذي بدأ النادي الإفريقي يعرف الاستقرار في موسم المائوية.
وعلى جمهور النادي الإفريقي أن يعرف جيدًا ما يُحاك لفريقه في الوقت الذي يتطلب السعي الجماعي للدفع عن الاستقرار التام وعودة الهيبة والوقار إلى النادي الإفريقي وهو يتحتفل بمرور 100 عام على تأسيسه.
وكان الأستاذ أحمد التونسي وعدد من المحامين رفعوا شكوى إلى المحكمة الإدارية للطعن في قرار الهيئة المستقلة للانتخابات بالمكتب الجامعي لكرة القدم، مطالبين بإعادة فتح باب الترشحات للجلسة العامة الانتخابية.
ونشر التونسي “بلاغًا للرأي العام” جاء فيه أنه “تمّ تأخير القضية الجديدة التي موضوعها “إحلال اللجنة الوطنية الأولمبية محلّ الجامعة التونسية لكرة القدم في إكمال المسار الانتخابي للنادي الإفريقي طبق قانونها الأساسي وطبق نص الحكم الذي لم تذعن له الجامعة” إلى يوم الجمعة 30 أكتوبر 2020 بعد تقديم الجامعة لجوابها و لإعداد الردّ من طرفنا”.
ويبدو من خلال هذا البلاغ أنّ الأستاذ أحمد التونسي ومن معه يريدون فقط إحلال اللجنة الوطنية الأولمبية مكان الجامعة التونسية لكرة القدم في “إكمال المسار الانتخابي للنادي الإفريقي”، الذي انتهى أصلًا من الناحية القانونية منذ أكثر من شهرين، حيث لم تتقدم أيّ قائمة للانتخابات، لا يريدون إلا “التشويش” على مسيرة واستقرار النادي الإفريقي في موسم المائوية الذي يطمح فيه الحصول على ألقاب، والأهم من الألقاب هو الاستقرار وعودة النادي إلى مساره الطبيعي بعيدًا عن الخطايا والقضايا التي لا تنتهي.
لا يخفى على أحد أنّ هذا الإصرار يجلب الرّيبة في موقف “أحباء” النادي الإفريقي الذين يعرفون أنّ رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس الجامعة على خلاف، وبالتالي يجب الضغط على الجريء من أجل فكّ الارتباط بخصوص برئيس النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي حتى يبقى وحيدًا في ظلّ غياب غير مبرّر لمن يُقال لهم “كبار النادي”، ومن أجل مزيد الضغط على الجريء في موضع هلال الشابة.
ويتّهم الأستاذ التونسي في بلاغه الجريء واليونسي بالتواطؤ للإجهاز على النادي الإفريقي “نعتقد أنها (الجامعة) بلغت في موقفها حد الاعتقاد من قبلنا ومن قبل الرأي العام في تورطها مع الهيئة المنحلة في أمور مريبة تخشى كشفها.. أصبح من الثابت التواطؤ بين الطرفين للإجهاز على النادي لغايات مجهولة..”.
على جماهير النادي الإفريقي أن تعرف جيدًا أنّ ناديها أصبح مطيّةً مُستباحةً أمام الجميع لبلوغ مآرب شخصية، في الوقت الذي بات فيه النادي أقرب من أيٍّ وقتٍ مضى منذ سنوات، للعودة إلى السّكّة السليمة، وإلى مسار الانتصارات والبطولات، بعيدًا عن الشخصنة.
وجمهور النادي الإفريقي لا يهتمّ كثيرًا باسم الرئيس، كائنًا من كان، بقدر اهتمامه باستقرار ناديه، وعودته إلى ذلك الصيت، وتلك الصلابة والقوة التي عُرف بها بين الأندية العربية والإفريقية.
تبدو الأمور صعبةً، ولكننا بدأنا نبصر ضوءًا في آخر النفق، فليكن “الأفارقة” جميعهم في صفٍّ واحدٍ وراء ناديهم، نقف مع الهيئة الحالية وندعمها، لمصلحة نادي الشعب، حتى تكمل دورتها القانونية، ثم نحاسبها، بالبقاء أو بالخروج.
الآن، وفي هذا الوقت بالذات، والموسم الرياضي على الأبوب، لا مجال للمشاحنات، والشكاوى التي لن تزيد النادي الإفريقي إلا تشتّتًا، وفوضى. وتزيد من جراحه، وتقتل فيه تلك الهيبة التي ميزته عن الفرق الأخرى، هذه التي أصبحت تتطاول عليه الآن في كل مناسبة..
وكلّ من يصرّ على ذلك، فأمره مُريبٌ..