يمثل عقد الاستشهار السعودي من خلال تسلّم مقاليد الإشراف على مركز تكوين الشبان للنادي الإفريقي خطرًا على نادي الشعب واستقراره.
ورغم أنّ الهيئة المديرة للنادي الإفريقي لم تفصح عن تراتيب هذا العقد الاستشهاري لشركة سعودية فإنّ موقع نسمة سبور أكد أنّ هيئة نادي باب الجديد تتهيّأ لإمضاء عقد استشهار مع شركة سعودية ستقوم بالإشراف على مركز تكوين الشبان لنادي الشعب.
وأضاف ذات المصدر أنّ المستثمر السعودي سيقوم بانتداب مدير فنّيٍّ أجنبي للإشراف على المقاليد الفنية للأكاديمية.
وفي تفاصيل أخرى، تهمّ ذات الاتفاق مع المسشتهر السعودي، فإنّ النادي الإفريقي سيستفيد من خلال العقد بمبلغ 600 ألف دينار سنويًا، ولمدة 5 سنوات، إلى جانب خلاص أجور مدرّبي الشبان.
ومقابل ذلك سيقوم المستشهر السعودي بإنشاء مركز تكوين شبان في جميع الولايات التونسية باسم النادي الإفريقي (23)، الذي تبقى له أولوية انتداب الشبان من المراكز الجهوية في مختلف الولايات.
ويبدو أنّ هذا العقد للمستشهر السعودي غير بريء، حيث لم يتمّ التفكير في النادي الإفريقي إلا بعد أن أبرم النادي عقدًا مع الخطوط القطرية، وربما قريبًا مع البنك القطري.
لماذا اختارت الشركة السعودية النادي الإفريقي؟
هنا تحركت السعودية، وهي المنافس الأول للجانب القطري بعد الخصام القائم بينهما منذ سنوات، وهو دو توجّه سياسي أساسًا، ويبدو أنها نجحت في استمالة النادي الإفريقي الذي أبرم معه القطريون عقدا استشهاريًا، لتتحوّل المعركة بينهما من معارك سياسية إلى معارك رياضية في تونس، ثم يكون المجال سهلًا للولوج إلى عالم السياسة التونسية، والتأثير فيها لطرف دون آخر، في مواجهة ضدّية للجانب القطري، خاصة وأنّ للنادي الإفريقي جماهير غفيرة وفاعلة على عكس النوادي الأخرى.
وهذا هو السبب الحقيقي لاختيار النادي الإفريقي دون غيره، حيث كان بالإمكان، مثلا، إبرام هذا العقد مع أحد النوادي الكبرى الأخرى، والتي تحقق نتائج أفضل من النادي الإفريقي حاليًا.
في تونس، هناك تدخّل إماراتي مكشوف، وبالرغم من أنّ الإمارات تسعى بقوة إلى محاربة قطر من خلال تونس، فإنها لا يمكن أن تبرم بعقد استشهار مع أحد النوادي لأنّ الشعب التونسي كله سيرفض ذلك، وبالتالي فقد تم الاختيار على شركة سعودية لتتفاوض مع هيئة النادي الإفريقي المحتاجة إلى المال، وتقبل، مبدئيًا،بحسب نسمة سبور، بإبرام العقد الذي يبدو في الظاهر أنه يخدم النادي الإفريقي ومستقبله لكنه في الواقع ليس الهدف رياضيًا، بل سياسيًا، من خلال استعمال النادي الإفريقي، والانطلاق من شعبيته القوية في جميع الجهات، لتكون السعودية حاضرة في كل مكان، ويسهل عليها بالتالي أن تصل إلى ما تريد.
خطر على النادي الإفريقي وتونس
ولو سبق عقد الاستشهار السعودي، العقد القطري، لكان الأمر عاديًا، ولكن عندما يأتي الآن، فإنه لن يكون أبدًا في صالح النادي الإفريقي، وتونس، على المدى المتوسط، والبعيد، بل لتحويل الصراع بين السعودية والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، من الخليج إلى تونس، وبالتالي فيه خطر كبير على مستقبل النادي الإفريقي، ومستقبل تونس..
إذا أراد السعوديون فعلا مزيد الاستثمار في تونس، ومساعدتها على النهوض الاقتصادي، فعليهم التوجّه إلى القطاعات الفلاحية والصناعية والصحية والتربوية، وغيرها، بعيدًا عن تحويل معركتهم مع قطر إلى تونس.
زوروا صفحتنا على “فيسبوك” واشتركوا في “برشة نيوز” ( barchanews)