قدّم شبان النادي الإفريقي يوم أمس في لقائهم ضد النجم الساحلي بملعب حمادي العقربي برادس مستوى جيّدًا يبعث على التفاؤل بمستقبل النادي الإفريقي.
ولئن أبدى الجميع تفاؤله من جمهور وفنيين بتطور مستوى بعض اللاعبين فإنّ البعض الآخر مازال يحتاج إلى مزيد العمل، ومزيد الوقت للتأقلم والوعي بأنه يلعب في صفوف فريق أكابر النادي الإفريقي.
ويُشكر اللاعبون الشبان على ما قدموه من مستوى جيد وتركيز كبير خلال كامل ردهات المباراة، وهو ما لاحظناه كذلك في لقاء بنزرت ضد النادي البنزرتي، حيث يعود اللاعبون من جديد في النتيجة، وكانوا قادرين يوم أمس على الخروج بنتيجة اللقاء لولا أخطاء الحكم مجدي الحاج علي من جهة، وخبرة الحارس البلبولي من جهة ثانية.
وقدم الحارس عاطف الدخيلي مستوى جيدًا، وأفضل من المباريات السابقة وخاصة لقاءيْ القيروان وصفاقس، ولم يرتكب أخطاء. وربما يعود ذلك إلى المستوى الجيد الذي قدمه الشاب أسامة الحنزولي خلال غياب الدخيلي، وهو ما جعل هذا الأخير يتخوّف من فقدان مكانه الأساسي في تشكيلة النادي الإفريقي.
في خط الدفاع، لم يختلف الأمر كثيرًا عن مباراة بنزرت، حيث ظهر الاستقرار في وسط الدفاع بين سامي الهمامي وغازي عبد الرزاق، وقدم هذا الثنائي مستوى جيدًا، وكانا في مستوى المباراة.
وحاول سامي الهمامي في الخط الأمامي من خلال محاولة التسجيل والاعتماد على طول قامته، وكان كذلك ثابتًا في مجمل تدخلاته حتى إصابته وخروجه قبل نهاية المباراة.
أما بالنسبة للظهيرين، فقد قدم محمد أمين بوزغادة مستوى طيبًا، بالرغم من أننا مازلنا ننتظر منه صلابة أكبر على المستوى الدفاعي، ومساعدة متواصلة لخط الهجوم.
وتواصل تذبذب أداء الظهير الأيمن عزيز الرزقي خاصة في جانبه الدفاعي، بالرغم من أنه أفضل على المستوى الهجومي، ولكنه يجب أن يعمل أكثر على مستوى دقة التمريرات وخلق التفوق العددي في منطقة المنافس.
وأدى لاعبو وسط الميدان دورهم على أحسن ما يرام، وقدم رودريغ كوسي مستوى جيدًا سواء في مركزه الأول في وسط الميدان وقطع الكرات من المنافس، أو كذلك عندما أدى الدور الدفاعي مكان سامي الهمامي، في وسط الدفاع، ما ينقصه فقط هو التركيز في الاستفادة من الكرات التي يقطعها من المنافس، ودقة التمرير، في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب.
وتحسن مستوى الشاب القائد الجديد خليل القصاب الذي تحرك كثيرا، وكان أفضل من المباريات السابقة، وتمكن من تسجيل هدف التعادل.
وننتظر الكثير من خليل القصاب، والعودة إلى المستوى الذي شاهدناه عليه خلال الموسم الفارط، بل عليه أن يتطور. وبالتالي على لطفي الرويسي أن يقترب منه أكثر ويعمل على تأطيره على المستوى النفسي والذهني. وقد يكون الهدف الذي سجله في شباك النجم الساحلي له تأثير معنوي قوي لانطلاقة جديدة لخليل القصاب.
وكغيرها من المباريات، قدم وسام يحي المستوى المعهود، لكن عامل السن قد يكون لها تأثير كبير على أداء القائد يحي على كامل ردهات اللقاء.
في خط الهجوم، تحسّن كثيرا أداء الشاب حمدي العبيدي، ومثل نقطة قوة كبيرة وأقلق كثيرا دفاع النجم الساحلي، وكان وراء الحصول على أخطاء قريبة من منطقة الـ 18 مترا، لم يتمّ استغلالها على الوجه الأفضل.
وعلى عكس العبيدي، فإنّ الجميع كان ينتظر انطلاقة قوية من آدم قرب ولكنه هذا الشاب الذي لم يبلغ بعد الثامنة عشرة من عمره، وبالتالي عليه أن يعمل أكثر، ويجتهد بعيدًا عن التخوّف من الإصابات، فاللاعبون من طينة آدم قرب هم عرضة لعنف المدافعين.
وكان شهاب العبيدي في مستوى جيد بعد ما شارك خلال الربع الثالث من الشوط الثاني، وكان قريبا من تسجيل هدف الانتصار من خلال التسديد لكن البلبولي منعه من التسجيل وأخرج الكرة إلى الركنية.
وساعد الشبان معز الحاج علي ومحمد أمين العجيمي وشهاب العبيدي وإدريس الطبوبي زملاءهم في نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي (1/1) ضد النجم الساحلي.
في هذه المباراة التي أكدت تطور أداء جميع اللاعبين بدون استثناء، يمكن التأكيد على أنّ سامي الهمامي ورودريغ كوسي وخليل القصاب وحمدي العبيدي كانوا ألأفضل في مختلف الخطوط، وأداؤهم يتطور مباراة بعد أخرى.
زوروا صفحتنا على “فيسبوك” واشتركوا في “برشة نيوز” ( barchanews)