حقق النادي الإفريقي فوزًا ثمينًا على حساب مستقبل سليمان في إطار الجولة التاسعة لمرحلة الإياب لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.
وفاز زملاء وسام يحي بفضل هدفيْ أحمد خليل بتسديدة رأسية وبلال العيفة من ضربة جزاء بعد أن كان مستقبل سليمان عدل النتيجة 1/1 من مخالفة مباشرة، يتحمّل الحارس عاطف الدخيلي نسبة من المسؤولية في دخول الكرة لشباكه خاصة وأنّ الكرة ذهبت إلى الزاوية التي كان يحرسها الدخيلي.
ولئن تميز الشوط الأول بكثرة التمريرات الخاطئة، إلى المنافس، بسبب اختيارات فنية جعلت الفريق يلعب غير متوزان.
وكان الشوط الثاني أكثر لعبًا وفرصًا سانحة للتسجيل خاصة عن طريق صابر خليفة، مرة من خلال تسديدة رأسية، ومرة عندما كان مواجهًا لحارس المرمى.
ولكن، والحق يقال، فإنّ هذه المباريات، الهدف منها هو جمع النقاط دون البحث عن طريقة اللعب.
وكان في نيّة المدرب منتصر الوحيشي تحقيق الانتصار فقط، وبالتالي فقد اختار أن يلعب بأكبر عدد من المهاجمين، وبالتالي فقد ترك خليل القصاب على البنك، وأشرك كلًّا من شهاب العبيدي وزهير الذوادي.
وفي اعتقادي، فإنّ دخول زهير الذوادي منذ بداية المباراة لن يضيف شيئًا للمجموعة، بل على العكس فقد رأينا أكثر من مرة عندما دخل في النصف الثاني من المباراة استطاع أن يقدم الإضافة لزملائه في خط الهجوم.
وقوة النادي الإفريقي منذ وصول منتصر الوحيشي هي المحافظة على الاستقرار في وسط الميدان بوجود الثلاثي أحمد خليل، ووسام يحي وخليل القصاب، وكلما تمّ إدخال تغيير في تركيبة خط الوسط إلا وسهل على الفريق المنافس الوصول إلى مناطق الإفريقي بسهولة كبيرة.
وعلى منتصر الوحيشي أن يكون واعيًا بذلك حتى تتواصل النتائج الإيجابية للنادي الإفريقي، ولو أنه والحق يقال فإنّ الوحيشي يجد نفسه مجبرًا عندما يلعب في تونس على أن يعمل على تحقيق الانتصار، وهذا لن يتمّ إلا بوجود مهاجمين مهرةٍ.
ويمكن منح الفرصة للمهاجم الشاب حمدي العبيدي، فهو قويّ جدًا، ولكنه لم يُظهر إلى حدّ الآن أنه “يشمّ” الأهداف بالرغم من لعبه في عديد المباريات، وقد سنحت له فرص كان قادرًا أن يجسّمها، وبالتالي يجب منحه الفرص حتى تنمو خبرته، وسيأتي يوم يؤكد أنه مستقبل النادي الإفريقي في مركز قلب هجوم.
وكعادته منذ عودته، برز بلال العيفة بعطائه الغزير، وحبّه للنادي الإفريقي، وما تحمّله لمسؤولية تسديد ضربة الجزاء إلا دليل على رغبته الجامحة في تحقيق الانتصار.
ولكن في مثل هذه التسديدات الحاسمة، يجب الاختيار على اللاعب المتعوّد ضربات الجزاء، والأكثر هدوءًا.
ولم يفوّت اللاعب أحمد خليل المباراة دون أن يظهر للجميع أنه عائد بقوة، وقد لعب في كل مكان، وتمكن من تسجيل الهدف الأول للنادي الإفريقي في وقت مبكر.
التوقيت المبكر في تسجيل الأهدف، ونظرًا للضغط الكبير على اللاعبين من أجل تحقيق الانتصار وليس شيء غير ذلك، فقد أصبح نقطة سلبية، وحصل هذا في مباراة الأمس ضد مستقبل سليمان، وكذلك في لقاء النادي البنزرتي.
وما يحصل ليست توصيات من المدرب الوحيشي، بل هو ضغط داخليّ على اللاعبين الذين يجدون أنفسهم، ودون وعي، متأخرين للمحافظة على ذلك الهدفـ وهو ما يجعل النادي في حالة صعبة، وبالتالي على منتصر الوحيشي أن يعمل على معالجة هذا الأمر، والإيقاء على الفريق في حالة توازن.
دخول خليل القصاب أعطى أكير توازنًا لوسط الميدان، وبدأ من العسير على لاعبي مستقبل سليمان المرور والوصول إلى مرمى الدخيلي، على عكس ما حصل في الشوط الأول.
بعد الهدف الرائع ضد النجم الساحلي، سنحت فرصتان على الأقل أمام صابر خليفة لتأكيد عودته القوية لكن عامل السنّ، والضغط المسلّط عليه مثل بقية اللاعبين، جعله يفشل مرتين خلال الشوط الثاني في هزّ شباك مستقبل سليمان، وخاصة عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس، فسدد قبل أن يصل إلى حارس سليمان لأن المدافع لم يترك له حرية التصرف في الكرة فضاعت الفرصة الثمينة.
يس الشماخي قدم وجها طبيًا ولو أنّ الجميع يدرك أنّ إمكانيات الشماخي أكبر من ذلك بكثير، فهو سريع، وقادر على تجاوز أيّ مدافع، وكان قريبًا من تحقيق الهدف الثاني خلال الشوط الأول.
ولئن تألق بعض اللاعبين في هذه المباراة اعتبارا إلى أنّ الأداء يختلف من لاعب إلى آخر، فإنّ جمهور النادي الإفريقي يُحيّي جميع لاعبيه على روحهم القتالية من بداية المباراة إلى نهايتها ويطالبهم بالمزيد والتركيز في المباريات المتبقّية حتى يعود النادي الإفريقي في هذه الفترة الصعبة من تاريخه إلى تألّقه من خلال الانتصارات والإبداع والبطولات.
زوروا صفحتنا على “فيسبوك” واشتركوا في “برشة نيوز” ( barchanews)