قلناها ونعيد قولها، بقليل من الصبر على اللاعبين والمدرب، سيتطور أداء النادي الإفريقي في الجولات القادمة.
لا ننسى أنّ التشكيلة تضمّ عددًا من اللاعبين الجدد، وبالتالي لا بدّ من الوقت حتى يصل اللاعبون إلى الجاهزية البدنية الكاملة، إلى جانب الأوتوماتيزم المطلوب لتحقيق النتائج المرجوة.
في لقاء اليوم ضد اتحاد المنستير، تحسن أداء النادي الإفريقي كثيرًا مقارنة بلقاء الجولة الماضية ضد الأولمبي الباجي، حيث تعددت الآراء وتباينت، ولكن الأهم أنّ مباراة اليوم أكدت أنّ منتصر الوحيشي مدرب قادر على الذهاب بعيدًا بالنادي الإفريقي، وما شهادة المدرب فوزي البنزرتي إلا تأكيد لما سبق أن قلناه عن الوحيشي.
ورغم المستوى الجيد، فإنّ نادي الشعب في حاجة إلى انتدابات جديدة في المركاتو الشتوي، وخاصة في قلب الدفاع، وقلب الهجوم، حتى يمكن تحويل الفرص إلى أهداف، على مستوى خط الهجوم، إلى جانب إمكانية عودة أحمد خليل، ولم لا وسام يحي.
لقاء ملعب مصطفى بن جنات، شهد تألق أكثر من لاعبٍ، بالحارس معز حسن أكد مرة أخرى أنه ممتاز، ويتمتع بتركيز عالٍ، وبالتالي لا خوف على شباك النادي الإفريقي.
وفي وسط الدفاع، نجد قلب الأسد، بلال العيفة، الذي استعاد لياقته البندنية، إلى جانب ما يتميز به من “قرينتة”، يوزّعها على بقية اللاعبين، الذين لعبوا بذكاءٍ وتركيز كبيريْن، خاصة خلال الشوط الثاني.
رودريغ كوسي، قوي، وأدى اليوم بدون أخطاء، وبالتالي فقد قدم مباراة مقبولة جدا، كيف لا وهو يلعب إلى جانب بلال العيفة.
في خط الدفاع، مازلنا ننتظر مستوى أفضل من نبيل بعمارة.
أما في وسط الميدان، فلاري العزوني، هو ذلك المحترف، الذي يقوم بدوره على أحسن وجهٍ، بناءً على توصيات المدرب.
خليل القصاب وآدم الطاوس، قدما المطلوب منهما بالرغم من التردّد الذي شاب بعض الهجومات المعاكسة التي قادها الطاوس، ولكنه كثيرا ما وجد صعوبة كبرى في تجاوز المدافعين برغم وجوده في حالة لاعب في مواجهة لاعبٍ فقط، وربما يعود ذلك إلى أنه لا يمتاز بسرعة كبيرة يكون بها قادرا على إحداث الخطر، وتجاوز المدافعين اعتمادا على تلك السرعة.
اللاعب عبد النور بلحوسيني، الذي لا نشك في قيمته الفنية، لكنه لم يظهر أيّ مستوى إلى حد الآن، وجمهور النادي الإفريقي ينتظر منه الكثير في الجولات القادمة، خاصة وأنه يملك الفنيات والسرعة.
في خط الهجوم، تحرك علي العمري كثيرًا، ولكن الإصابة ما تزال تمنعه من تقديم الأفضل، كما أنّ ياسين الشماخي تحرك يمنيا ويسارا ولكنه لم يكن ناجعًا، وعليه أن يبذل مجهودًا أكبر ليصل إلى مستواه الذي عرف به، والجمهور ينتظر منه الكثير.
مباراة اليوم أمام الاتحاد المنستيري، قدم خلالها جميع اللاعبين أداءً رجوليًا، وكانوا متمزين خاصة خلال الشوط الثاني في كامل ردهاته، حيث لم يحدث هجوم الاتحاد المنستيري أيّ خطورةٍ تذكر على مرمى معز حسن.
وإذا كانت هذه المباراة استحسنها الجمهور، فإنّ التأكيد يجب أن يكون خلال الجولتين القادمتين أمام كل من الترجي الجرجيسي وهلال الشابة، وإذا تمكن زملاء بلال العيفة من الحصول على 6 نقاط، فإنّ النادي الإفريقي بلغ قمة مستواه قبل مرحلة الإياب، لكن الأكيد أن القادم سيكون أفضل، خاصة بانتدابيْن جديديْن على الأقل، في مركزيْ وسط الدفاع، وقلب الهجوم.