حمدي العبيدي، مهاجم النادي الإفريقي، الهداف الشاب، سجل واحدًا من أجمل أهداف الموسم الرياضي 2023/2022 أمام النادي الصفاقسي، في مباراة رائعة في ملعب رادس، انتهت لفائدة زملاء أليون مباي، بهدفين لصفر (0/2).
النادي الإفريقي: حمدي العبيدي هداف من طراز رفيع
حمدي العبيدي سجل هدفًا رائعًا يؤكد أنّه سيكون لاعبًا ذو قيمة عالية، وسنرى منه هدافًا متألقا. تلقى الكرة من علي العمري، وسط مجموعة من مدافعي النادي الصفاقسي، فوضع الكرة على صدره، في حركة فنية أولى، ثم رفع الكرة بالمدافع بلمسة فنية رائعة وخفيفة، وهي اللمسة الفنية الثانية، ثم وضع الكرة أمام الرجل اليمني، وبداخل القدم، سدّد في الزاوية المقابلة، ليغالط جميع المدافعين، والحارس دحمان الذي حاول دون فائدة، فكان من أجمل أهداف الموسم، ولو أنّ جميع أهداف حمدي العبيدي متميزة، وفيها لمسات فنية غير متوفرة لدى بقية لاعبي البطولة التونسية.
النادي الإفريقي ومعز حسن والثبات في المرمى
النادي الإفريقي قدم ضد النادي الإفريقي واحدة من أفضل مبارياته في الموسم الحالي، حيث لعب متأخرا في مناطقه خلال الشوط الأول، أمام الضغط الذي خلقه النادي الصفاقسي، ولكن دون أن يحدث خطورة على مرمى معز حسن، الذي تألق كأحسن ما يكون، وكان سدًّا منيعل في الذود على شباكه طوال الموسم الحالي، حيث كان مستقرّ العطاء، ولم يظهر بتلك الأخطاء الذي ظهرت في بداية مشواره مع النادي الإفريقي.
نذكر جيدًا أنّ النادي الإفريقي هو النادي الوحيد الذي لم ينتدب منذ موسمين ورغم ذلك نجده يتربع على المرتبة الثانية للبطولة المحترفة بعيدًا عن النجم الساحلي بنقطتيْن فقط.
اكتشاف أليون مباي أو اللاعب اللغز
لاعبو النادي الإفريقي الذين شاركوا في المباراة قدموا عطاء غزيرًا خلال كامل فترات اللقاء، وبعد إصابة علي العمري، ربما من حظ السينغالي أليون مباي، فقد شارك خلال كامل فترات الشوط الثاني لأول مرة في صفوف الأكابر، وأظهر مباي، مثلما توقعنا عطاءً ممتازا، وكان يسجل من تسديدة قوية بعد تحضير ممتاز عن شهاب العبيدي، وتسديدة رائعة تصدى لها الحارس دحما لتخرج إلى الركنية.
والواقع أنّ أليون مباي كنّا كتبنا عنه مقالأ حيث تحدثنا فيه اللاعب اللغز، وقد تكون مباراة النادي الصفاقسي هي الأولى في انطلاقته الحقيقة.
البدوي يستيقظ وخط الدفاع متميّز
هذه الركنية هي التي أتى منها الهدف الثاني للنادي عن طريق رأسية قوية من المدافع رامي البدوي، وهو أول هدف يسجله منذ التحاقه بصفوف النادي الإفريقي
وإلى جانب البدوي فقد قدم خط الدفاع، بجميع عناصره، وأولهم إسكندر العبيدي، وتوفيق الشريفي، وآدم الطاوس، شراسة كبيرة في التعامل مع المنافس ما جعلهم يربحون كل المنافسات الثنائية، وكانوا السبّاقين على الكرة، وهو ما جعل مهاجمين النادي الصفاقسي، وإن تحكموا في الكرة طوال الشوط الأول إلا أنّهم لم يتمكنوا من إحداث الخطر على مرمى معز حسن، ولا الوصول أصلًا لخلق الفرص السانحة للتسجيل، حيث أني لم أشاهد فرصة سانحة للتسجيل لفائدة النادي الصفاقسي،
شراسة غير عادية
ما أعجبني كثيرًا ورأيت فيه بصمة المدرب سعيد السايبي، تلك الشراسة التي وجدت لدى جميع اللاعبين، وخاصة لدى لاعبي وسط الميدان، أحمد خليل، ووسام يحي الذي لم أره أبدًا يلعب بتلك القوة، ووشهاب العبيدي، ثم رودريغ كوسي، ولاري العزوني، كلهم كانوا في المستوى المطلوب، طوال المباراة، وكانوا سدًّا منيعًا أمام لاعبي النادي الصفاقسي حتى بعد إقصاء توفيق الشريفي في الدقيقة 56 أي أنّ النادي لعب بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني ولكنه لم يتأثر بذلك نظرا للقوة والصلابة التي تميز بها جميع اللاعبين في التعامل مع لاعبي النادي الصفاقسي.
أما بالنسبة للاعبي خط الهجوم، فقد قام حمدي العبيدي الذي لعب في مركز جناح خلال وجود علي العمري، أي عمليا يلعب الإفريقي بلاعب فقط في الهجوم عندما تكون الكرة بحوزة النادي الصفاقسي، ولكن تتغير الأمور عندما تصبح الكرة عند لاعبي الإفريقي، وقد رأينا مثلًا كيف حضر شهاب العبيدي الكرة لأليون مباي الذي سدد بقوة كبيرة وكاد يسجل
المهم أن بصمة سعيد السايبي أصبحت واضحةً وتمكن بدرجة أولى من بناء خط دفاعي قوي جدا، يصعب أن تخترقه، ويصعب أن تلتحق بالنادي الإفريقي بعد ان يكون قد سبق بالتسجيل، هذا التنظيم الدفاعي مهم جدا لأنه بدون خذ دفاع قوي لا يمكن أن تحقق نتائج مرضية، كما أنّ محاولات علي العمري، ومعجزات حمدي العبيدي، تمكن في كل مرة النادي الإفريقي من جرعة من الأكسيجين هو في أشدّ الحاجة إليها في مثل هذه الأمتار الأخيرة من بطولة الموسم الحاري 2023/2022.