الرؤساء الثلاثة يزورون المستشفى خلال أسبوع واحد.. التونسيون يُجْمِعُون..
خلال نفس الأسبوع تعرّض الرؤساء الثلاثة، ونهني بهم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، والمساعد الأول لرئيس مجلس نواب الشعب عبد الفتاح مورو إلى وعكات صحية دخلوا على إثرها المستشفى.
ولئن لم يعلن عن الوعكة الصحية لمحمد الناصر، فإنّ الصحف والمواقع الإلكترونية كشفت الوعكة الصحية الخفيفة للرئيس الباجي قائد السبسي.
وكان الرئيس السبسي استقبل يوم الخميس الماضي 20 جوان 2019 كلًّا من نبيل بفون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، وكذلك استقبل في نفس اليوم، بقصر قرطاج، مادلين أولبرايت، رئيسة مجلس إدارة المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، على رأس الوفد المُشارك في الاجتماع السنوي لمجلس إدارة المعهد المنعقد بتونس من 19 إلى 21 جوان الجاري.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية فراس قفراش، اليوم السبت، إنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد غادر المستشفى العسكري، وهو في صحة جيدة.
السبسي يعود إلى النشاط
وأضاف المستشار برئاسة الجمهورية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه سيشرف بداية الأسبوع القادم على موكب الاحتفال بالذكرى 63 لانبعاث الجيش الوطني التونسي.
وأكد قفراش أن رئيس الجمهورية سيواصل لقاءاته الرسمية وغير الرسمية، وخاصة فيما يتعلق بالاستماع إلى آراء مختلف الفاعلين السياسيين وخبراء القانون الدستوري بخصوص القانون الانتخابي الذي تمت المصادقة عليه يوم الثلاثاء الماضي، والذي أثار جدلًا واسعًا بين التونسيين، وغيرهم من خارج الحدود.
يذكر أنّ الرئيس السبسي كان تنقّل يوم أمس الجمعة إلى المستشفى العسكري بتونس لإجراء بعض التحاليل والفحوصات بعد تعرضه لوعكة صحية خفيفة، بحسب المستشار الإعلامي فراس قفراش، من خلال تدوينة في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقال قفراش: “الرئيس بخير أصدقائي، لا داعي للهلع. لقد قام بتحاليل عاديّة عشيّة اليوم الجمعة بالمستشفى العسكري إثر وعكة خفيفة عاديّة دون أي خطورة، وكلّ شيء لا بأس.. والحمد لله”.
الرؤساء الثلاثة ومجلس نواب الشعب
أما رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، فهو الآخر قد تعرض لوعكة صحية لازم على إثرها إحدى المصحات الخاصة لعدّة أيام، وهو لازال يقيم فيها لتلقّي العلاج اللازم، وحالته مستقرّة، وفق موقع “ريالتي أون لاين”.
بعد توعّك صحة رئيس مجلس نواب الشعب، لم يحتمل مساعده الأول عبد الفتاح مورو ليصاب هو الآخر بوعكة صحية، خلال جلسة لمجلس النواب، يوم الأربعاء الماضي، ما استدعى طاقمًا طبيًا لإسعافه، قبل أن ينقل إلى المستشفى.
وبالتالي فقد شاء القدر أن يجتمع الرؤساء الثلاثة خلال أسبوع واحد في المستشفى إثر وعكات صحية ألمّت بهم الواحد بعد الآخر.
انفلات ومشاحنات ومآل الرؤساء الثلاثة
مجلس نواب الشعب لم يشهد يومًا هدوءًا يحسّ المشاهد على شاشة التلفزيون أو في البلاتوهات التي تنظم كل يوم، من خلاله بالاطئمنان على مستقبل تونس، لا لشيء إلا لتلك الحالة الهستيرية التي تبدو على أغلب النواب.
وحتى لا نكون في صفّ المتشائمين، يمكن التذكير بالفرحة والعناق والزغاريد و”البوس” الذي شهده البرلمان نهاية يوم 26 جانفي 2014 عندما تمت المصادقة على الدستور التونسي الجديد بأغلبية مريحة.
يومها أحسّ المواطن التونسي بأنّ هؤلاء النواب هم على قلب رجل واحد، لا مصلحة لهم غير المصلحة العليا لتونس، لكنّ ذلك لم يكن غير حدث عابر، ليعود الهرج والمرج، المبالغ فيه.
وأحيانًا تشفق على رئيس مجلس نواب الشعب، أو على مساعديه، من انفلات لعدد من النواب تحت قبّة البرلمان، انفلات ولّد ضغطًا متواصلًا، وتشنّجًا لا حدود له، من الطبيعيّ جدًّا أن يخلّف أمراضًا لا للساهرين على حسن تسيير شؤون البرلمان فقط، بل كذلك حتى على المواطن المتابع لهذا التشنّج اليوميّ.
تشنّج يظهر جليًّا في تعاملات التونسيين وتواصلهم، وانعكس سلبًا على الوضع السياسي والاجتماعي العام في تونس خاصة وأنّ انتخابات 2019 على الأبواب.
مرض الرؤساء الثلاثة وإجماع التونسيين
الجميل والذي يمكن أن يمنحك جرعة من الأمل حول مستقبل تونس، هو أنّ التونسيين برغم التشنجات اليومية التي يعيشونها، فهم أقرب ما يكون إلى الوحدة على كلمة سواء إذا كان الأمر في علاقة بجانب إنساني، وهو ما حصل فعلًا مع حالة الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب ومساعده الأول.
برغم الاختلافات السياسية العميقة، والأوضاع الاجتماعية الصعبة جدًّا، فقد تعاطف الجميع مع الرؤساء الثلاثة، من سياسيين ونشطاء في المجتمع المدني، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوا بالشفاء العاجل لرئيس الجمهورية، ولرئيس مجلس نواب الشعب، ومساعده الأول، ولم يختلفوا في هذا الجانب الإنساني.
هذا الجانب المضيء في تركيبة التونسيّ يؤكد على أنّهم مهما اختلفوا فإنّهم لا محالة مجمعون على حبّ تونس، وإن اختلفت السّبل، لأنّ كل الطرق تؤدّي إلى تونس.