قناة العربية تقدّم أخبث اعتذار لتونس بعد إعلانها خبر وفاة الرئيس السبسي
لم تجد قناة العربية من كبش فداء غير مراسلتها تونس للتغطية على الخطأ المهني المهينالذي وقعت فيه عندما أعلنت يوم الخميس الماضي عن وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وقناة العربية، في الواقع، لم تقع في خطأ مهني تمامًا كقناة النهار الجزائرية، ولكنها كانت تعمل في تونس وفي غيرها من البلدان الأخرى وفق أجندات واضحة، ففي تونس، لها لقناة العربية، ووليدتها قناة الحدث إلا بثّ ما يهين تونس ويدخل بين مواطنيها الشكّ والفوضى، تمامًا كأنها راعية للثورة المضادّة في تونس.
ولا يخفى على أحد أنّ قناة العربية، المملوكة للسعودية، تعمل وفق أجندة معينة، تتماشى تمامًا مع السياسة التي تسنّها سواء السعودية أو الإمارات أو مصر، ولا تقوم بإلّا بالبحث عمّا يسيء إلى دول مثل تونس أساسًا، لأنها الراعية الأولى للديمقراطية في العالم العربي، لتيسيء إليها وإلى ثورتها حتى يصل المواطنون إلى الدرجة التي يلعنون فيها الثورة ويطالبون فيها بعودة الاستبداد والدكتاتورية.
قناة العربية وكبش الفداء
وأمام الخطأ المهني الجسيم الذي وقعت فيها قناة العربية، وهو ليس الأول، ولن يكون الأخير، فقد وجدت نفسها في حرج كبير أمام الشعب التونسي الذي استغرب من قناة تضع نفسها في مرتبة أفضل من قناة الجزيرة، ليحصل ما حصل، فما كان منها إلا أن استغنت عن مراسلتها في تونس، التي تتحمّل في الواقع جزءًا كبيرًا من الخطأ.
فعادة، تعمل القنوات أو الصحف والمواقع الإلكترونية التي تعمل وفق أجندات معيّنة، على إغراء المراسل الصحفي بالحصول على راتب مميّز، وهي تشترط عليه أن يركّز تغطيته على أحداث معينة دون غيرها، في علاقة بالثورة المضادّة، وما يسيء إلى حركة النهضة من أخبار لا يهمّ إن كانت صحيحة أو مزيّفة، المهمّ أنه تمّ تداولها في تونس، لتظهر عندهم بعناوين فيها الكثير من الإساءة إلى تونس وإلى ثورتها، وإلى شعبها العربي الأبيّ الذي لا يباع ولا يشترى.
هذا الشعب التونسي الذي يحمد الله على نعمة الحريّة، والديمقراطية، وحرية التعبير، فتحية إلى شهداء تونس الأبرار.
قناة العربية بين الأجندة والخطأ المهنيّ
يقول المحلل السياسي نصرالدين السويلمي في تدوينة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حول قناة العربية والخطأ المهنيّ الذي وقعت فيه: “إذا كانت قناة النهار الجزائرية قد ذهبت ضحيّة لآفة السبق الصحفي على حساب التحرّي والمصداقية، فإنّ قناة العربية لم تكن تبحث عن السبق الصحفي فحسب، لأنها صاحبة أجندة أكبر وأخطر تجعل السبق في أسفل أولوياتها، لذلك أسرعت إلى إعلان خبر وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي دون أن تتثبت، أو لنقل قبل أن تفيق تونس من وقع الحدث الإجرامي الذي استهدف الأجهزة الأمنية في قلب العاصمة، لم يكن همّ العربية مصداقيتها أو ما سيقال عنها وعن مهنيتها، بقدر ما كانت ترغب في اقتناص الفرصة وإلقاء خبر الموت على شظايا التفجيرات، على دماء الأمنيين، على جثمان الشهيد، على حيرة الشارع.. لعلّها تجني بعض العائدات التي من شأنها إعادة الأمل للثورة المضادة في رؤية تونس محطّمة متناحرة تلعن الحرية وتترحّم على العبودية وتهيم على وجهها تبحث عن جنرال أو عقيد أو نقيب أو عريف أو حتى أحد الجنود المتطوّعين، لتنصّبه كرئيس عسكري وتقطع دابر المدنيّة.
قناة العربية وبثّ الفوضى في تونس
يضيف الأستاذ السويلمي: “أسرعت العربية إلى تغذية ما اعتقدت أنه اللهيب، بينما الشارع التونسي قام بتجميع الشظايا، راقب عملية التدخل للأطقم الأمنية والطبية، ثم عاد بعضهم إلى بقايا قهوته والبعض الآخر إلى شيشته وغيرهم إلى صحيفته ودردشته.. في الأثناء تمنّي القناة، رأس حربة الثورة المضادة، تمنّي نفسها بصورة سريالية غارقة في البلاهة، انهيار عملة، فرار السياح، غلق المحلات، هلع يمخر البلاد من برج الخضراء إلى بنزرت، ومن هناك السيسي يؤكد أنّ مصر ستقف إلى جانب تونس في هذه اللحظات العصيبة، فيما محمد بن زايد يرسل مليار دولار كعربون لصفقة الاستسلام!!!
قناة العربية لا تعرف شعب تونس
وشدّد نصر الدين السويلمي على أنّ قناة العربية لا تعرف شعب تونس، فدوّن: “مازال هؤلاء لا يحسنون تعريف تونس وشعب تونس وعناد تونس، مازالوا يقومون بحركات سخيفة ثم يطلقون تبريرات أكثر سخافة، ما زالوا يستغلّون أزمة صحيّة لرئيس الجمهورية للإساءة إلى الرئيس وإلى تونس وإلى التونسية مراسلة القناة، وكأنّ قناة العربية حين تقوم بطرد المراسلة “التونسية” تكون قد رفعت اللوم واسترضت تونس! ليس هذا الأسلوب بالغريب فقد مردوا عليه، يزرعون الفتنة في تونس ثم يسترضون تونس بطرد تونسية!.
ولأنهم خبثاء في الجمجمة، أغبياء في العقل، يسحبون الضحية من بيننا، يقومون بذبحها ثم يرسلونها إلينا كوليمة لاسترضائنا.. لؤماء أنتم قبل طلوع الشمس وبعد غروبها، ترامبيون أنتم إلى حدّ النخاع، كوشنريون أنتم إلى حدّ التعفن، إيفاينكيون أنتم إلى حدّ الكبت الأشقر.. تلاحقكم إيفانكا بعيونها ككائنات غريبة مشوّهة على هذه الأرض، فتلاحقونها كوليمة جنسية تستحق نزع قبة الصخرة ووضعها تاجًا فوق رأسها مقابل قبلة باردة أو قبلة عابرة، تنظر إليكم إيفانكا ككائنات غريبة تفرز روائح النفط بدل روائح العطر، وتنظرون إليها ككائن سحريّ يستحقّ القدس وسيناء، يستحق فلسطين 48 وفلسطين 67 وفلسطين 2019 وفلسطين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. يرشق غلمانكم بالمليارات على الراقصات في علب لندن، وترشقون أنتم بالأمة الإسلامية، على إيفانكا وأبي إيفانكا وكوشنر إيفانكا.
وكانت قناة العربية بعد الخبر الكاذب عن وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قبل أن تقوم بحذف الخبر من شاشة التلفزيون ومن موقعها الرسمي، بعد التأكد من شائعة الوفاة.
وحتى تغطّي على “جريمتها”، فقد عملت الاستغناء عن مراسلتها في تونس، والتي دوّنت على صفحتها على “فيسبوك”: “غلطة الشاطر بألف …. ربي يقدر الخير للبلاد والعباد، مع احترامي لكل الزملاء”.