التونسيون وتقينة الـ VAR وراء إقصاء تونس من العبور إلى نهائي كأس إفريقيا
لعب الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما من خلال اعتماده على تقنية الـ VAR، إلى جانب اللاعبين التونسيين دورًا كبيرًا في إقصاء تونس من العبور إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا 2019، في مباراة نصف النهائي ضد المنتخب السينغالي في ملعب الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية القاهرة.
الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما وبعد أن أعلن عن ضربة جزاء واضحة لفائدة المنتخب التونسي في الدقيقة 113 من الشوط الإضافي الثاني، وبعد ثلاث دقائق كان نعيم السليتي قريبًا من تنفيذها، رأينا الحكم يتراجع بعد أن طلب منه حكام تقنية الـ VAR وهو ما أدخل الشك في قرار الحكم تيسيما الذي قرر أخيرا التراجع عن منح تونس ضربة جزاء مستحقة.
التونسيون وتقنية الـ VAR
التونسيون هم كذلك كانوا وراء إقصاء أنفسهم من التواجد في نهائي كأس إفريقيا بعد غياب دام أكثر من 15 سنة، فبعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل عندما كان المنتخب السينغالي مسيطرًا على المباراة، عاد المنتخب التونسي بقوة، فأضاع يس الخنيسي فرصة أولى واضحة جدا للتسجيل عندما وجد نفسه وجهًا لوجه مع الحارس النيجيري لكنه سددها برعونة خارج المرمى، وضاعت بالتالي فرصة افتتاح النتيجة وأخذ الأسبقية المعنوية والنفسية وإنهاء المباراة على أحسن وجه وصورة.
وبعد دقائق قليلة من الفرصة الأولى، يجد الخنيسي نفسه وجهًا لوجه، وللمرة الثانية، ولكنه لئن تعجّل في المرة الأولى، يتباطأ في الفرصة الثانية ويصيع على تونس مرة ثانية افتتاح النتيجة.
الذكاء المفقود وتقنية الـ VAR
ولم يكتف التونسيون بذلك حيث سيطروا على كامل ردهات الشوط الثاني، وفي الدقيقة 73 تقريبًا يحصل المنتخب التونسي على ضربة جزاء واضحة بعد أن لمست الكرة أحد مدافعي المنتخب السينغالي، ولكن خاب أمل التونسيين من جديد لما تقدم لها الفرجاني ساسي الذي كان في حالة من الإرهاق الشديد، وطبيعي جدًا أن يفشل في التسجيل خاصة وأنه سدّد في نفس الزاوية التي سدّد فيها ركلة الجزاء الترجيحية ضد المنتخب الغاني.
طبيعي جدًا أن يكون الحارس السينغالي قد استعدّ لذلك لكن ساسي وكذلك الإطار الفني لم يفهم ذلك ولم يوص الفرجاني بتغيير زاوية التسديد فكانت التسديدة ضعيفة وفي نفس المكان، وطبيعي جدا أن يكون الحارس السينغالي في الموعد ودون أن يجهد نفسه لأنه كان يستعدّ للارتماء في تلك الزاوية. ولو كان الفرجاني ساسي أكثر ذكاء لغيّر وسدّد ورأى كيف أنّ الحارس يرتمي في الاتجاه المقابل لتسديدته.
إضافة ضربة الجزاء قبل ربع ساعة من نهاية المباراة منحت السينغاليين جناحين ليطيرا من جديد ويعودا إلى المباراة بعد أن خسروا خلال الشوط الثاني كل شيء.
أخطاء التونسيين تقضي تونس
لم تقف أخطاء التونسيين عند هذا الحدّ، لأنهم يبدو أنهم لم يكونوا راغبين في الترشح إلى الدور النهائي، فهذه المرة كان الخطأ في الدقيقة 100، أي قبل نهاية الشوط الإضافي الأول، ومن مخالفة عادية للسينغاليين، يخرج الحارس معز حسن ويرتمي أمام مجموعة من المدافعين والمهاجمين، ولكن يلمس الكرة ولا يمسكها، فتصطدم بالمدافع ديلان برون وتلج شباك التونسيين لتعلن عن هدف الترشح للسينغاليين إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا 2019.
وعبثًا حاول التونسيون العودة من أجل التعديل، وفعلًا كادوا يتوفقون، ففي الدقيقة 113 تلمس الكرة يد أحد مدافعي السينغال، فيعلن الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما عن ضرية جزاء، لم يناقش السينغاليون كثيرًا وقبلوا بها، لكن حكام تقنية الـ VAR كان لهم رأي آخر، وعندما كان نعيم السليتي يستعدّ لتسديد ضربة الجزاء يتم استدعاء الحكم تيسيما لمشاهدة ضربة الجزاء التي أعلن عنها، وذهب تيسيما إلى الــ VAR ليعلن عن رفضه لضربة الجزاء، ويقضي على آمال التونسيين، ويمنح الترشح إلى السينغالي لبلوغ الدور النهائي الذي غابوا عنه منذ 17 سنة.
نعم، التونسيون وتقنية الـ VAR وراء خروج تونس، فالتونسيون خرجوا من سباق الحصول على الذهب، ولكنهم قدموا مستوى طيبًا، ارتفع تدريجيًا انطلاقًا من الدور الأول ومباراة الثمن النهائي ضد المنتخب الغاني، وعطفًا على ما قدموا في مباراة اليوم ضد الشينغاليين المدججين بأفضل اللاعبين في أبرز الفرق العالمية، كانوا يستحقون فعلًا التواجد في الدور النهائي لكأس إفريقيا 2019، ولكنهم شاؤوا، وشاءت الكرة كذلك..