أخبار عربية

“تسونامي تونسي” يعاقب “السيستام” ويختار رئيسًا “على المقاس”

التقديرات الأولية لمؤسسة “سيغما كونساي” تؤكد أنّ المترشح المستقلّ قيس سعيّد يحتل المرتبة الأولى بنسبة 19.5%، ويأتي في المرتبة الثانية نبيل القروي، الذي يقبع في السجن، وهو ابن “السيستام”، بنسبة 15.5%، ولو أنّ مصادر من داخل حركة النهضة تؤكد أنّ عبد الفتاح مورو هو الذي يحتلّ المرتبة الثانية بعد سعيّد.

ومهما كان اسم صاحب المرتبة الثانية والمترشح إلى الدور الثاني إلى جانب قيس سعيّد، فإنّ الشعب التونسي قال كلمته بخصوص مرشحي “السيستام” وخاصة عبد الكريم الزبيدي، وعبير موسي، وكذلك يوسف الشاهد، وعاقبهم شرّ عقاب، هكذا اعتبرت النخب التونسية النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وأكد الروائي كمال الرياحي أنّ “الشباب اليائس من “السيستام”، اختار قيس سعيّد أكثر ضخصية محبوبة من طرف التونسيين”.

أما الكاتبة آمال موسى، فقالت: “ما نحن فيه الآن هو أيضا نتاج خطاب العلمانيين المتطرفين الذين اهتموا بشيطنة الحجاب والمساجد والدفاع عن المثلية الجنسية ورفض عقوبة الإعدام ونصبوا محاكم تفتيش في النوايا والأفكار وكأنهم يملكون الحقيقة”.

وقال الأستاذ في الجامعة التونسية محمد ضيف الله: “القنوات التلفزية والإذاعات هي أيضًا تلقّت ضربةً قاسيةً من الشعب، بقدر موقعها كرأس حربة للمنظومة، فلم ينفع كرونيكاراتها ومحللوها..”.

لا إنتاج النهضة ولا حزب التحرير

 

دوّن الروائي كمال الرياحي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنّ “قيس سعيد لا إنتاج النهضة ولا حزب التحرير، هذا كله خطاب صحافيي النظام البائس القديم والحديث”.

وأضاف الرياحي: “قيس فرضه الشباب اليائس من السياسيين راكم ناسيين أن سعيد أكثر شخصية محبوبة من التوانسة بعد الثورة

وراكم ناسيين أنّ قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري الذي تخرّج على يديه آلاف الطلبة وأنتم لا تعرفون معنى الأستاذ المحبوب من أجيال الطلبة.
يعايروا في قيس سعيد على فصاحته وهو أستاذ القانون الدستوري ويمدحو في وكوكة الزبيدي.
شريحة من شعب تربية “كاكتيس”
كان جاء قيس سغيد يتكلم بالفرنسية عوض العربية راهو معبود التوانسة الذين يعارضوه اليوم
ما حدث أنّ الشعب قام بثورة ناعمة ذلك الشعب الذي هدد بانقلاب عسكري على ثورتهم ومحاصرة البرلمان بالدبابات قام بانقلاب وأتى لكم بأستاذ القانون الدستوري”.

قيس سعيّد قبل مع حفيدته

الإعلام المأجور سيكون خطرًا علينا جميعًا

 

ويضيف الروائي كمال الرياحي: “يكفي تسفيه الشباب.
ومن حسن الحظ أنّ هذا الفوز الساحق جاء بالمتعلمين بأنّ الأمّيين جمعهم القروي صاحب المرتبة الثانية.
ومثلما فاجأكم الشباب بثورة 14جانفي وكنتم تشتمونه وتسخفون بأصحاب البناطيل المقطعة والهابطة والشعر الطويل يعود إليكم ويذكركم بانه موجود.

أعتقد أنّ على التونسيين الآن الالتفاف حوله لإنقاذ تونس من المافيوزي.
والعاقل يقول هذه هي الديمقراطية التي يجب أن نقبل بها جميعًا.
هذا قرار التوانسة والذي يرفض نتالج الديمقراطية يا جهوي يا متحزب متعصب يا فاسد منتفع….
التفّوا حول الرجل وخلوّه ينجح بعيدًا عن اللصوص والمافيا.
الكفاءات التونسية موجودة وستلتف حوله وينجح.
لكن هذا الإعلام المأجور سيكون خطرًا علينا جميعًا”.

ثورة ثانية بعد ثورة 14 جانفي

 

اعتبرت الكاتبة آمال موسى أنّه “إذا صحّت النتائج التقديرية، فإنّ ما حصل اليوم ثورة ثانية بعد ثورة 14 جانفي 2011.

لقد تم خلع مبدئيًا ورمزيًا النظام القائم وإسقاط التوافق…

طبعًا للانتخابات التشريعية كلمتها ..ولكن بعض الخلع قد تمّ بالديمقراطية وصناديق الاقتراع هذه المرة.

أشعر بصداعٍ شديدٍ وماجنٍ”.

نتاج العلمانيين المتطرّفين

 

وأضافت موسى في تدوينة آخرى: “ما نحن فيه الآن هو أيضًا نتاج خطاب العلمانيين المتطرفين الذين اهتموا بشيطنة الحجاب والمساجد والدفاع عن المثلية الجنسية ورفض عقوبة الإعدام ونصّبوا محاكم تفتيش في النوايا والأفكار وكأنهم يملكون الحقيقة.

وهكذا فقد مارسوا هم أيضًا نوعًا من الإرهاب الخطير، وتصدّرت وجوه البعض منهم وسائل الإعلام وظنّوا أنهم حسموا المعركة بالصوت المرتفع وبشاشات التلفزيون أو بتجاوز الآلاف من الجامات ..

النخبة التي تقدم نفسها علمانية قدمت خطابًا انفعاليًا مؤدلجًا، وركزت على التفاصيل، وأهملت دور الدفاع عن كرامة المواطن الفقير، وذلك الشاب المحبط، بل إنها حتى لم تجعل أزمة التعليم موضوعًا رئيسيًا من موضوعاتها.

القضية وعلى امتداد أشهر طويلة هي مع الأسف عركة يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي ..

جريمة النخبة المحسوبة على الحداثة أكبر من الحسابات الخاطئة لسياسيين لا يرون أبعد من ذقنهم.

ضربة قاسية لرأس حربة المنظومة

 

تحدث الدكتور محمد ضيف الله عن الضربة القاسية التي وجهها الشعب التونسي لضربة حربة المنظومة القديمة، وهو الإعلام، ودوّن في صفحته: “القنوات التلفزية والإذاعات هي أيضًا قد تلقت ضربة قاسية من الشعب، بقدر موقعها كرأس حربة للمنظومة، فلم ينفع كرونيكاراتها ومحللوها، عكاشة وبوغلاب ومايا القصوري ولطفي العماري والفهري وووو.

هزيمة المنظومة جاءت من أنها راهنت على مثل هؤلاء بأساليبهم المنحطّة وعدوانيتهم المفتوحة وأمراضهم المزمنة وانغلاقهم على أنفسهم واستخفافهم بروح الشعب.

المنظومة أوهمتهم أو توهمت أنّ الشعب قُدَّ من طينٍ بإمكانهم أن يشكّلوه كما شاؤوا ويصنعوا هم الرأي العام ويوجهوه حسب أهوائهم وأوهامهم وأكاذيبهم وإشاعاتهم، فإذا بالشعب يبيّن أنهم لا شيء، وأنّ عملهم مُحبَط، إذ تقدّم ليحقق النصر على أسيادهم وينتصر بالتالي عليهم هم.

هزيمة هؤلاء المحسوبين على الإعلام أقسى من هزيمة مشغلّيهم من سياسيين فاسدين ولوبيات وأجندات داخلية وخارجية، وهم الدليل القاطع على أنّ الإعلام الذي يريدون أن يفرضوه على الناس لا تأثير له إلا بقدر ضئيل، بل أنّ تأثيره العكسي أشدّ وأعتى.

لقد تبيّن أنّ الشعب في أغلبه يتخذ مواقف معاكسة لما يخرج من هذه الأفواه الكريهة.
ولكنهم لن يدركوا ذلك وسيستمرّون في عنادهم، بقدر حرصهم على أموال السُّحْت والزقّوم يطعمون منها فراخهم ويشيدون بها القصور ويلبسون فاخر الثياب.

“التسونامي” التونسي

 

اعتبر الأستاذ مصباح شنيب أنّ ما حدث في تونس “تسونامي تونسي”، ودوّن في صفحته على “فيسبوك”: “الفائزان في الرئاسية يمثل أحدهما الوجه القبيح للسيستام في صنع زعامة سياسية من خلال المراهنة على أصوات الفقراء الذي ظل السيستام يشتري أصواتهم بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة حتى جاء القروي بخيله ورجله ونسمته وخليله وأمواله المغسولة وأجزل لهم العطاء بصورة زهدتم في النسخة القديمة من السيستام أي من 26/26 التي كانت الشعب تقضم منها ما تقضم..

هذا الأسلوب الرخيص في سرقة ودّ “الغلابة” مهدت له قناة هي ثمرة مال مشبوه وفرته شخصيات مشبوهة “برلسكوني وطارق بن عمار وآخرون في الظلّ لا نعلم عنهم شيئا”، ولعلكم تذكرون المُلهم برلسكوني وقنواته العديدة التي دوخت الشعب الإيطالي.. هذا الفائز لن يذهب بعيدًا في تحيّله بحكم كونه مجرد نيو سيستام مغشوش”.

بعيد عن قذارة السياسية التونسية

 

الفائز الأول الأستاذ قيس سعيد الذي عميت عنه مؤسسات سبر الآراء هو ابن الجامعة التونسية، وهو ذلك الأكاديمي الذي لم يضع يومًا نفسه على ذمّة السياسيين فهو ليس مدبّر المخارج المشبوهة مثل الصادق بلعيد وتلامذته من مفصلي القوانين على القياس هو ظاهرة أخرى لم تتسخ بقذارة السياسة التونسية ودوائر إفتائها من رجال القانون والدين.
لم يتعرف عليه الشعب من قبل لأنه كان مجرد أستاذ بالمعنى الكلاسيكي، منقطع للمعرفة ومتعال عن السياسة وأوساخها.
قيس سعيد أطلقت الثورة لسانه من عقال وخرج على التونسيين خطيبًا مفوهًا بوقار الجامعي المتعالي عن السفاسف، لم يلتفت إليه التونسيون بالقدر الكافي، بل ربما سخر البعض من زماتته واعتبروه كائنًا هاربًا من زمن آخر.

قيس سعيد جرعة دواء لواقع مريض

لجأ إليه الشباب الذي خيّبت الثورة آماله ورأوا فيه مثالا لـ “طهورية” انتهك شرفها سياسيون سفلة غارقون في البذاءة.
صحيح لا نعلم الكثير عن صحيفة الأستاذ خلال الأربعين سنة المنقضية ولعل صمته العجيب قد حجب حقائق ذات بال.. مازلنا في حاجة الى معرفة رجل قذفت به أقدار السياسة الى المنصب الأول في الدولة لأنه مثّل حلمًا بريئًا في بلاد افترستها إيديولوجيات اليمين واليسار.. إيديولوجيات أشعلت حروبًا إعلامية أين منها حرب البسوس.
قيس سعيد جرعة دواء لواقع مريض.
الجميل في هذه الانتخابات هي أنها تعاطت مع الواقع بمنهجية مغايرة
فيس سعيد أربك السيستام، لكن أتراه سيكون قادرًا على بناء سيستامه. لننتظر ونر”.
Views: 0

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button