محمد الورغمّي: للعشق مريدوه وللمواخير راقصاتها..
كتب الأستاذ محمد الورغمي تدوينة عاشق للأحمر والأبيض، أكد فيها مرة أخرى أنه “لا يبيع ولا يشتري مع الأحمر والأبيض”.
والورغمي من العاشقين للنادي الإفريقي، عشقًا لا تشوبه شائبه، عشق قيس لليلى، وحبّ ابن زيدون لولّادة، وهيام عنترة لعبلة.
والواقع أنّ الورغمّي العشاق الولهان، لا يتميز عن غيره ممن يعشقون الأحمر والأبيض، فحبّ نادي الشعب ظاهرة لم يجد لها علماء الاجتماع تفسيرًا، و”اللطخة الأخيرة” أكبر دليل على هذا العشق السرمديّ، الأزليّ.
في هذه التدوينة المليئة بمعاني الحبّ، ينسج الأستاذ محمد الورغمّي رائعة عربونًا لعشق الأحمر والأبيض تحت عنوان “للعشق مريدوه وللمواخير راقصاتها..”.
فعلًا، العشق لا حدود له، فعندما تعشق النادي الإفريقي، فأنت تعشق الحياة، ولذلك فأنت تضحّي، وتعطي بسخاء دون أن تنتظر المقابل، وهكذا هو جمهور الأحمر والأبيض في جميع بلاد الدنيا، الذي كسب التحدّي، فكانت “اللطخة الكبرى1″، في انتظار أن تكون “اللطخة الكبرى2” في الخامس من ديسمبر القادم.
الحب هو الحياة
للحب فضلٌ على هذه الحياة فهو الذي يضفي لها طعمًا و لونًا، ويجعلها تبدو ملونةً في عيوننا.
وللحب فضلٌ علينا فهو يبث الفرح في قلوبنا الصغيرة لتصبح وسع الكون بحبها…
قرأنا كثيرا وعميقا عن قصص الحب الجميالة وسافرنا فيها مع عبق صوت نجاة..تماما كما عايشنا الحب بنزق أحلامنا الطفولية على ايقاع مائية صوت العندليب وهو يتساءل” لو حكينا يا حبيبي ….نبتدي منين الحكايه….؟؟
من ثلاث خماسيات مخضبة بعرق الاشاوس بدأنا …من صاعقة سليمية في التسعين أشعلت مدرجات المنزه وطارت بصواب مدرب البنزرتي وجماهيره..بدأنا…..من رباعيات الخيام….ينسج عبق موسيقاها سحرة ومروضو أسود ونمور أخضعوا الأدغال كما الدواخل لسلطان قرارهم فكانت رباعية القرن مبرأة من محطات “الفار” ووصمات العار وتشكيكات المتابعين..من هناك..بدأنا….
عفوا من ست ملاحم مغاربية زمن كان اللقب المغاربي أشق وأكثر صعوبة من اي لقب عداه حين كانت افريقيا لا تتكلم الا لغة “دحلب” واحمد فاراس” و”العربي مبارك ” و”رشيد مخلوفي” و”صالح عصاد ” و”علي بن شيخ” لكن الأسطورة عتوقة عاهد الا يخوض رهانا الا وكسبه فكان الطوفان المحلي والمغاربي ..وكانت محطات مع التاريخ المنزه من “لوثات” أساطين التحكيم ولصوصه …من هناك بدأنا..
من….مباراة أرادوها نهائيا خاضعا للنزوات والاخطاء والخطايا بعد ان كنا بلا منافس وبلا ند ..فقد تسعف الكرة منافسا عاد من رحم الهدايا والهبات….فاذا هي مباراة للتاريخ والارقام القياسية التي لن تمحى…اكتساح مدمر عجز معه الغريم ان يتجاوز نصف ميدانه ليلعن المتسببين بدفعه الى معركة فاضحة….من هناك ايضا بدأنا…
“لو حكينا…ياحبيبي…نبتدي منين الحكايه….”.
اللطخة الكبرى
جاء عيد الحب…جاءت اللطخة الكبرى.. ، فياعيدي وفجيعتي وحبي وكراهيتي ونسياني وذاكرتي كل عيد وأنت كل هذا.
للحبّ عيد إذن… يحتفل فيه المحبّون و العشّاق، و يتبادلون فيه البطاقات و الأشواق، فأين عيد النسيان أيتها القلعة المجيدة..
أيها العطاشى النائمون على انهار…أيها المفلسون المتوسدون الزمرد والمحار….أيها القانطون الضامئون رغم تجاوز الامطار معدلاتها الاعتيادية…
هل فهمتم معنى ان يتغيب الابناء في مراسم الفرح..وينسحب الجند مطاطئي الرؤوس بعد فتوحات مضرجة بالخجل والشكوك…؟؟
هل فهمنم معنى ان تحصدوا لقبا قاريا فلا نجد لكم الفا في المدرجات عقب مراسم التتويج…وان ننهزم بالثمانية فنعود اجمل واقوى واكثر عشقا وشوقا لنجتاح الملاعب والمدرجات ساعات بعد ال”لطخة”…واللطخات فنون وجنون…
عندما تجدون تفسيرا علميا وادبيا يقنع المولعين بالفرح المعلب والالقاب المعلبة ..عندما تتخلون عن عادات احصاء خيباتنا التي كم تحولت الى ملاحم يحكيها الاجداد للابناء …للاحفاد….عندما تتدركون عمق بيت تميم ” بعض المعارك في خسرانها شرف….من عاد منتصرا من مثلها انهزما”…..عندما تتخلون عن افراحكم المعلبة المحزنة….ربما فهمتم من نكون….
النادي الإفريقي..القلعة المجيدة
دعونا ندهشكم في يوم “اللطخة”. و دعينا يا قلعتنا المجيدة نجرّب معك ألف طريقه لقول الكلمة الواحدة نفسها في الحبّ.
دعينا نسلك إليك الطرق المتشعّبة الألف، و نعشقك بالعواطف المتناقضة الألف، و ننساك ونذكرك، بتطرّف النسيان و الذاكرة على طريقة الرائعة “احلام مستغانمي”…
المسالة ليست كم جمعنا ….وهل انجزنا ما وعدنا ….المسالة اجمل واكثر عمقا من دينار او مئة او مليار….المسالة قلوب تنبض…وقصص تكتب بمداد الروح…وفصول في الوفاء والعشق سيضيفها المؤرخون لملاحم العشق الجميلة…
عفوا ….للعشق والوفاء مريدوه ولل…….مواخيره وراقصاته..
للعشق كما للحلم بقية…
المدون “محمد الورغمي”