شعب النادي الإفريقي يزلزل “اللطخة الكبرى” ويتجاوز 5 مليارات
شعب النادي الإفريقي يزلزل الأرض من جديد ويحقق ما وعد به في “اللطخة الكبرى” ويتجاوز 5 مليارات في سباق محموم مه خطايا الاتحاد الدولي لكرة القدم.
شعب النادي الإفريقي في كل شبر من أرض تونس يكسب التجدي في المباراة الافتراضية في ملعب رادس بالعاصمة التونسية، اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019، ويتجاوز عدد الجمهور 60 ألفًا في لقاء ضد الفيفا.
وأكدت مصادر من الهيئة المديرة أنّ الحساب البنكي الخاص بنزاعات النادي الإفريقي أغلق عصر اليوم متجاوزًا مبلغ 5 مليارات من المليمات التونسية بعد نجاح شعب الإفريقي في كسب التحدّي ليؤكد من جديد أنه ظاهرة غريبة، أسطورة عالمية لن تتكرر، ولم يعرفها أيّ بلد آخر.
“اللطخة الكبرى” تتجاوز عتبة 5 مليارات
وأكد مهدي الغربي أنّ المبلغ الجملي تجاوز 5 مليارات، مؤكدا أنّ المبلغ قد يصل إلى 6 مليارات في “اللطخة الكبرى”.
وما يأتيه شعب النادي الإفريقي جلب انتباه وسائل الإعلام العالمية، وبلغ صداه إلى الصين حيث تناولت إحدى القنوات الصينية ظاهرة جماهير النادي الإفريقي.
ولأنّ النادي الإفريقي جمعية لا تشبهها جمعية أخرى في تونس، وخارجها، فإنّ أغلب اللاعبين الذين مروا من هنا ولعبوا في صفوف الإفريقي وعاشوا أحسن اللحظات التاريخية في مختلف ملاعب تونس، وخارجها.
وقد تفاعل المغربي عبد الجليل حدّا “كماتشو” والجزائري وعبد المؤمن جابو “جابو جابو .. عبد المؤمن عبد المؤمن جابو”، إلى جانب الجنرال عبد الحق بن شيخة، وساندوا شعب الإفريقي في “اللطخة الكبرى”.
حالة ديناميكية لشعب النادي الإفريقي
أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد الجويلي، أنّ “اللطخة الكبرى: “تتعدى في رموزها كونها مساهمة مالية، إنها تكشف عن حالة ديناميكية لمناصري النادي الذين يعيشون على إيقاع ناديهم في الملعب وخارجه فالنادي هويتهم الجامعة وهو عنوان وجودهم ومعناه”.
واضاف: “إنّ إنقاذ النادي من الانهيار هو إنقاذ لمعنى وإنقاذ لتاريخ وإنقاذ لمؤسسة. إذ لم تعد نوادي كرة القدم حكرًا على مالكيها أو حكرًا على من يديرها، فالمناصرون في كل أنحاء العالم يتدخلون بطرق مختلفة في حوكمة نواديهم ويفرضون أساليب تشاركية لإدارتها ويتصرفون كأصحاب حق في النادي. هناك نواد نجحت إلى حدّ بعيد في تنظم حوكمة رشيدة وهناك أخرى بقيت رهينة نزوات ومصالح من يديرها ومنها النادي الإفريقي في السنوات الأخيرة”.
وأشار إلى أنّ جماهير النادي الإفريقي: ” وجدت نفسها أمام اختبار لا مثيل له هو اختبار التسمية أو اختبار الوصم واختبار الشغف أيضًا. الوصم هذه المرة موضوع الاختبار هو “شعب الإفريقي”.
ويدلّ هذا الوصم على نوع من المناصرين لا حدود لهم في مناصرة النادي، يتميزون بأعدادهم الوافرة برغم سجل النتائج والتتويجات ويزداد تعلقهم بناديهم كلما مرّ بأزمة وهو ما جعل هؤلاء المناصرين يرتقون إلى مصاف شعب، والشعب لا ينهزم أمام التحديات.
على مناصري النادي أن يثبتوا لأنفسهم وللآخرين أنهم بالفعل يستحقون هذا الوصم المفعم بالرموز وأنهم بفعلهم هذا قد ساهموا في إنقاذ ناديهم ولم يخسروا معنى وجودهم. ولكن اختبار الشغف هو الأصعب لأنه اختبار الوضعيات الحرجة وهو اختبار المداومة وطول النفس في التعلق بالنادي في حالاته المختلفة وفي سياق عالمي يتبارى فيه المناصرون في كل أنحاء الدنيا لابتداع طرق ذات مشهدية عالية في مناصرة نواديهم. المناصرون يتقدمون بخطى كبيرة للمشاركة في حياة نواديهم. وعندما تكون الهوية مجروحة يكون الشغف في أعلى درجاته”.
“اللطخة” ليست مجرد حملة
لم تكن “اللطخة” مجرد حملة تبرع مالية لإنقاذ النادي من أزمته. إنها “لطخة” من أجل إرجاع هوية النادي التي فقدها.
جاءت الأزمة عندما تمّ تحويل النادي بقوة مالية قادمة من بعيد إلى ناد أشبه بجسم مصطنع لم يأخذ في الاعتبار تقاليد النادي وفلسفته. لقد كان رهان هذا الجسم المصطنع سياسيا ورياضيا وماليا في نفس الوقت وهو رهان لم يكن بمقدور النادي تحمله لأنه ساهم في تشويه هويته وأعطاه ملامح جديدة لا يسمح بها السياق العام ولا تاريخ النادي. ومن هنا تأخذ “اللطخة” معناها فهي صورة للمال الشعبي المُواطني في مواجهة المال الفاسد، المتعنت والمصطنع.
من الوارد جدا أن تنجح “اللطخة” في إنقاذ النادي الإفريقي من أزمته المالية الحالية، ولكن هل تنجح هذه “اللطخة” في أن تمنحنا إمكانية التفكير في نموذج جديد لعلاقة تشاركية بين النادي ومناصريه؟.