فتحي الهدّاوي يثير الجدل قبل أن يتولى حقيبة وزارة الثقافة
أثارت بعض الأسماء المقترحة في حكومة الحبيب الجملي ردود أفعال متباينة من طرف التونسيين، فمنها من قيل إنه تابع لأحد الأحزاب، ومنها من قيل إنها لا علاقة لها بالاختصاص الذي كلّف به، أو هو بعيد كل البعد عن تقديم الإضافة.
ومن بين الأسماء التي جلبت الانتباه، ووجدت اعتراضًا من البعض حتى أنّ “حملة” شنّت ضدها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، المرشح لمنصب وزير الثقافة الممثل فتحي الهداوي.
ونشر البعض مقاطع فيديو تبرز وزير الثقافة المقترح فتحي الهداوي وهو في “حالة انتشاء” يغنّي في حفل خاص مع الفنانين والممثلين.
وردًّا على الحملة التي يشنّها البعض على الممثل فتحي الهداوي بعد ترشيحه لمنصب وزير الثقافة في حكومة الجملي، كتب الدكتور نور الذين العلوي تدوينة حول ما يتعرض له الهدّاوي، جاء فيها: ”
الترويكا الملعونة بنت الكلب أعطتكم وزير ثقافة دكتور في علم الاجتماع وكاتب ومسؤول في مؤسسات ثقافية لمدة 15 سنة قبل الالتحاق بالجامعة ..
ضربتوه بالعظم (البيض) …
وزير الثقافة ….لا يبلّ ولا يعلّ
والان تحتجّون على أّن وزير الثقافة ليس له دبلومات …ومش دكتور …وبعض الأوباش ينشرون صوره وهو يشرب …
فتحي الهداوي ممثل رهيب فنان كامل …في أيّ دور وضعته
فلاحه في إدارة الوزارة مش مهمّ عندي لأنها وزارة توزّع فلوس للنوري بوزيد وفريد بوغدير …والشلة إياها …فبحيث …أنقدوا السياسة الثقافية وسيّب عليكم من وزير الثقافة ….لا يبلّ ولا يعلّ ….في التركيبة الحالية مهتمه توزيع فلوس لإسكات النخبة الفرنكفونية الساكنة في خنانش الوزارة والذي أراد التمرد على ذلك ضُرب بالبيض (الدكتور مهدي المبروك)”.
وكتب ماهر غاسة تدوينة: “الوزير في الثقافة “لا يبلّ لا يعلّ”، فعلًا والشاهد على هذا الوزيرة لطيفة الأخضر وخاصة رئيس ديوانها (وهو ممثل أيضا!) أكدا أنّ جلّ قرارت الوزارة تعطل في “كواليس الإدارة”!”.
أما سفيان القرقني فقد دوّن متسنكرًا الحملة الاستفزازية التي تشنّ على وزير الثقافة في حكومة الجملي: “فتحي الهداوي نهضاوي وهذا الدليل.. كان والي العراق زمن معاوية وقائدًا مع “المرابطون” في الرباط ورصدته المخابرات الصهيونية بصدد قيادة جيوش إسلامية”.
من يكون فتحي الهداوي؟
جاء في “حقائق أونلاين”أنّ: “فتحي الهداوي المولود في 9 ديسمبر 1961 بتونس والمرشح لمنصب وزير الشؤون الثقافية في حكومة الحبيب الجملي المقترحة، هو من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 1986، وقد جاء في المرتبة الأولى في دفعته حيث تحصل على جائزة رئيس الجمهورية آنذاك، وقد انطلق في التمثيل في مسرح المعهد الثانوي ابن شرف تحت إشراف أستاذه حمادي المزي.
وقد تحصل على أول جائزة له كأفضل ممثل بالمهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 1978 وحاز على الجائزة ذاتها سنة 1980.
ثم انضم بعد ذلك إلى مسرح الهواة والتحق سنة 1985 بمجموعة المسرح المثلث بتأطير من الاستاذ المسرحي الحبيب شبيل، ليكون لاحقا عنصرا من عناصر مجموعة المسرح الجديد مع الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري وجليلة بكار وغيرهم من القامات المسرحية التونسية.
وكانت له أدوار رئيسية في عدة أعمال مسرحية من بينها “العوادة” و”عرب” التي تم اقتباسها فيما بعد في عمل سينمائي يحمل العنوان ذاته وشارك فيه الهداوي في دور البطولة (1988).
وانطلق منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في مسيرة سينمائية وتلفزية درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية.
شارك في فيلم “حلفاوين” لفريد بوغدير وفيلم “صفائح من ذهب” للنوري بوزيد سنة 1986 ، إلى جانب آدائه لأدوار متنوعة في عدة أعمال سينمائية تونسية وعربية وأجنبية تعامل من خلالها مع مخرجين من فرنسا وإيطاليا مثل سارج موواتي (فرنسا) وفرانكو روسي (إيطاليا).
فتحي الهداوي في المشهد الدرامي التلفزي التونسي
أما حضوره في المشهد الدرامي التلفزي التونسي فقد كان لافتا في المواسم الرمضانية منذ سنة 1991 مع مسلسل “ليام كيف الريح” لصلاح الدين الصيد ثم مسلسل “غادة” لمحمد حاج سليمان (1992) و”العاصفة” لعبد القادر الجربي (1993) و”الحصاد” (1994)، وتواصلت إطلالاته في الأعمال الدرامية التونسية الشهيرة مثل “صيد الريم” (2008) و”من أجل عيون كاترين” (2011) و”ناعورة الهواء” (2014-2015).
وانفتح فتحي الهداوي على الدراما التلفزية العربية عبر مشاركات متنوعة في مسلسلات عربية تارخية شهيرة تم عرضها في عدد من الفضائيات العربية مثل “تاج من شوك” لشوقي الماجري (1997) و”هولاكو” لباسل الخطيب (2002) و”الحجاج” لمحمد عزيزية (2004) و”أبو زيد الهلالي” لباسل الخطيب (2004) و “خالد ابن الوليد” لمحمد عزيزية (2009) و”عمر” لحاتم خليل (2011).
وإلى جانب مسريته الفنية الحاملة لتجارب متنوعة، شغل فتحي الهداوي أيضا مناصب إدارية في القطاع الثقافي حيث كان مديرا للمركز الثقافي الدولي بالحمامات (2011-2014) ومديرا لمهرجان الحمامات الدولي في دورة 2012 ودورة 2013 وكان مسؤولا عن العلاقات العامة في ايام قرطاج السينمائية سنة 1995 ومديرا فنيا لأيام قرطاج المسرحية سنة 1993.
وقد تحصل الهداوي على عدد من الجوائز في مهرجانات محلية ودولية، كانت آخرها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي سنة 2013.
كما انخرط الهداوي في العمل الجمعياتي فهو عضو في جمعية “فرحات حشاد” وجمعية “المدنية” وجمعية “حنبعل”، وكانت له عدة مشاركات في الفعاليات الجمعياتية المتعلقة بالأطفال المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة وكذلك في السجون والمستشفيات العمومية ودور المسنين”.