الطيب البكوش.. يصمت دهرًا.. لينطق .. شرًّا
البكوش.. يصمت دهرا.. لينطق .. شرّا
الأستاذة حياة بن يادم
يتضح أن مدرسة المستنقعات و الأوحال مازالت تتحفنا بدفعات التخرج لكيانات سامة و خبيثة. فبعد عبارات “الكورونا المتبينة” نقف على “كورونا متحولة” أكثر فتكا نظرا لموقعها الرسمي و استهدافها و تهديدها لرأس السلطة الرئاسية. أتحدث عن أحد أثار نداء تونس، إنه الطيب البكوش، الذي يفترض انه مازال على قيد المسؤولية الوطنية و المغاربية حيث يعتبر أحد عناوين الديبلوماسية لتونس. متقلدا مهام أمين عام إتحاد المغرب العربي.
في سابقة لم تشهدها تونس من قبل، يطلق البكوش المنتحل صفة “العزري” اليوم الجمعة 14 فيفري 2020، النار على سيده المباشر، رئيس الجمهورية التونسية. ناطقا بلغة التهديد و التمرد على الدولة، ضاربا عرض الحائط واجب التحفظ. و يقوم بتدخل سافر في صلاحيات رئيس الجمهورية، و كأني به في لقائه الإذاعي جاء خصيصا مكلفا بهمة بالوكالة عن الغرف المظلمة، لضرب رمز السلطة. حيث وصف اقالة مندوب تونس لدى مجلس الامن ب “الكارثي” واضاف بأنه في صورة ما حاول الرئيس قيس سعيّد إقالته “فإنه سيضر بنفسه وبصورة البلاد لأنه يتطلب موافقة الدول الأعضاء”. كما أكد على ثوابت الديبلوماسية التونسية في عهدي بورقيبة و المخلوع بن علي. ووصف الديبلوماسية اليوم “في حالة يرثى لها”. كما انه قبل منصب أمين عام اتحاد المغرب العربي بعد ” إلحاح كبير من الرئيس المرحوم الباجي قائد السبسي ولم يسع إليها على غرار بعض هواة المناصب” حسب تعبيره.
من أنت يا البكوش؟،
أنت الاستاذ الجامعي المتخصص في مجال اللغة و الألسنيات و تنطق بدون خجل بمفردات القذارة و القرف. صمتت دهرا و نطقت عهرا و يا ليتك ما نطقت.
من أنت يا البكوش؟،
أنت البكوش الصامت إزاء انتهاكات نظام الرئيس المخلوع السابق عندما كنت في عهده، رئيسا للمعهد العربي لحقوق الانسان لسنوات. حينها كنت البكوش، عندما كانت حقوق الانسان في الدرك الأسفل و عندما كان الصوت عزيزا. أما اليوم و بفضل ثورة الحرية و الكرامة و عندما أصبح الصوت رخيصا انطلق لسانك بالقاذورات. و نضطر لسماعك في هذا الزمن الأغبر أتعلم لماذا؟، لأن “من عيوب الديمقراطية أنها تجبرك على الاستماع الى رأي الحمقى”.
من أنت يا البكوش؟،
أنت أحد مؤسسي الكيان المتورم “نداء تونس”، و أمينها العام، و احد مدمريه كذلك، ليصبح اليوم أثرا بعد عين. إذ استأثرت دونا عن غيرك بقطعة من الكعكة، حيث تم تعيينك بعد انتخابات 2014، وزيرا للخارجية كترضية لك. و لولا فيتو النهضة لكانت قطعة الكعكة أكبر و لكنت سيد القصبة و لكانت الكارثة أعظم.
من أنت يا البكوش؟،
انت وزير خارجية الفضيحة و النكبة، عندما اعتمدت على معلومات زائفة و مفبركة، صادرة عن الصحف الصفراء، عوضا الاعتماد على المعلومات الصادرة من خيرة الكفاءات الديبلوماسية في الوزارة. حيث نطقت كذبا و افتراءا، أن “السلطات التركية تفهمت موقف بلاده المعارض ل “تسهيل” مرور التونسيين إلى سوريا. و أشرت إلى أنها قامت “بحذف كلمة الجهاد من الفيزا التي كان يعمّرها الشباب التونسي”. و أضفت أن الفيزا التركية تتضمن عدة خيارات منها “الرغبة في الجهاد في سوريا”. في حين لا يوجد اصلا فيزا للذهاب إلى تركيا . مما سببت إزمة ديبلوماسية لم تعرفها تونس من قبل. و تأتي اليوم و تتبجح بكل وقاحة بالثوابت الديبلوماسية و تصف اقالة مندوب تونس لدى مجلس الأمن ب”الكارثة”. و الأصل أنك أنت الكارثة التي ابتلينا بها. حيث كنت صاحب السقطات و الزلات و الهفوات التي مرّغت أنف ديبلوماسيتنا في الأوحال. و انت آخر شخص يتحدث عن الديبلوماسية. لكن من نوائب الدهر انك اليوم عنوان ليس فقط للديبلوماسية التونسية بل عنوان الديبلوماسية المغاربية. اتساءل ماذا يفعل إلى الآن؟ و متى سيلتفت رئيس الجمهورية لمناصب المنح حيث الراحة و الاستجمام و الثواب الجزيل؟ أما آن الوقت لوضع حد لهذه المهازل؟
من أنت يا البكوش؟،
أنت من النخب النكبة اليسارية المتطرفة، و التمرد ليس غريبا عنك حيث كنت في تناقض و تصريحاتك غير متناغمة مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، مما جعل فترة توليك على رأس الخارجية، من أحلك الفترات التي عرفتها تونس. لغياب رؤية استراتيجية واضحة. و لاستثمارك القذر لعقدك الايديولوجية في العلاقات الخارجية، و استفزازك و تهجمك على تركيا اكبر دليل. مما أثرت سلبا على الاستثمارات الخارجية لبعض الدول. عوض التعامل الديبلوماسي من أجل مكاسب سياسية و اقتصادية لتونس.
من أنت يا البكوش؟،
لتسدي الدروس لرئيس اجمع عليه ثلثي الناخبين التونسيين، في حين انك الفاشل حتى في إيصال مشروعك السياسي “من أجل تونس”. الذي اعلنت عنه في مارس 2019، على ركام حزبك الاصلي نداء تونس، قصد الدخول به في غمار الانتخابات الأخيرة، و على أساس أنه سيرى النور بعد اسابيع قليلة، لكنه بقي في ظلامه الدامس و مات قبل أن يولد. أتعلم لماذا؟ لانه بني على الإقصاء و الاستئصال حين صرحت أن الحزب الجديد، لن يلتقي مع أي طرف “غير حداثي”، وتحديدا حركة النهضة. و ما بني على باطل فهو باطل.
من أنت يا البكوش؟،
لتهدد رئيس الجمهورية الرئيس قيس سعيد، بأنه سيضر بنفسه وبصورة البلاد في حالة إقالتك. و تستقوي بالأجنبي معلنا أن الإقالة تتطلب “موافقة الدول الأعضاء”. ما هذه الترّهات التي تتفوه بها؟، و الأصل من سيتضرر هو انت و الامتيازات التي تتمتع بها. و انت الكارثة التي دمّرت صورة تونس عندما توليت حقيبة الخارجية. و لم تقف الكارثة هناك مع الأسف، بل تمت مكافأتك على ما اقترفته من ندوب في حق صورة تونس. لتعتلي منصب الأمانة العامة للإتحاد المغاربي. أتساءل ماهي الخدمات الجليلة التي قدمتها و انت على رأس الاتحاد المريض؟، أتصور انك أحلته على الموت السريري. لأنك اينما حللت حلّ الدمار معك. أما آن الأوان لوضع حد لهذه الكوارث؟
من أنت يا البكوش؟،
لتقيم الديبلوماسية اليوم و تصف حالتها “يرثى لها”. هل انت من الكفاءات التي تحسدنا عليها الامم و نحن لا نعلم؟ أم أنت فريد زمانك ؟. الذي يرثى له هو أنت حيث كنت امينا عاما فاشلا على الحزب الاول في انتخابات 2014. ليصبح أثرا بعد عين حتى قبل وصوله لانتخابات 2019، نتيجة لافتقادك:
* للمهارات الديبلوماسية و منها القدرة على التفاوض و إدارة الأزمات.
*للمعرفة و للفهم الشامل لشؤون الحزب.
* للفطنة التي تقتضي حسن التدبير.
* لصفة القائد الذي يصيغ رؤيا لتحقيق اهداف معينة.
* للبراعة في التواصل و ذلك بالانصات و بناء الثقة.
* للشجاعة و للقدرة على مواكبة الضغوط.
* للانضباط و التفاني في العمل لصالح الحزب.
* للصدق و الأمانة، بل كنت اول من دقّ الاسافين في نعش الحزب حيث قفزت من النخلة لتستحوذ على قطعة الكعكة.
كل الصفات المذكورة و التي تفتقدها هي نفسها الصفات المستوجبة للديبلوماسي الناجح. اما آن الوقت لوضع حد للدمار الشامل الذي احدثه النداء في هياكل الدولة؟
من أنت يا البكوش؟،
لتدعي أن المرحوم الباجي قائد السبسي هو من الحّ عليك لتواصل عملية الدمار الشامل لمؤسسة اتحاد المغرب العربي. صراحة أعجز عن الردّ و كم تمنيت أن نكون في زمن المعجزات زمن النبي موسى عليه السلام، لعل الله يسخر لنا معجزة نتأكد من ادعاءك.
من أنت يا البكوش؟،
لتصف نفسك بالمتعفف في حين غيرك هواة للمناصب. من تقصد بهواة المناصب؟، هل تقصد قيس سعيد الذي تربع على عرش قرطاج ب أكثر من 72 بالمائة من أصوات الناخبين؟ أم تقصد راشد الغنوشي الذي تربع على عرش باردو و هو رئيس الحزب الاول الفائز في الانتخابات التشريعية؟. صراحة عيب على قيس و على راشد، لماذا لم ينتبهوا اليك و لم يقوموا بتكليفك بتشكيل الحكومة؟. لما سمعنا البكوش.. يصمت دهرا.. لينطق شرّا .