أخبار عربية

نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية: عليك التحرّك فورًا نحو الصّين..

نداء عاجل إلي رئيس الجمهوريّة: ينبغي التحرًك نحو الصين فورا، اليوم قبل الغد وعدم الانتظار إلى آخر لحظة

الدكتور محمد الجويلي

كل الدلائل تقول إنه تعوزنا الإمكانيات رغم كل المجهودات لمقاومة كورونا. نحن لسنا أفضل من إيطاليا التي هبّت الصين لنجدتها تحسّبًا لكل شيء ينبغي من الآن التنسيق مع الصين وطلب مساعدتها.

لا تعوّلوا على فرنسا والاتحاد الأوروبي للمساعدة “كل واحد لاهي في همه”.

الصين بنت مستشفى في صفاقس. وهو فارغ يمكن للصين في بضعة أيام تجهيزه بالمعدات وحتى الإطار الطبي لهذا الغرض وحده. إذا لزم الأمر على رئيس الجمهورية أن يتحول إلى الصين على رأس وفد رفيع المستوى اليوم قبل الغد.

على البرلمانيين أن يذهبوا لمقابلة السفير الصيني والتحدث معه في الأمر ولمَ لا يتحوّل وفدٌ منهم إلى الصين لمقابلة برلمانيين صينيين وأعضاء من الحكومة الصينية رفقة رئيس الجمهورية أو بدونه إذا تعذر عليه السفر لأسباب بروتوكولية أو غيرها.

الإعلاميون والصحافيون التونسيون بإمكانهم كذلك أن يلعبوا دورًا أساسيًّا في هذه المهمّة. عدد سكان تونس هو عدد سكان مدينة يوهان النواة الأولى لهذا الفيروس الذي وقعت السيطرة عليه. الصين الدولة العظمى بتجربتها في مقاومة هذه المحنة ولعلاقتها المتميّزة مع تونس يمكن أن تساعدها ولا يكلّفها ذلك عناءً يُذكر.

لا أعتقد أنّ الصين سترفض الطلب أوّلًا لأسباب إنسانيّة وثانيًا لعوامل إستراتيجيّة . فأن تهبّ لمساعدة تونس بوابة إفريقيا يعني ذلك أنّها كسبت ودّ إفريقيا كلّها.

الطائرة الصينيّة التي حطّت اليوم في إيطاليا محمّلةً بالمعدّات والأطبّاء هي رسالة مزدوجة للأوروبيين إنسانيّة دون شكّ وسياسية كذلك: ترامب يغلق في وجوهكم مطارات أمريكا ونحن نأتيكم إلى بيوتكم لمؤازرتكم في محنتكم.

بالطبع، لا داعي للهلع والخوف وعلى أيّ حال الزمن ليس زمن مكابرة واستباق المحنة هو عين الحكمة.

هذه ليست دعوة للاستجداء. ففي المحن الكبرى الإنسان رحمة لأخيه الإنسان.

ما فعلته الصين اليوم مع إيطاليا يغني عن كل تعليقٍ.

نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية
وكتب الدكتور الجويلي في تدوينة سابقة:

الكورونا أكبر تحدٍّ للبلاد الآن: ربّ ضارة نافعة

الشعوب تتعلّم من المحن

 

فيروس الكورونا هو أكبر تحدٍّ في البلاد هذه السنة. فإذا كانت إيطاليا مشلولة حاليا وتستغيث ومستشفياتها أصبحت عاجزة عن استقبال المرضى وتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي والناس يموتون في منازلهم دون رعاية وفرنسا تتأهب مذعورة لما هو أسوأ ويتحدث رئيسها عن محنة عظيمة وتستعد للمرحلة الثالثة. يعني انتشار الوباء علي نطاق واسع فيها وهما البلدان اللذان يفوقاننا في كل شيء وخاصة من حيث التنظيم والمؤسسات الصحية والإمكانيات المالية فكيف سيكون حال تونس لو تفشّى فيها لا قدر الله هذا الفيروس وهو أمر ممكن وليس من باب التخويف والترهيب نظرًا لتواصل الرحلات إلى اليوم بين تونس وهذين البلدين وصعوبة التحقق من سلامة كل الوافدين.

الحل هو أن تسخّر كل إمكانيات الدولة للتصدّي لهذا الخطر الداهم وأن نبتعد عن المهاترات والأحاديث الجوفاء وسلك مسلك النعام بدفن رؤوسنا في التراب لأنّ دحر هذا الفيروس لا يتمّ إلا بتضامن كل التونسيين ومساعدة السلطات في البلاد وخاصة الإطارات الصحية بالتبرع بالمال ولمَ لا الاقتطاع من الأجور على الأقل بالنسبة لأصحاب المرتبات العالية وفرض أتاوات خاصة بهذا الداء على التجار الكبار والشركات ورجال الأعمال.

ينبغي كذلك سنّ قانون منذ الآن يرغم المصحّات الخاصة أن تتحمل مسؤولياتها في هذا العبء. وخلاصة الأمر أن نتجنّد كالرجل الواحد للمقاومة ولا ننتظر حتى تفاجئنا الأحداث بعد أسابيع من الآن.

بالتضامن وحده رغم الخصاصة يمكننا دحر محنة بدأت تطلّ علينا من الأبواب. أنا متفائل بأن تتحرك فينا نزعة التضامن لنقلّل أكثر ما يمكن من الأضرار، والقادم إن شاء الله يكون جميلًا ولاباس رغم الصعاب وربّ ضارة نافعة.

الشعوب تتعلّم من المحن.

Views: 1

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button