أخبار عربية

هل تعمّد نظام السيسي إرسال فيروس كورونا هَدِيَّةً إلى الشعب التونسي؟

يوم أمس الجمعة 13 مارس 2020، تساءل البعض: هل أنّ نظام السيسي تعمّد إرسال حالات من فيروس كورونا إلى تونس تشفّيًا من الشعب التونسي الذي قاد ثورة على الظلم والاستبداد ونجح في بلوغ مرحلة متقدمة من الانتقال الديمقراطي؟.

وهل أنّ نظام السيسي يريد أن ينتقم من الشعب التونسي الذي رفض خلال العام الماضي، على مواقع التواصل الاجتماعي، زيارته إلى تونس، ما جعله فعلًا، يُلغِي الزيارة، “لأسباب مجهولة”، كما أنّ التونسيين يرَوْن أنّه كان وراء ما حدث للمصريين في جويلية 2013.

وهل أنّ نظام السيسي أراد أن يقتصّ من الشعب التونسي عندما غنّى جمهور الترجي في مصر: “لا إله إلا الله، محمد رسول الله، والسيسي عدوّ الله”.

اتّهام نظام السيسي بشبهة تعمّد إصابة تونسيين بفيروس كورونا خلال زيارتهم آخر الشهر الماضي إلى مصر لمتابعة لقاء ذهاب الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي والزمالك، كيف لا وهم الذين ذاقوا الويْلات قبل وخلال وبعد المباراة، من عناصر الأمن المصري، وتمّ بالفعل القبض على 20 نفرًا من جمهور الترجي، لا لشيءٍ إلا لأنهم رفعوا علم فلسطين، وغَنُّوا “لا إله إلا الله، محمد رسول الله، والسيسي عدوّ الله”.

هذا الاتهام هو قراءة لما أعلن عنه اليوم الجمعة في تونس مصدرٌ من وزارة الصحة أكد للصريح أونلاين أنّ الحالة الثانية التي تمّ الإعلان عنها اليوم الجمعة 13 مارس 2020، من مدينة أريانة، وهو من بين المصابين الثلاثة العائدين من مصر، وهم من أحبّاء الترجي العائدين من مصر بعد مباراة أستاد القاهرة.

أذكر جيّدًا أنّ أحد أحبّاء الترجي أفرغ قلبه بعد عودته من مصر، وآخر كان نشر مقطع فيديو يؤكد فيه أنّه وعددًا من أحباء الترجي الموقوفين من طرف الأمن المصري، تمّ حجزهم في غرفة مع مواطن هنديّ مريض، يسعل، ويعطس، وهو في حالة يرثى لها.

ويضيف أنهم طالبوا رجال الأمن بإبعادهم عن الحجز في تلك الغرفة، وعن ذلك المريض الهنديّ، حتى لا يصابوا بفيروس كورونا جرّاء العدوى من المريض الذي يتمّ حجزه معهم في نفس الغرفة بمركز الحجز بمطار القاهرة، ولكن لم يسمعهم أحد ومكثوا هناك لساعات طويلة قبل أن يتمّ إطلاق سراحهم.

صراحة، استمعت إلى اتهام صاحب الفيديو، ولم أصدّقه في ذلك الوقت، ظنًّا منّي أنه يبالغ في ذلك لتأليب الرأي العام التونسي قبل مباراة الإياب بين الترجي والزمالك، ولكنّي اليوم، واليوم فقط، تأكدت أنّ ذلك الشاب التونسي، المحبّ للترجي، لم يكذب ولم يفتر على الأمن المصري، وعلى نظام السيسي، الذي أصرّ على أن يصاب تونسيون بالعدوى قبل أن يطلق سراحهم، ويعودون إلى تونس، حتى يتفشّى فيروس كورونا بين التونسيين، ويشفِي نظام السيسي غليله ممن قالوا لا للاستبداد ولا لكل الظالمين في العالم.

وأكد أحد التونسيين من أحباء الترجي أنّه استمع إلى أحد رجال الأمن المصري، وبعد أن تمّ إلقاء القبض على 16 تونسيًا، وهو يقول إلى أحد زملائه الأمنيين: “نريد 4 آخرين”، كأنّي بهم يريدون القبض على 20 من أحباء الترجي.. لماذا بالضبط؟.. الله أعلم.

وأضاف تونسيّ آخر، أنه وبعد أن أطلق سراح التونسيين الذين تمّ حجزهم في نفس الغرفة مع المريض الهنديّ، أقسم أنه استمع إلى أحد رجال الأمن المصري، يمرّ بجانبه وهو يقول بصوتٍ خافتٍ: “اللّهم احمِ تونس من كورونا”.

ولم يتمّ إيلاء هذا الكلام الأهمية التي يستحقها، حتى يتمّ الحجر على هؤلاء الذين تحدث عنهم هذا المحبّ للترجي، ويتمّ التأكد من حقيقة إصابتهم بفيروس كورونا.

واليوم، فقط، تمّ الإعلان عن إصابة 3 من أحبّاء الترجي العائدين من مصر بفيروس كورونا، ومَنْ يدري مع مَنْ تعامل هؤلاء التونسيون الثلاثة، من أقاربهم وعائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل لنعرف حجم الجريمة المرتكبة من نظام السيسي في حقّ التونسيين إذا تمّ التأكد أنّ أحد هؤلاء المصابين الثلاثة كان مِنْ بين مَنْ تمّ القبض عليهم وحجزهم في تلك الغرفة المشبوهة والمعدّة سلفًا لمجموعة من التونسيين يتمّ حجزهم بعد نهاية المباراة.

الاعتداء على جمهور الترجي في مصر

أذكر جيدًا كذلك  أنّ أحد الصحاقيين الذين رافقوا الترجي في رحلته إلى مصر، استمعت إليه في برنامج الأحد الرياضي على القناة الوطنية الأولى، وأنا أثق في كلامه، من أنّ مصريين، قد يكونون رجال أمن بلباس مدنيّ، كانوا يجلسون مع جمهور الترجي، وهل نستغرب من أنّ هؤلاء كانوا مصابين بفيروس كورونا حتى تتفشى العدوى بين التونسيين..

وكان المحامي التونسي شريف الجبالي أفاد يوم السبت 29 فيفري 2020 لموقع “buzznewstunisia” بأنّ: “أمن السيسي قد قام بتعنيف مشجعي الترجي الذين يتواجدون حاليًا في مركز إيقاف قريب من المطار وفي ظروف غير ملائمة بالمرة، كما أن المركز يتواجد على مقربة من مركز الحجر الصحي الخاص بمن تعلقت بهم شبهة الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يشكل خطرًا على صحة المواطنين التونسيين”.

المحامي شريف الجبالي

والشعب التونسي الذي ثار على الظلم والاستبداد وأطرد الظالمين والمستبدّين لا شكّ أنه قادر على تجاوز المحن والأزمات مهما كانت تأثيراتها، ولن يستطيع فيروس كورونا أن يمنعنا من تحقيق أهداف الثورة التونسية والمضيّ قُدمًا نحو استكمال انتقالها الديمقراطي بخطى ثابتة.

وربما كان نظام السيسي ينتظر من الأمن التونسي أن يردّ بالاعتداء على المصريين في تونس خلال لقاء العودة بين الترجي والزمالك لكنه فوجئ بالمعاملة الإنسانية والأخوية الطيّبة للإخوة المصريين في تونس ويحميهم خلال تواجدهم في بلادنا، وهو ما يؤكد أنّ تونس تسير في الطريق الصحيح بعيدًا عن أيّ تعدٍّ على حقوق الإنسان، مثلما يحصل عندهم.

وتمّ وضع الفريق الصحفي التونسي الذي رافق الترجي إلى مصر في الحجر الصحي للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا.

واعتبر مسؤولو الصحة بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الخميس، أنّ إحصائية لحالات الإصابة بـفيروس كورونا في أميركا  تفيد أنّ 40 مصابًا عادوا من مصر حسب ما نشرته “نيويورك تايمز”.

وبالتالي فإنّ مصر هي أكبر ناقل للعدوى من فيروس كورونا إلى أمريكا، وفق “نيويورك تايمز”.

وأعلن رئيس الحكومة مساء اليوم عن قرار تقليص الرحلات الجوية مع مصر إلى رحلة واحدة أسبوعيًا، وكان عليه أن يوقفها نهائيًا بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ مصر هي منطقة موبوءة.

Views: 0

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button