أخبار عربية

سقف الرئيس.. وحكومات الرؤساء

كتب الأديب نور الدين الغيلوفي مقالًا تناول فيه خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال زيارته إلى مدينة قبلي، يوم الإثنين 11 ماي 2020، للاطلاع على المستشفى الميداني الذي أهدته قطر إلى تونس للمساعدة على محاربة جائحة كورونا.

وأكد الغيلوفي أنّ “حكومات الرؤساء جرّبها العرب في مختلِف دولهم التي شهدت أنظمة رئاسويّة: حكومات بورقيبة وحكومات بن علي.. وحكومات السادات ومبارك .. وحافظ الأسد وصدّام حسين وجمال عبد الناصر وعلي عبد الله صالح وجعفر النميري..”.

واعتبر أنّ من يشجع الرئيس على “خطابه التحريضي على المسار الديمقراطي المتعثّر” “سُذّجًا”.

وختم تدوينته بالقول: “بلادنا تعيش في ظلّ واحة لم يعرف شعب عربيّ آخر ظلّا مثله..”.

داعيًا التونسيين: “لا تقطعوا النخيل لتسقفوا به بيتا يسكنه الرئيس ويترككم في العراء..”.

وفي ظلّ الدعوات من هناك وهناك، سواء لحلّ البرلمان، أو لسحب الثقة من الرئيس، لا تستند إلى أيّ شرعيّة، فالبرلمان شرعيّ، والرئيس شرعيّ، ولا يمكن التفكير في سحب الثقة منهما، إلا بالطرق الديمقراطية.. فقط.

وهذه تدوينة للكاتب نور الدين الغيلوفي كاملة:

سقف الرئيس…

أكثر الذين يشجّعون الرئيس على أن يمضيَ في خطابه التحريضيّ على المسار الديمقراطيّ المتعثّر هم أولئك الذين يلهجون بحكومة الرئيس ويستظلّون بسقفها.. هؤلاء يشقّون “الصفّ الديمقراطي” لصالح دكتاتور متخبّط في طور النموّ…

حكومات الرؤساء جرّبها العرب في مختلِف دولهم التي شهدت أنظمة رئاسويّة: حكومات بورقيبة وحكومات بن علي.. وحكومات السادات ومبارك .. وحافظ الأسد وصدّام حسين وجمال عبد الناصر وعلي عبد الله صالح وجعفر النميري…

تتعدّد الحكومات والرئيس واحد.. الرئيس يغيّر ولا يتغيّر مثل إلاه مقيم.. ولكنّه إلاه يموت.. لا يتغيّر الرئيس إلّا بعد أن يموت ليعاد ترتيب البيت كأنّه لم يمت..

وبعد عمر طويل سيُسلمكم التفويض إلى رضا لينين ليشحنكم في حافلاته الثلاث ويُلقي بكم في صحراء الربع الخالي..

وأنتم تُنشدون (مات الرئيس… عاش الرئيس)

إلى هؤلاء السذّج…

أنتم في النظام الديمقراطيّ تصارعون وتخالفون وتصرخون بما ترون وتبيتون في فُرشكم آمنين.. المشهد يتغيّر باستمرار في بحث عن المعادلة الممكنة التي تقتحم بها البلاد عقباتها وتخرج من مآزقها وتتخلّص من مشاكلها.. تصعدون أنتم تارة ويصعد غيركم تارة ولا سقف فوقكم غير سقف إراداتكم.. فإن أنتم عدتم بنا إلى الرئيس الذي يحكم وإلى حكومة الرئيس التي لا سقف غير سقفها لن تكونوا أنتم استثناء لأنّ “عليكم ريشة” الرئيس.. ستكونون أسهل الأحجار التي سيركلها الرئيس من طريقه.. أو سيكلّف رضا لينين بجمعها ليعبّد بها الطريق إلى غيركم…

الرؤساء المستبدّون يبدأون بمقرَّبيهم يجرّبون سكاكينهم في رقابهم.. انظروا ما فعل السيسي بأنصاره.. وما فعله بشار الأسد برامي مخلوف وما فعل أبوه، من قبله، بأخيه رفعت الأسد.. وما فعله عبد الناصر بعبد الحكيم عامر.. وما فعله بن علي بزملاء انقلابه.. وما فعله بورقيبة من قبله بصالح بن يوسف…

الرؤساء إذا حكموا أطلقوا أيديهم.. يبطشون بالأقربين لزرع الرعب في الأبعدين.. وقيس سعيد أشبههم بالقذّافي وللقذافي سيرة يعرفها الجميع..

اتّعظوا…

ما تقولونه اليوم سيكون عليكم، غدا، مستحيلا..
لا تذهبنّ بكم عقولكم الصغيرة، في مناكفاتكم الصبيانية العمياء، إلى الحدّ الذي تهدمون به جدار الحرية الذي تستندون إليه..

بلادنا تعيش في ظلّ واحة لم يعرف شعب عربيّ آخر ظلّا مثله..

لا تقطعوا النخيل لتسقفوا به بيتا يسكنه الرئيس ويترككم في العراء..”.

 

سحب الوكالة.. كيف يتمّ؟

 

وأضاف الغيلوفي في تدوينة ثانية:”

سحب الوكالة، كيف يتم؟

بانتخابات مبكّرة أم بشيء آخر؟
الذي أعرفه أنّ الانتخابات هي آلية الديمقراطيّة المتعارَف عليها في العالم الحرّ.. ولا تُعرَف آلية غيرها…
رئيس جمهوريتنا كيف يريدنا أن نسحب الوكالة؟
إن كان الأمر تحسمه الانتخابات فأهلا وسهلا.. الانتخابات إجراء مدنيّ منظَّم ومنظِّم.. لا الحكومة ترضينا ولا الرئيس.. ولا البرلمان…
وإن كان الرئيس يريد سبيل الفوضى، فسيخرج أنصارُه لسحب الوكالة من خصومه ويخرج خصومه لسحب الوكالة منه هو…
سيلتقي الجمعان… وقد تنشب من لقائهما النيران.. ولن يكون أنصار الرئيس أحرص عليه من حرص أنصار الديمقراطيّة عليها…
من الذي سيطفىء النار وقتها؟
سيُقال إنّ قيس سعيد رئيس جاءت به الانتخابات فأراد أن يقود انقلابا على شركائه فأشعل بالبلاد حربًا أحرقت الأخضر واليابس…
فهل سيقول الرئيس، وقتها: الشعب يريد ويعرف ماذا يريد؟.
الذي ننتهي إليه أنّ الرئيس لا صلة له بالشعب أصلا.. لأنّ الشعب لن ترقى به الفوضى.. ولن يحلّ مشاكله الثقيلة سحب الوكالات…”
Views: 0

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button