أخبار عربية
سي “المزروب” وسي الطبوبي والحنين لباردو 2 …
كتب الأستاذ خالد الهرماسي مقالًا، تفاعل فيه مع تصريح للأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي الذي دعا إلى استفتاء حول دستور 2014، واعتبر ذلك “دعوة للانقلاب على الدستور”.
وهذه تدوينة الأستاذ خالد الهرماسي:
سي محسن وسي نور الدين والحنين لباردو اثنين …
بندرنا لأحسن دستور في العالم والنهاية فوضى في الصلاحيات والحل في استفتاء هكذا نطق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي.
للأمانة عندما نقرأ ما بين السطور في كلام سي نورالدين نجده محقًّا في كل ما قاله، حيث أن سياسة البندير لديه وعديد القيادات في UGTT تعتبر عقلية وثقافة مارسوها طيلة أكثر من 20 سنة فترة حكم الاستبداد والديكتاتورية تحت وليّ نعمتهم بن علي وزبانيته حيث كانوا مجرد ديكور يؤثث به بن علي المشهد النقابي المدجن لصالح التجمع وآل بن علي وآل الطرابلسية، حتى أن ساحة محمد علي كانت في ذلك الوقت خلية من خلايا التجمع تباع فيها بطاقات انخراط RCD غصبًا عن الشغالين في عملية تزييف قذرة جعلت من حزب التجمع يدّعي أن له مليونين منخرط لتأتي الثورة وتعرّي أكبر عملية تحيل وبيع معطيات شخصية حصلت بين التجمع المنحل والاتحاد العام التونسي للشغل عن طريق بعض القيادات بمن فيهم سي نورالدين صاحب فتوة الاستفتاء وتغيير النظام السياسي …
بعد أن شارك الاتحاد العام التونسي للشغل في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني بطريقة غير مباشرة عن طريق دعمه المفضوح لعبد الكريم الزبيدي في الدور الأول وحزب قلب تونس في التشريعية ثم نبيل القروي في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية ليخسر كل رهاناته في هزيمة مذلة ونكراء وبعد صعود حركة النهضة كحزب أول في البرلمان ووصول قيس سعيد قصر قرطاج وتبعثر كل أوراق قيادات UGTT كان لا بد من خطة ب للنجاة والمتوقع الصحيح لإنقاذ ماء الوجه والمحافظة على الديكتاتورية النقابية التي تمكنهم من جعل الدولة رهينة عندهم و تحت السيطرة.
ائتلاف الكرامة.. العدوّ الوهميّ
خلقوا عدوا وهميا متمثلًا في ائتلاف الكرامة ودقوا بينه و بين قيس سعيد إسفينًا ليزرعوا الفتنة عن طريق مغالطة الرئيس سعيد و التسويق له أن هذا الائتلاف يمثل خطرا على مشروعه السياسي وعلى شعار الشعب يريد لتنطلق منذ تلك اللحظة الخلافات بين الرئيس سعيد و جزء كبير من مناصريه خاصة في الدور الثاني ليعود بعدها الاتحاد العام التونسي للشغل لسياسة ضرب البندير على أنغام الاستفتاء وتغيير النظام والاصطفاف المخادع إلى جانب رؤية قيس سعيد في الحكم التي كل ما يعنيهم فيها فقط هو الإفلات من المحاسبة القضائية خاصة أنّ لديهم ملفات عديدة تحت أنظار القضاء.
لهذا هم اليوم يعيشون حالة من الارتباك والخوف جعلتهم ينخرطون في كل دعوة تدعو لترذيل البرلمان والنيل منه وخلق حالة الفوضى لأنها تعتبر طوق نجاة لديهم.
اللقاءات الماراطونية للاتحاد
اللقاءات الماراطونية التي انعقدت سرًا وجهرا بين الاتحاد وبعض القيادات الحزبية أنتجت مواقف في ظاهرها مساندة لرؤية قيس سعيد لكن في باطنها إلحاق تونس بالثورات الفاشلة على غرار مصر ليبيا اليمن سوريا و السودان لإطلاق رصاصة الرحمة على التجربة الديمقراطية التونسية و في لمح البصر يخرج علينا عراب الانقلابات و الثورات المضادة محسن مرزوق صاحب نظرية التفرقة بين الدماء اسود و احمر و صاحب فتوة لا يهم موت 20 ألف تونسي المهم نجاح الانقلاب بأي ثمن سي محسن زعيم الاصفار في التشريعية والرئاسية يهدد ويعربد ويقول إمّا حوار وطني لتغيير النظام السياسي أو الشارع…
وقّفنا الترويكا 1 ومستعدّين نوقّفو الترويكا 2 نعم هكذا هدد سي محسن وبكل وقاحة (نلعب والا نحرم ) لكن ما خفي عن ذكاء سي محسن أن الترويكا 1 لم يوقفها أحد بل هي ساهمت و بحكمة العقلاء في إنقاذ تونس من حمام دم يسقط فيه 20 الف تونسي كما أراد سي محسن و كذلك الترويكا 1 أسست لدستور يحمي البلاد حتى لا يأتي أمثال سي محسن يدعون لإسقاط الترويكا 2 هل علمت الآن يا سي محسن أن الترويكا 1 انتصرت عليك في الشارع بالحكمة والعقل والموعظة الحسنة وانتصرت عليك بالصندوق لتصبح الترويكا2.
أنت صفر في الشارع و صفر في الصندوق
هيهات يا سي محسن أنت صفر في الشارع و صفر في الصندوق وبحكم الدستور دستور الترويكا 1 أنت متمرد وتدعو للفوضى و الانقلاب و هذا يعاقب عليه القانون جزائيا بأحكام تصل المؤبد !!! فما عليك ان أردت التغيير غادر منطقة الصفر وعندها لكل حادث حديث …
رسالة أخيرة للرئيس قيس سعيد
رسالة أخيرة للرئيس قيس سعيد نعلم جيدا مدى نظافة أياديكم ونزاهتكم واستقامتكم ونعلم جيدا كذلك مدى رؤيتكم الشعباوية للأمور وغياب البرامج لديكم ورغم ذلك خيّرناكم على منافسكم نبيل القروي لسبب وحيد هو نظافة اليد التي وحدها لن تصنع الربيع لهذا عليكم سيدي الرئيس إما التأقلم مع النظام الدستوري للبلاد أو أن تبادر وتصارح الشعب بما تريد أنتم يا سيادة الرئيس فمثلما الشعب يريد فهو كذلك من حقه معرفة ماذا يريد رئيس الدولة؟.
نصيحة من الدين سيد الرئيس قيس سعيد: حاذر من الذين بالأمس القريب كنت عندهم المترشح المريض بالتوحّد من وسائل إعلام شتمتك وثلبتك وسلختك بإبرة وقيادات نقابية كانت تسخر منك بكابوسان وسيڤارو وأشباه سياسيين نعتوك بأبشع النعوت.
كل هؤلاء الآن ينافقونك معتقدين أنك تخوض صدامًا مع طرف سياسي معيّن، حتى إذا خلّصتهم منه انقلبوا عليكم واستفردوا بكم للنّيل منكم. لهذا عليك بالدستور والدستور، ثم الدستور.
يوفى الحديث”.
اليد في اليد للانقلاب
وتفاعل الدكتور مصدق الجليدي بدوره مع تصريحات الطبوبي، فكتب: “هل يعقل أن كل هؤلاء يضعون اليد في اليد للانقلاب على الدستور والقانون والشرعية والديمقراطية، كل بدوافعه، وبعضهم موظّف ومستبله لبعض:
– الثورة المضادة بقيادة بلدان خليجية.
– عبير موسي وحزبها المناوئ للثورة وللديمقراطية.
– قيس سعيد وبطانته اليسراوية والقومجية.
– الحفتريش اللاوطني
– اليسار المتفرنس المتطرف.
– البيروقراطية النقابية.
– مؤسسو نداء تونس (محسن مرزوق، بن فرج، …) وكل الفاشلين في الانتخابات من فلول التجمع واليسار.
– أطراف دولية أخرى في المنطقة العربية وفي أوروبا بما في ذلك روسيا.
إنه تحالف موضوعي أخرق يطارد السراب ويوهم بإيجاد الحل الاجتماعي، بينما هو يستثمر في الوضع الاجتماعي المتأزم العائد إلى أسباب عديدة متداخلة، للانقلاب على الديمقراطية والقضاء على التعددية وعرقلة محاربة الفساد ومحاربة الهوية لغة ودينا وثقافة وطنية، واستخدام تونس في صراعات إقليمية ودولية تتجاوزها من بعيد.
ليس لتونس إلا الله ووعي الشعب النبيه”.
القبول بقواعد وقوانين اللعبة الديمقراطية
أما أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، فقد عبّر بدوره عن استغرابه من الدعوات للانقلاب على الدستور، وكتب تدوينة جاء فيها: “سيظل بعض السياسيين الساخطين على صناديق الاقتراع يصرّون على المطالبة بتغيير النظام السياسي والقانون الانتخابي اعتقادا منهم أنّ ذلك وحده كفيل بتغيير موازين القوى وإرجاعهم لتصدّر المشهد، في حين أنّ الطريق الأنجع في رأيي هو القبول بقواعد وقوانين اللعبة الديمقراطية والتهيؤ للمنافسات القادمة بدل محاولة هدم البيت على ساكنيه.
نقاش النظام السياسي يجب أن يتمّ على نار هادئة وبعيدا عن مناخات الدعوة للانقلاب على الشرعية، وعليه أن يبقى في إطاره الدستوري وألاّ يتحول إلى محاولة جديدة للهروب إلى الأمام وإدارة الظهر للاستحقاقات الوطنية العاجلة”.
Views: 1