أخبار عربية
كَمْ أَنْتَ قَاهِرُهُمْ .. أيّها الغنوشي
كم أنت قاهرهم .. يا الغنوشي
الأستاذة حياة بن يادم
الغنوشي شيخ ثمانيني، اسم حيّر وأرّق العديد. قد تتفق معه وقد تختلف لكن لا تستطيع أن تنكر أنه رجل استكمل بصمته وهو مازال على قيد الحياة. حيث ترك أثرا و ميراثا في الدعوة وفي الفكر وفي السياسة في جميع المنابر وفي مغارب الارض ومشارقها بلغات مختلفة.
كان مادة دسمة للعديد من السّاسة والمثقفين ومراكز البحوث، ومرجعا لنظريات الإسلام السياسي في العصر الحديث.
في حين من هم من جيله ما زالوا يحاولون فك الحروف في ابجديات السياسة. وهو المحافظ على لقب السلطة بعد الثورة بعد أن كان عنوان المعارضة لعقود قبل الثورة.
وهو أحد مهندسي سياسة التوافق صحبة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي. والمرافق اللطيف واللين والحذر للانتقال الديمقراطي الهش في مناخ ملغم من طرف خصوم الثورة.
في هذه الأيام وبعد سقوط حفتر المدوي في ليبيا، يتعرض الرجل إلى حملة تشويهيه عبارة على حرب إقليمية جناحها الداخلي تكفل بحملتين.
الحملة الاولى، اتهامه بالثراء الفاحش وطلب عملية التدقيق في ثروته المزعومة.
والحملة الثانية، تدعو لعزله من منصب رئاسة مجلس النواب. وهذه الحملات تقودها أطراف ظاهرها مختلفة وباطنها على قلب “انقلاب واحد”.
أما جناحها الخارجي فمهمتها وأْد التجربة التونسية التي يعتبرونها تهديدا لعروشهم. وذلك بتغذية الأطراف الداخلية على القيام بحرب بالوكالة تحت يافطة “الاستئصال الإيديولوجي”، معتبرين الغنوشي المسؤول العالمي على الإخوان المسلمين والتي تعتبر عقدتهم. وذلك بنشر الفوضى بعدما يئسوا من حسم المعركة عسكريا على الميدان في ليبيا.
العمليات التشويهية ليست غريبة على الرجل حيث كان “سفّاح وقتال الأرواح” للجبهة الشعبية قبل إفصاح صناديق الاقتراع ذات خريف 2019، عن إرادة الشعب التونسي الذي أعلن عن موتهم السياسي. ليشهد شاهد من أهلها، زياد الأخضر، رأس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وأحد أشرس المعادين للغنوشي، الذي قام بفضح المتاجرين بملف شكري بلعيد بمناسبة الذكرى السابعة لاغتياله قائلا: “يستغلون ملف الشهيد لابتزاز النهضة ويزعمون في العلن أنهم مع كشف الحقيقة”.
لكن هذه العمليات التشويهية لم تزد الرجل إلا إصرارا على مواصلة الطريق بفم صامت ودم بارد عاملا بحكمة المتنبي حين سئل :”فلان يهجوك قال: هذا صعلوك يريد أن نرد عليه فيدخل التاريخ”.
لكنه صاحب الفعل الصاخب والرد القاسي حيث يغتال عدوه نفسانيا دون رحمة ولا شفقة ودون اللجوء إلى العنف المادي ليتكفل الزمن بالبقية بوأدهم ورميهم في مزبلة التاريخ.
أما “المهرجين” أصحاب النفوس المريضة فإنّ ريح مؤامراتكم النتنة قد فاحت وملأت صداها كل العالم ومحاولتكم وأد التجربة “الإجابة تونس” ملعونة ويائسة.
وأمامكم خياران لا ثالث لهما، إما مقارعة الرجل فكريا وبأساليب الديمقراطية لإزاحته، أما سلوك البلطجة والافتراء و التشويه فقد جربها الكثيرون وماتوا سياسيا حقراء.
كم أنت قاهرهم.. يا الغنوشي.
Views: 0